معرف الأخبار : 91968
تاريخ الإفراج : 4/1/2022 1:46:18 PM
ما هي العقبة أمام الاتفاق.. مزاعم بوريل أم تغافل الغرب؟

خاص نورنيوز..

ما هي العقبة أمام الاتفاق.. مزاعم بوريل أم تغافل الغرب؟

متغاضياً التطرّق الى السلوك غير البناء للجانب الأمريكي في مفاوضات فيينا، اتّهم جوزيف بوريل إيران وروسيا بعرقلة عملية التفاوض لإحياء الاتفاق النووي، في حين أن العقبة الأكبر في التوصل الى اتفاق هي عدم وفاء الغرب وامتناع امريكا عن تقديم ضمانات تقيّدها بالالتزام في حال تم التوصل الى اتفاق.

نورنيوز- تتواصل المفاوضات بين إيران ومجموعة 4 + 1 (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة الى ألمانيا) حول إحياء الاتفاق النووي، على شكل مشاورات ومحادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، بما في ذلك زيارة إنريكي مورا منسق محادثات فيينا إلى طهران مؤخراً.

في الأثناء، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في تصريح يبعث على التأمل: "وصلت المفاوضات بين القوى العالمية وإيران بشأن استئناف الاتفاق النووي لعام 2015 بعد التغلب على عرقلة روسيا الى طريق مسدود آخر هذه المرة بسبب عرقلة طهران".

وقال بوريل أمام البرلمان الأوروبي: "قبل أسبوعين، كنا على وشك التوصل إلى اتفاق"، وأضاف: لكن روسيا تريد منع رفع العقوبات عن النفط الإيراني، لأنه إذا بدأت إيران في تصدير النفط، فسيكون هناك مزيد من المعروض في الأسواق، وهذا ليس في مصلحة روسيا.

ومضى يقول: إن مطلب إيران بشأن الحرس الثوري كان عقبة أخرى أمام إنجاح المحادثات. ودون أن يتطرق بوريل الى عدم التزام امريكا بتعهداتها، اتهم إيران وروسيا بعرقلة الاتفاق، فيما استندت ضمانات روسيا على التجربة العالمية المريرة للغرب، هذا هو عدم التزام الغرب بالاتفاق النووي، وكذلك عدم وفائه بعدم توسع الناتو إلى حدود روسيا.

خلاصة القول هي أن روسيا لا تريد إعاقة صادرات النفط الإيرانية، ولكن في الحصول على تأكيد مكتوب بأن العقوبات الغربية المعادية لروسيا تحت ذريعة أوكرانيا لن تؤثر على العلاقات الاقتصادية بين طهران وموسكو، وفقًا للإتفاق النووي.

والنقطة المهمة أن روسيا لعبت دوراً بناءً في عملية التفاوض، كما أكد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان خلال زيارته لموسكو، وقال: إن استمرار التعاون بين الجانبين مهم في التوصل الى إحياء الاتفاق النووي ومواجهة العقوبات.

منذ بدء الجولة السابعة من المحادثات بين إيران ومجموعة 4 + 1، أعلنت إيران خطوطها الحمراء بشكل جليّ، والتي تشمل الرفع الكامل للعقوبات والتحقق، وأخيراً تأكيد الغرب على عدم تكرار ما فعله سالفاً.

في الواقع، أوضحت الجمهورية الإسلامية إطارها التفاوضي منذ البداية واعتبرت أي خطوة تتجاوزه سيعرقل المفاوضات.

وفقاً لذلك، نستطيع أن نقول بوضوح أن الحاجة إلى رفع العقوبات والحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية المزعومة أمريكياً ليس مطلبا جديدًا في المفاوضات، ولكنه جزء من مطالب الجمهورية الإسلامية برفع جميع العقوبات، كما أعلنت ايران منذ البداية: اما أن تُرفع جميع العقوبات وإما لن يتم التوصل الى أي اتفاق.

ولم يشر بوريل إلى السلوك غير البناء للأطراف الأمريكية وحاول من جانب واحد إلقاء اللوم على إيران وروسيا في فشل التوصل الى اتفاق في فيينا، بينما قال "روبرت مالي" المبعوث الامريكي الخاص بشؤون إيران يوم الأحد: إن المُقيم الحالي في البيت الأبيض لا يمكنه أن يضمن قرارات الإدارة الأمريكية القادمة بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وأكّد المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران، روبرت مالي، الأحد خلال كلمة ألقاها في اليوم الثاني والأخير من مؤتمر «منتدى الدوحة»، أن عقوبات بلاده على الحرس الثوري ستبقى، بغض النظر عن الاتفاق النووي، أو عن مسألة إبقاء هذه القوة المسلحة مُدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية.

تصريحات مالي تشير الى أن واشنطن تريد ان تواصل، من ناحية، سعيها للحفاظ على العقوبات ضد إيران، ومن ناحية أخرى، لم تقدّم ضمانات بعدم تكرار فعلتها السابقة في عهد ترامب.

لكنّ من الجليّ أن ما يمنع المحادثات من أن تؤتي ثمارها ليس المطالب الجديدة لإيران وروسيا، بل تجاهل الغرب ومواربته، وهو مسار يسعى إلى التقليل من أهمية عدم التزام الغرب بالخطوط الحمراء لإيران بمزاعم مناهضة لإيران وروسيا، وتحميلهما مسؤولية عدم التوصل الى اتفاق.

في المقابل تعكس تصريحات بوريل حقيقة أن الغرب لا يزال تحت وهم الابتزاز الأحادي الجانب، بينما صرحت إيران صراحة بأنها مستعدة للتوصل إلى اتفاق في حال حدوث تغيير ملموس في السلوك الغربي، والحفاظ على الخطوط الحمراء لإيران في المفاوضات.

لكن على الجانب الغربي أن يدرك أن ايران أكدت بأن عدم التوصل الى اتفاق أفضل من التوصل الى اتفاق سيء، وأنه إذا أراد الأوروبيون التفاوض، فعليهم أن يسلكوا الطريق الصحيح بدلاً من اتهام إيران بمواجهة الإسراف والسلوك غير العقلاني الذي تعتمده واشنطن.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك