معرف الأخبار : 91903
تاريخ الإفراج : 3/30/2022 3:10:33 PM
مزاد سخي لبيع مصالح الشعب العراقي مقابل تبرئة الموساد

مزاد سخي لبيع مصالح الشعب العراقي مقابل تبرئة الموساد

حملة التهويل والتحريض التي يشنّها بعض المسؤولين الأكراد بشأن الضربة الصاروخية الإيرانية على مقر الموساد في أربيل، برعاية وكالة "رويترز"، عارية عن الصحّة، وتهدف لإخفاء فضيحة التعاون المزعزع للأمن بين قسم من الطبقة الحاكمة في إقليم كردستان العراق والكيان الصهيوني وأمريكا، تعاون لا يصب في مصلحة الأمن الإقليمي مطلقاً.

نورنيوز- على مدى الايام الاخيرة ضجّت وسائل الاعلام بمزاعم عدد من المسؤولين في إقليم كردستان العراق، ادعاءات جاءت في إطار تحريف اهداف الضربة الصاروخية الايرانية لمقر التجسس الصهيوني في أربيل، زعم فيها المسؤولون الاكراد ان الضربة الايرانية جاءت بهدف إفشال مشروع نقل غاز كردستان العراق الى أوروبا عبر الاراضي التركية.

في حين تكشف الصور التي تم نشرها من المقرّ الذي استهدفته صواريخ الحرس الثوري أن المبنى المدمر لا يمكن أن يكون مبنى سكني عادي بسبب بنيته الخرسانية وعدم قابليته للاختراق، في ضوء ذلك، انتهج بعض المسؤولين الأكراد أسلوب التحريض الإعلامي دون تقديم أي دليل بغية صرف الرأي العام عن الحقيقة الرئيسية لهذا الحدث وأهميتها في ظلّ تواصل شرور الكيان الصهيوني في المنطقة.

عقب الضربة الصاروخية الإيرانية على مقرّ الموساد الذي يحتضنه إقليم كردستان العراق، اعترفت العديد من الشخصيات السياسية والشعبية العراقية رسمياً، بأن المقرّ المُدمّر كان جزءا من شبكة التجسس الصهيونية في أربيل، والتي عملت ضد أمن إيران والمنطقة، ومن المهم الإشارة إلى أن العديد من التيارات السياسية وأعضاء مجلس النواب العراقي طالبوا بغداد بمحاسبة قادة إقليم كردستان على احتضانهم لأنشطة شبكات التجسس الصهيونية والأمريكية في بلادهم.

عوضاً عن الاجابة على أفعالهم غير الودية والبعيدة عن أعراف حسن الجيرة في فتح أبواب الاقليم للكيان الصهيوني لإقامة مركز تجسس على الأراضي العراقية، يسعى بعض المسؤولين الأكراد للهروب إلى الأمام من خلال اتباع نهج إسقاطي على مرأى من الجميع.

حيث أن حملة التهويل والتحريض التي يشنّها بعض المسؤولين الأكراد بشأن الضربة الصاروخية الإيرانية على مقر الموساد في أربيل، والتي تقوم وكالة "رويترز" برعايتها، عارية عن الصحّة، وتهدف لإخفاء فضيحة التعاون المزعزع للأمن بين الطبقة الحاكمة في إقليم كردستان العراق والكيان الصهيوني وأمريكا، تعاون لا يصب في مصلحة الأمن الإقليمي مطلقاً.

المفارقة العجيبة، هو أن هذا السلوك الذي قد ينبع من وهم استجرار الدعم الغربي لتدعيم السيادة عن طريق الارتماء بأحضان الكيان الصهيوني، يتناقض بشكل صارخ مع الحقائق التاريخية حول رفض امريكا دعم المنطقة الكردية عندما كشّر داعش الارهابي عن أنيابه أمام الاكراد، علاوة على ذلك، أظهرت تجربة الدول الحاضرة في مشروع التطبيع أن التعاون مع الولايات المتحدة لم يجلب لهم سوى الدمار والإنزواء والعار.

أضف الى ذلك، أن المنطقة الكردية جزء من عراق موحد، وقد أثبتت الشعب العراقي مرارا وتكرارا عدم استعداده للتطبيع مع محتلي القدس الشريف، ومن الطبيعي أن سياسة الحكومة المركزية العراقية تنبع من هذه الإرادة الشعبية.

من جهة أخرى، القرارات الرئيسية والمحورية في العراق بما في ذلك مجال نقل الطاقة من أي جزء من البلاد، بما في ذلك إقليم كردستان إلى دول أخرى، سواء كانت تركيا أو أوروبا، تتطلب قرارا تتخذه الحكومة المركزية في بغداد، ونسب الهجوم على مقر الموساد لهذا الادعاء هو نوع من المواربة الاعلامية.

في الواقع، تأتي مثل هذه الحملة الاعلامية حول الضربة الصاروخية الإيرانية لمقر الموساد، في الوقت الذي يسعى فيه الغرب للتهويل من مسألة رفع الحظر المفروض على حرس الثورة الاسلامية الأمر الذي تطالب فيه ايران في مفاوضات فيينا، وتوسيع رقعة هذا الحظر ليطال المؤسسة العسكرية الرسمية لايران بالكامل، وبهدف تبرير شرور الكيان الصهيوني وأعوانه في المنطقة.

ولكن من له بصيرة، سيدرة أن التجارب أثبتت أنه لا الغرب يلتزم بتعهداته ولا يمكن للكيان الصهيوني أن يكون شريكا موثوقا به لشراء الأمن، في حين أن الدول المجاورة فقط هي التي ستهرع في الأوقات الصعبة لمساعدة بعضها، وهو ما أقرّ به قادة كردستان سابقاً عندما أكدوا أن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الوحيدة التي سارعت لمساعدتهم عندما هاجم داعش الارهابي الإقليم.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك