معرف الأخبار : 91868
تاريخ الإفراج : 3/30/2022 1:38:48 AM
اجتماع دول جوار افغانستان.. فرصة جديدة إقليمياً ودولياً

اجتماع دول جوار افغانستان.. فرصة جديدة إقليمياً ودولياً

تحظى زيارة وزير الخارجية الإيراني الى بكين للمشاركة في الاجتماع الثالث للدول الجارة لأفغانستان، بأهمية خاصة كونها تأتي في إطار متابعة الاتفاقيات الثنائية لتوسيع العلاقات الشاملة مع الصين من جهة، وكذلك بهدف التشاور مع دول المنطقة لتحقيق آليات مشتركة للحدّ من مشاكل الشعب المعيشية والأمنية للشعب الافغاني المضطهد.

نورنيوز- توجه يوم الثلاثاء، وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، على رأس وفد سياسي الى جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في الاجتماع الثالث للدول الجارة لأفغانستان الذي تستضيفه بكين.

تعبّد هذه الزيارة التي تأتي في ضوء منعطف مهم للغاية من حيث التطورات الدولية والإقليمية، سيما الأزمة الأفغانية، الطريق بشكل جيد لاستئناف المشاورات المتعددة الأطراف والثنائية حول القضايا التي تهم إيران والدول المشاركة الأخرى.

تأتي الزيارة الثانية التي قام بها حسين أمير عبد اللهيان إلى الصين كوزير للخارجية الإيرانية في وقت اتسعت فيه دائرة العلاقات الثنائية بين إيران والصين إلى أبعاد مختلفة في الأشهر التي تلت تشكيل الحكومة الثالثة عشر، وقد أظهرت حكومة السيد رئيسي في ظلّ الظروف الجديدة والتطورات الراهنة، بأنه لديها الإرادة لتطوير العلاقات بشكل كامل على أساس وثيقة مشتركة بين طهران وبكين مدتها 25 عاما، حيث لعبت بكين دورا مهما في توفير اللقاح الذي تحتاجه إيران لمكافحة كورونا، وكذلك الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية، وينبغي النظر بجدية في نية هذا البلد لتطوير العلاقات مع إيران، في الوقت نفسه، يعد التفاعل المكثف بين الجانبين في شكل دعم لعضوية إيران الدائمة في منظمة شنغهاي للتعاون، وكذلك محادثات فيينا لمواجهة السلوك الغربي غير البناء، مظهرا آخر من مظاهر هذا التعاون الواعد.

في غضون ذلك، سيكون تنفيذ خارطة الطريق التي تبلغ مدتها 25 عاما للتعاون ومشاركة ايران والصين في تنفيذ "مبادرة الحزام والطريق" مكونا مهما في دورهما في تطوير العلاقات الاقتصادية الإقليمية، كما سيترك التعاون بينهما أثراً  كبيرا على المعادلات الدولية.

من ناحية أخرى، في ظلّ التطورات الحاصلة في أفغانستان وما يحدث في أوكرانيا هذه الأيام، إلى جانب إثبات الدور غير الآمن للغرب في النظام الدولي، باتت الحاجة ملحّة أكثر من أي وقت مضى إلى مزيد من الاهتمام والتعاون بين الدول المستقلة لمواجهة السياسات الأحادية الأمريكية، والتصدي لحروب الموجة الثالثة والرابعة التي يشنّها الغرب، ويمكن لدول مثل إيران والصين أن تلعب دورا فاعلا في تغيير الاتجاه الحالي للمجريات الدولية.

علاوة على أهمية المشاركة في الاجتماع الثالث للدول الجارة لأفغانستان في سياسة إيران الخارجية والإقليمية، توفر أيضا فرصا مهمة للغاية يجب أخذها في عين الاعتبار، وكانت قد عقدت الجلسة الاولى لهذا الاجتماع في سبتمبر 2021 بحضور وزراء خارجية 6 دول مجاورة لأفغانستان واستضافة ذلك الاجتماع الصين أيضاً. وفي نوفمبر 2021، استضافت إيران الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الدول الجارة لأفغانستان، بالإضافة إلى روسيا، والذي حضره جميع الأعضاء باستثناء وزيري خارجية روسيا والصين، وصرح وزراء خارجية هذه الدول في بيان مشترك يوم 26 نوفمبر بأن وجود هيكل سياسي شامل بمشاركة جميع المجموعات العرقية هو الحل الوحيد لأزمة افغانستان.

لم تأل الجمهورية الإسلامية جهدا للتأكيد على بضعة مبادئ فيما يتعلق بالتطورات في أفغانستان، بما في ذلك أن حل الأزمة الأفغانية يتمثّل بتشكيل حكومة شاملة تتشارك فيها جميع التيارات والجماعات الأفغانية على أساس إرادة الشعب، في الوقت نفسه، فإن تعزيز المساعدات الإنسانية للتعامل مع الأزمة الإنسانية التي فرضها المحتلون على أفغانستان هو أحد الاحتياجات العاجلة لهذا البلد، فوفقا للإحصاءات، يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة، إن قضية اللاجئين وإساءة استخدام الجماعات الإرهابية لعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي هي من الشواغل الأخرى لجيران أفغانستان.

ستصطدم إطالة عملية تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان وهو المطلب الاوحد للمجتمع الدولي، بالتأكيد في العديد من العقبات الخطيرة، وهو ما سيؤثر سلباً على مسار التعاون بين مختلف البلدان للمساعدة في إرساء الاستقرار والأمن وتوفير الظروف لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في هذا البلد، حيث أدت القيود المفروضة اجتماعياً وفرض قوانين صارمة على الأنشطة التعليمية والاجتماعية والثقافية للمجتمع النسائي في هذا البلد، والتي تزايدت مؤخرا، إلى اندلاع احتجاجات داخل الدولة ورد فعل مُندّد من قبل المجتمع الدولي.

فمن جهة، أدى ترك الغرب أفغانستان لمصيرها عملياً بذريعة الحرب الأوكرانية، وعدم الوفاء بالتزاماته الاقتصادية والسياسية، الى تفاقم الأزمة الإنسانية في هذا البلد، ومن جهة أخرى، إن استمرار الاتجاه الحالي، مع تكثيف الضغط الاقتصادي والمعيشي على الشعب الأفغاني، لا يساعد في إنشاء هيكل حوكمة شامل، كما سيؤدي إلى توسيع الأزمة الأفغانية لتشمل بلدان المنطقة، وخاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية، في ظل هذه الظروف، فإن اجتماع الدول الجارة لأفغانستان لبحث أبعاد التطورات في البلاد والمنطقة وتحقيق آليات مشتركة لحل هذه الأزمة يعدّ أمر محوري تؤكد عليه الجمهورية الإسلامية الايرانية من خلال حضورها الفعال في الاجتماع.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك