معرف الأخبار : 90403
تاريخ الإفراج : 3/15/2022 12:48:45 PM
أهمية زيارة عبداللهيان إلى موسكو في ضوء التعليق المؤقت للمفاوضات

خاص نورنيوز..

أهمية زيارة عبداللهيان إلى موسكو في ضوء التعليق المؤقت للمفاوضات

تشكّل زيارة أمير عبداللهيان إلى موسكو، في ضوء الأوضاع الجديدة التي تمرّ بها روسيا، أرضية جيّدة لإجراء محادثات جادة وصريحة وواعدة بين البلدين، وتُظهر أن التعاون الوثيق على أعلى مستوى يمكن أن يكون حاسما في حلّ مسائل بالغة التعقيد.

نورنيوز- غادر وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، اليوم الثلاثاء، إلى موسكو للقاء كبار المسؤولين الروس.

تحوز هذه الزيارة على أهمية خاصة نظرا لأنها تأتي في خضم "الظروف المعقدة المخيمة على محادثات فيينا" و"احتدام الأزمة الأوكرانية" التي ألقت بظلالها على المفاوضات.

وكانت قد أعلنت روسيا الأسبوع المنصرم، أنه على أمريكا أن تتعهد بأن العقوبات ضد موسكو التي فرضت على خلفية عمليتها العسكرية في اوكرانيا، لن تعرقل التعاون الاقتصادي والنووي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

الطلب الروسي دفع وسائل الاعلام وبعض المسؤولين الغربيين لشنّ حملة عنيفة على موسكو، موجهين أصابع الاتهام لها بوضع العصي في "عجلة مفاوضات فيينا" التي تقدّمت بشكل كبير نحو مراحلها الاخيرة لإحياء الاتفاق.

كما اتهم البعض في الداخل الايراني من المناوئين للعلاقات بين ايران وروسيا وبالتناغم مع الموقف الغربي، موسكو بـ "أخذ مصالح إيران رهينة" لتأمين مصالحهم.

في ظلّ هذه التطورات، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاحد، نقلاً عن مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية، أن واشنطن تعارض طلب روسيا لإعفائها من العقوبات في حال إحياء الاتفاق النووي، ومنحت موسكو أسبوعاً للعدول عن طلبها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه، أنه إذا لم يتراجع الكرملين عن مطالبته بـالحصول على "إعفاء من العقوبات"، فإن واشنطن ستسعى إلى التوصل الى اتفاق يستبعد روسيا من تشكيلته.

على الطرف المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن "الإحياء المؤثّر للاتفاق النووي" يتحقق في ظل إعادة التوازن بين العناصر النووية والاقتصادية للاتفاقية، بشكل تتحقق معه جميع مصالح الاطراف المشاركة.

وفي إشارة إلى القضايا العالقة بين إيران وأمريكا والتي تشكل حاليا العقبات الرئيسية أمام التوصل الى اتفاق، أشارت موسكو إلى أن "نص الاتفاقية لا يزال قيد الصياغة بشأن القضايا المتبقية بين واشنطن وطهران، وحصل عدد من المفاوضين على الموافقة لتأييد النص النهائي، وستستمر محادثات فيينا كالمعتاد.

في ضوء هذه المستجدات، وبالنظر إلى التهديد الأمريكي باستبعاد روسيا من الاتفاق النووي واتخاذ مسارات أخرى للتوصل إلى اتفاق، كتب الأدميرال علي شمخاني  أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، على حسابه بموقع تويتر: بعيدا عن أجواء التحريض في الداخل والخارج، ستبقى إيران وفي إطار تأمين المصالح الوطنية في المفاوضات بالتركيبة الحالية والى ان يتم التوصل إلى اتفاق محكم من خلال التفاعل مع جميع الأطراف.

تكشف تغريدة شمخاني أن إيران وفي إطار استيفاء مصالحها الوطنية، تعتزم البقاء في المفاوضات بالتركيبة الحالية والتوصل إلى اتفاق قوي بالتفاعل مع جميع الاطراف المشاركة في المباحثات.

إن تحقيق هذه الاستراتيجية له متطلبات مثل استمرار "تبادل الرسائل المكتوبة غير الرسمية" مع الوفد الأمريكي، المطلب الآخر هو إجراء مشاورات على مستوى أعلى مع المسؤولين الروس للتوصل الى اتفاق محكم في فيينا.

زيارة السيد أمير عبد اللهيان إلى موسكو في ظل هذه الظروف تشكّل أرضية خصبة لـإجراء محادثات صريحة وهادفة لحلّ الخلافات الماثلة أمام التوصل الى اتفاق.

لا يخفى على أحد الدور البنّاء والهام الذي لعبته روسيا في محادثات فيينا لحلّ القضايا المعقدة، إذ أقامت في هذا الصدد، تعاونا وتشاورا فعالاً مع فريق التفاوض الإيراني.

في الحقيقة، إن العقبة الحقيقية والسبب في كل هذا التأخير بالتوصل الى اتفاق في فيينا هو مماطلة وتسويف واشنطن في اتخاذ القرار السياسي.

ستعبّد زيارة حسين أمير عبد اللهيان لموسكو والمباحثات بين مسؤولي البلدين الطريق، لتحييد الإسقاطات والعمليات النفسية الأمريكية، وإلقاء اللوم على الأطراف الأخرى في تهيئة الظروف القائمة، وتوفير الأرضية اللازمة لأمريكا لأداء واجباتها في عملية مفاوضات فيينا.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی