معرف الأخبار : 90144
تاريخ الإفراج : 3/7/2022 11:44:20 PM
أزمة أوكرانيا تلقي بظلالها على مفاوضات فيينا

أزمة أوكرانيا تلقي بظلالها على مفاوضات فيينا

ألقت الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا في أوروبا الشرقية، بظلال ثقيلة على مفاوضات فيينا الجارية بين ايران ومجموعة 4+1 (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالاضافة الى ألمانيا)، وأوجدت أزمة الغرب مع روسيا بسبب تمدّد الناتو مزيدا من العقد في ملف المباحثات النووية لإحياء الاتفاق النووي.

إذ دخلت المفاوضات من جديد في نفق مظلم أمس، بعد أن طلبت روسيا من الولايات المتحدة تقديم ضمانات بأن العقوبات التي فُرضت عليها بسبب غزوها لأوكرانيا لن تضر بتجارتها مع طهران.

وفي الوقت الذي تتجه فيه المفاوضات نحو الاتفاق وفقاً لما أبدته غالبية الأطراف في فيينا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن العقوبات الغربية على بلاده أصبحت حجر عثرة أمام إحياء الاتفاق الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الدولية عام 2015.

*رعاية الخطوط الحمراء  

تصريح السيد لافروف قوبل بردّ عاجل من وزارة الخارجية الايرانية، حيث طالبت بتوضيح التصريحات التي أطلقها رئيس السلك الدبلوماسي الروسي.

حيث اكد وزير الخارجية "حسين امير عبداللهيان"، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية عازمة على الاحتفاظ بخطوطها الحمراء وضرورة احترامها خلال المفاوضات الجارية بفيينا حول رفع الحظر؛ وقال السيد عبداللهيان خلال اجتماعه الاثنين بعدد من نواب البرلمان، في ردّ مبطّن على الموقف الروسي من المفاوضات: "لن نسمح لأي عنصر خارجي ان يؤثر (سلبا) على مصالحنا الوطنية في هذه المفاوضات".

وتابع: ان "الجمهورية الاسلامية اذ ترحب بالتوصل الى اتفاق جيد وقوي خلال المفاوضات، تؤكد على رعاية خطوطها الحمراء والحصول على ضمانات اقتصادية مؤثرة والدفاع عن مصالحها باعلى مستوى".

*أولوية المفاوضين الايرانيين

في هذا السياق، شدّد امين المجلس الاعلى للامن القومي الادميرال "علي شمخاني" على ان أولوية المفاوضين الإيرانيين، هي حل القضايا المتبقية التي تعتبر خطوطًا حمراء لايران.

وكتب الادميرال شمخاني في تغريدة له على تويتر، الاثنين: احتمال التوصل الى اتفاق في مفاوضات فيينا غير واضح بسبب تأخر امريكا في اتخاذ القرار السياسي.

وتابع شمخاني: ان أولوية المفاوضين الإيرانيين هي حل القضايا المتبقية في فيينا التي تعتبر خطوطًا حمراء لايران، و يستدعي التوصل الى الاتفاقية مبادرات جديدة من جميع الأطراف.

*كل بلد يسعى وراء مصالحه

وفي تغريدة أخرى قال أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني: ان ردود الفعل الايجابية والسلبية للدول المشاركة في مفاوضات فيينا تجري بهدف ضمان المصالح ونحن ندرك ذلك. العامل الوحيد الذي يؤثر على تفاعلنا مع 4 + 1 هو تأمين مصالح شعبنا. ووضعنا على جدول أعمالنا تقييم المكونات الجديدة التي تؤثر على المفاوضات واعتماد مبادرات للإسراع بتحقيق النتائج.

وتابع بالقول على الرغم من التقدم الكبير في المفاوضات، لا تزال هناك قضايا مهمة لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي ولا يوجد وقت محدد لذلك. لن يكون الوصول إلى اتفاق نهائي ممكنًا إلا بالقرارات السياسية اللازمة من قبل الأطراف الغربية خاصة واشنطن.

*ضمانات موسكو!

وأعلنت الخارجية الايرانية الإثنين أنها لا تزال تنتظر من روسيا "تفاصيل" بشأن طلب موسكو ضمانات أميركية بعدم تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، على تعاونها مع طهران في إطار الاتفاق النووي.

وقال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي: "سمعنا ورأينا تصريحات السيد لافروف عبر وسائل الإعلام نحن ننتظر التفاصيل عبر القناة الدبلوماسية".

وأكد خطيب زاده ضرورة ألا "يكون التعاون المدني السلمي لإيران مع دول أخرى، بما فيها روسيا، خاضعا لأي عقوبة، لا سيما في حال كانت هذه العقوبات مفروضة من قبل طرف بعينه" وليس من قبل الأمم المتحدة مباشرة.

*السفير الروسي يوضّح

في السياق، قال السفير الروسي لدى إيران بشأن تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، نقلا عن وكالة تسنيم: حدث سوء فهم في هذا الشأن.

وأكد: أطلب من الشعب الإيراني عدم الاستماع إلى تصريحات الإذاعات الأجنبية.

وأشار إلى أن حكومة بلاده ستجيب على طهران في هذا الصدد، وقال: سنقدم التفسيرات اللازمة للجانب الإيراني من خلال المصادر الدبلوماسية، سنشرح ذلك رسميا للأصدقاء الإيرانيين.

وفيما يتم تحريف الانظار نحو سوء الفهم الحاصل إثر تصريحات وزير الخارجية الروسي، تضع المماطلة الاميركية في اتخاذ قرار سياسي بشأن التوصل الى اتفاق في مفاوضات فيينا، مصير إحياء الاتفاق النووي وسط المجهول.

*زيارة غروسي

الى ذلك، وصف ميخائيل اوليانوف مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ورئيس وفد بلاده للمفاوضات الجارية في فيينا بين ايران ومجموعة "4+1"، زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الى طهران بانها كانت ناجحة جدا.

وكتب اوليانوف في تغريدة على تويتر الاحد: زيارة رافائيل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران يوم السبت كانت ناجحة جدا.

واضاف: اتفق الجانبان على خطوات محددة تهدف إلى حل قضايا الضمانات المتبقية في غضون فترة زمنية معقولة، انجاز كبير!.

*شطب احد المواقع من القضايا العالقة

الى ذلك، قال الرئيس بالوكالة للبعثة الايرانية الدائمة لدى المنظمات الدولية في فيينا "محمد رضا غائبي": ان التقرير الجديد لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتضمن بعض التطورات الايجابية ومنها شطب احد المواقع المزعومة من قائمة القضايا العالقة حول اتفاق الضمانات.

تصريحات "غائبي"، جاءت في معرض شرحه لتقرير "رافائيل غروسي" الجديد حول اتفاق الضمانات (NPT) بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي من المقرر ان يناقش خلال اجتماع مجلس الحكام التابع للوكالة الاثنين.

واضاف الدبلوماسي الايراني رفيع المستوى: ان التقرير الجديد يشير الى المباحثات البناءة في 15 ديسمبر 2021 بين رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية "محمد اسلامي" ورئيس الوكالة الدولية "رافائيل غروسي"، واتفاق الجانبين على مواصلة الجهود لحل القضايا العالقة ذات الصلة باتفاق الضمانات.

كما ينص هذا التقرير، يقول غائبي، على اتفاق ايران والوكالة الدولية لتبادل المعلومات والتقييمات، بما في ذلك عبر المباحثات بين الخبراء.

واضاف: ان الوكالة الدولية اعلنت عن قناعتها في المرحلة الراهنة، انها لا تعد تحمل اي استفسارات حيال احد المواقع المزعومة، وعليه فإن هذا الموقع لا يدخل ضمن القضايا العالقة ذات الصلة باتفاق الضمانات.

*تنفيذ البروتوكول الاضافي

في السياق، عدّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفيذ البروتوكول الاضافي بمثابة جزء من الاتفاق الاحتمالي مع ايران بفيينا.

واضاف غروسي، في تصريحه الاثنين عقب زيارته الاخيرة لطهران: إنه كما كان ذلك جزءً من الاتفاق النووي سيدخل حيز التنفيذ مجددا في حال تم إحياء الاتفاق النووي.

ويشار الى ان ايران علّقت تنفيذ البروتوكول الاضافي في أعقاب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.


الوفاق
اخبار مرتبط






تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك