معرف الأخبار : 89129
تاريخ الإفراج : 2/12/2022 1:20:27 AM
أستاذ بجامعة المصطفى: الثورة الاسلامية أكبر داعم للحركات الاسلامية ضد الاستعمار

خاص نورنيوز..

أستاذ بجامعة المصطفى: الثورة الاسلامية أكبر داعم للحركات الاسلامية ضد الاستعمار

قال الدكتور حسين اليوسف الأستاذ في جامعة المصطفى (ص) العالمية والمدرس في الحوزة وجامعات أخرى، إن شعبية الثورة والجمهورية الإسلامية تتعاظم يوما بعد يوم شاء الأعداء أم أبَو.

اليوسف عرّج في حوار له مع موقع "نور نيوز" الاخباري التحليلي، بمناسبة الذكرى 43 لانتصار الثورة الإسلامية المباركة، على الوعود التي حقّقتها الثورة بعد مرور أكثر من أربعة عقود على انتصارها، وقال: في كل ثورة هناك وعود تتحقق بمجرد انتصارها، وهناك وعود تتحقق بشكل تدريجي وتحتاج إلى وقت لتحقيقها، والثورة الإسلامية في إيران بمجرد انتصارها حققت بعض الوعود والأهداف والتي يمكن أن نسميها بالوعود والأهداف القريبة والدفعية، وهناك وعود وأهداف يمكن أن نسميها بعيدة وتدريجية، وهي تحتاج إلى وقت لتحقيقها، وهذا أمر طبيعي فنحن محكومون بالأسباب والعلل المعدة، وخلال الفترة السابقة من قيام الثورة إلى الآن حققت الكثير منها، وربما كان الحصار والعقوبات والحرب الكونية التي تُشن على الجمهورية عائقا ومؤخرا في تحقيق بعضها، ومع ذلك تحقق بعضها وسوف يتحقق البعض الباقي ولو بعد حين بإذن الله وبالتوكل على الله، وبفضل صبر الشعب الإيراني العزيز، والتِفافه حول قيادته الحكيمة المتمثلة اليوم بسماحة الإمام الخامنئي حفظه الله، وكذلك صبر محور المقاومة وتماسكه وتماسك القاعدة الشعبية المؤيدة للجمهورية في العالم، هذا وعد الله (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

*التحديات التي تواجهها الثورة

وبيّن الدكتور في الفقه والحقوق، التحديات التي تواجهها الثورة أنها تتمثل بنوعين، وأردف: الأول هو التحديات الخارجية وتتمثل بأعداء الجمهورية الإسلامية في الخارج وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها في المنطقة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية بحمد الله لديها القوة الكافية للدفاع عن نفسها سواء من خلال سياستها الخارجية وأمام المحافل الدولية أو من خلال قوتها العسكرية المتنامية يوما بعد يوم بحيث أصبحت قوة إقليمية ضاربة في المنطقة ويحسب لها ألف حساب.

وأكمل: النوع الثاني يتمثّل بالتحديات الداخلية وفي القدرة على الحفاظ على أخلاقيات ومبادئ ومكتسبات الثورة والحفاظ على دماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل قيام هذه الجمهورية والدفاع عنها، والقدرة على تحمل الضغوط الخارجية، ونحن نجد أن الشعب الإيراني العزيز قادر على ذلك بحوله تعالى من خلال السير خلف قيادته الحكيمة المتمثلة بالإمام الخامنئي حفظه الله، فمن صمد وثبت طيلة الأربعينية الماضية قادر على الصمود في السنوات اللاحقة.

وعن شعبية الثورة الاسلامية بعد مضي ثلاثة وأربعين عاماً على انتصارها، أوضح مدير قسم الشريعة الإسلامية في جامعة المصطفى (ص) المفتوحة: إن شعبية الثورة والجمهورية الإسلامية تتعاظم يوما بعد يوم شاء الأعداء أم أبَو، فمن حيث يدرون أو لا يدرون هم بأنفسهم يعملون على نشر اسم الجمهورية، فقد أرادوا من خلال حربهم التي بدأت منذ الأيام الأولى للثورة والتي لم تنته إلى الآن، ومن خلال عقوباتهم، أرادوا أن يطفئوا نور الثورة والجمهورية لكن نورها يزداد إشعاعا يوما بعد.

وتابع: إن مثل هذه التصرفات أدت إلى حصول فضول لدى الرأي العام العربي والعالمي للتعرف على الجمهورية والثورة ومبادئها، وخير شاهد على ذلك حضور الآلاف المؤلفة من الطلاب من مختلف الجنسيات في العالم للدراسة في الجمهورية في مختلف التخصصات الدينية والأكاديمية، وكذلك تعد الجمهورية معلما من معالم السياحة الدينية والحضارية والترفيهية يقصدها الآلاف من الزوار والسياح سنويا، أضف إلى ذلك القاعدة الشعبية الموجودة في العالم من مثقفين واجتماعيين وسياسيين وغيرهم.

*تصدير الثورة بشكلها الصحيح

وفنّد الدكتور حسين اليوسف المغالطات السائدة لدى البعض بشأن مفهوم تصدير الثورة الذي تبنّاه مفجّرها الامام الخميني (رض)، وبيّن بالقول: لقد رفع مفجر الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (ره) شعار تصدير الثورة الإسلامية للعالم، وتصور البعض أن المقصود منه تصدير الثورات ضد الحكام وإسقاط الحكومات والعمل المسلح و... والحال أن المقصود من ذلك هو تصدير مبادئ الثورة وشعاراتها وأخلاقياتها ومنها الوقوف في وجه الظلم، وإقامة العدل، وحماية المستضعفين في العالم مهما كان دينهم أو طائفتهم او عرقهم أو قوميتهم، فإن مثل الأمور عابرة للحدود، لأنها أمور فطرية متفق عليها لدى جميع العقلاء، وقد تجسد العمل بهذا الشعار من خلال سياسة الجمهورية السلمية والحوارية والحضارية مع الدول الأخرى، وكانت دائما هي المبادرة والسباقة بمد يد التعاون والصداقة، ومن خلال ما قامت به من حماية المستضعفين في كل مكان لاسيما في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن و... والقائمة تطول.

*زخم للثورات الإسلامية

وعن دور الثورة الاسلامية في نصرة المستضعفين ودعم الثورات القائمة ضد الجور والظلم، أوضح اليوسف: لقد أعطت الثورة الإسلامية من خلال مبادئها دافعا للشعوب للقيام ضد الظلم والاضطهاد، كما أعطت زخما ودافعا قويا للثورات الإسلامية الأخرى سواء على المستوى النظري أو على المستوى العملي، أما على المستوى النظري فقد أثبتت أنه يمكن أن تقوم هناك ثورة ضد الظلم والإمبريالية وأحادية القطب في العالم، وأثبتت أنه يمكن لهذه الثورة أن تنتصر من خلال القاعدة الشعبية والتفافها حول قيادتها المخلصة التي وجدت منها أنها قادرة على أن تحقق أهدافها وتؤمّن حقوقها في زمن وصلت فيه الأمة الإسلامية إلى حالة من اليأس والانحطاط نتيجة الظلم وفشل الكثير من الحركات التي قامت قبل ذلك.

وأكمل: وأما على المستوى العملي فقد كانت الثورة والجمهورية الداعم الأساس والأول للحركات الإسلامية ضد الاستعمار والظلم سواء معنويا وروحيا أو ماديا ولوجستيا، ومن أوضح مصاديق ذلك الدعم اللامتناهي للحركات ضد الصهاينة والعدو الإسرائيلي من خلال دعم الحركات الفلسطينية والشعب الفلسطيني المظلوم، فكانت القضية الفلسطينية وتحرير القدس والمسجد الأقصى هي البوصلة الأساسية للثورة والجمهورية، من هنا كان الإمام الخميني (ره) أول من تجرأ وخصص آخر جمعة من شهر رمضان للتذكير بالقضية الفلسطينية والقيام بالمظاهرات والمسيرات الشعبية ضد الصهاينة وأسماه ب (يوم القدس العالمي)، وكذلك من خلال دعم الشعب اللبناني والحركات الثورية هناك لاسيما حزب الله ضد الصهاينة لتحرير الأراضي المحتلة. ولولا هذا الدعم اللامتناهي من الجمهورية لما تحققت هذه الانتصارات، وما اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني إلا لأنه كان يمثل الثورة والجمهورية في هذا الدعم... وذلك واضح لكل ذي لُب.

*مكانة المرأة في الثورة الاسلامية

وفيما يخصّ تأثير المرأة الايرانية بعد قيام الثورة نظرا لما حازته من دور في كافة مجالات الحياة، في العالم العربي والاسلامي، أوضح الأستاذ المشرف في جامعة المصطفى (ص) العالمية: لقد أعطت الحركات المتأسلمة السلفية والوهابية والإرهابية صورة نمطية مشوهة عن الإسلام للعالم لاسيما فيما يتعلق بالمرأة وحقوقها، لكن الثورة والجمهورية الإسلامية غيرت هذه الصورة، وأثبتت للعالم أن قيام النظام الإسلامي لا يتنافى مع التطور والحداثة، وأن حجاب المرأة والتزامها لا يمنع من عمل المرأة ومشاركتها للرجل في بناء المجتمع، فقد وقفت المرأة إلى جانب الرجل من الأيام الأولى للثورة، ووقفت إلى جانبه في الحرب المفروضة، وتبوأت مناصب مهنية وسياسية في الدولة بعد قيام الثورة، وبذلك كانت القدوة والنموذج الذي يُحتذى به من قبل باقي النساء في العالم العربي والعالم الإسلامي.

واختتم الدكتور اليوسف كلامه مبيّنا أهمية ان نواصل المضي على درب الامام الخميني (رض)، سيما في ظلّ الحروب الاقتصادية والثقافية التي يشنّها أعداء الامة الاسلامية، وقال: إن قيام نظام مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذه المبادئ الإنسانية، وقائم على الدين المحمدي الأصيل يُعتبر نموذجا أثبت نجاحه وفعاليته إلى الآن، ووجود مثل هذه الدولة يُعتبر فرصة وقوة لكل مسلم بل لكل إنسان حر وشريف، ولا يجوز تضييع هذه الفرصة من أيدينا، وعلينا الاستفادة من وجودها، والتمسك بها، والعمل على تقويتها، والدفاع عنها بكل ما أوتينا من قوة، لأنها أملنا الوحيد في مساندتنا للقضاء على الاستكبار العالمي المتمثل بالأمريكان والصهاينة وأذنابهم الخونة في المنطقة، وعلينا أن نتعلم منها كيف نكون أحرارا مهما كان الثمن غاليا كما كان الإمام الحسين (ع) وأهل بيته في كربلاء، وأن لا نكون ذليلين انبطاحيين أبقارا حلوبة وأرضا خصبة للسيطرة على ثقافتنا وخيراتنا ومقدراتنا.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی