معرف الأخبار : 89109
تاريخ الإفراج : 2/11/2022 12:01:10 PM
الثورة الاسلامية و"جهاد بناء" الحياة الطيبة

الثورة الاسلامية و"جهاد بناء" الحياة الطيبة

كان للثورة الاسلامية المباركة في ايران آثار انعكست على المنطقة والداخل بشكل واسع وكبير. والى جانب التغيرات السياسية الايجابية، قدّمت الجمهورية الاسلامية بعد الثورة خدمات تليق بشعبها عبر مؤسسات خرجت من رحم هذه الثورة.

من أبرز هذه المؤسسات هي "جهاد البناء" التي أصبحت بعد سنوات قدوة بنشاطاتها القائمة على قدرات الشباب الايراني. منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الاسلامية انطلقت حركة "جهاد البناء" على يد الشباب الثوريين الايرانيين.

خدمة الشعب كانت من أولويات الثورة، وتطبيقًا لهذا الهدف تشكّلت مجموعات شبابية طلابية تضم كل واحدة منها عشرة أشخاص من مختلف الجامعات الايرانية، وتوجهت الى المناطق المحرومة على شكل مجموعات جهادية لخدمة الشعب تعمل على رفع الحرمان والإعمار ودعم الزراعة وغيرها من المشاريع الداعمة. وانضمت الى هؤلاء الطلبة مجموعات شبابية من المدارس والمساجد والمراكز الثقافية، وبذلك وصلت الثورة الاسلامية الى القرى والمناطق المحرومة من خلال "جهاد البناء" ولمس أبناء الشعب خدمات الثورة.

تعاونت الجامعات لاعداد مشروع يتم من خلاله تأسيس منظمة جهادية خدمية، وكان الشهيد آية الله السيد محمد بهشتي رضوان الله تعالى عليه من الداعمين لهذه الفكرة ومن بين الذين قدموا لسماحة الامام الخميني (قده) مشروع نهضة جهاد البناء.

بعد أربعة أشهر من انتصار الثورة الاسلامية فقط أصدر الامام الخميني (قده) الشريف مرسوم تشكيل مؤسسة "جهاد البناء" بالمرسوم التالي نصه:

"يجب أن نستعين على مشكلاتنا بالشعب المستعد بحمد الله للمساعدة والفداء، وقد طوينا بحمد الله بفدائه مراحل مهمّة جدّا، وارتفعت الموانع، وجلا الخائنون، وإن بقي شي‏ء، فسيزول بهمّة الشعب. لكنّ هذا الجدار الشيطاني الكبير الذي انهدم وراءهُ خراب كثير علينا أن نُرمّمه بعزم الشعب. ونحن مضطرّون أن نتّجه إلى الشعب لبناء الحياة لِنرمِّم هذا الخراب الحاصل في بلادنا طوال الحكم البهلوي الجائر. وشعبنا أعلن استعداده لبناء الحياة بحمد الله. الطلبة الجامعيون والمختصون، والمهندسون والكسبة والفلاحون وطبقات الشعب كافة أعلنوا تبرّعهم أن يبنوا إيران التي ورثناها مخرَّبة".

وأضاف سماحة الامام: "من هنا علينا أنْ نَسِمَ هذا الجهاد بجهاد بناء الحياة الذي يشارك فيه جميع طبقات الشعب الرجل والمرأة، والشيخ والشابّ، والجامعي والمهندس والمختص والمدني والقرويّ، ويبذلوا جهودهم، ويبنوا إيران المخرّبة هذه. وتلك الأماكن المخرّبة أكثر كالأرياف ومواضع العشائر والقرى النائية التي يأتي صنوف من أهلها يشكون حالهم يقولون: ليس لنا كهرباء ولا سكن ولا ماء ولا طريق ولا صحة، والجميع يقولون الصحيح طبعاً. على هذا كانوا ـ الشاه وأعوانه ـ يخربون إيران، والآن انهار الحاجز ـ بحمد الله ـ وعلينا في المرحلة الثانية التي هي مرحلة بناء الحياة أن نمدّ أيدينا إلى الشعب، ونطلب إليه أنْ يشارك كله في هذه النهضة، ويبسط بعضه يد الأخوة إلى بعض، ويشرعوا في بناء الحياة وجهاده، ويشاركوا موظفي الدولة أينما كانوا، وينجزوا الأعمال بإشراف المختصين ومأموري الحكومة، وعلى علماء الدين الموجودين في كل أنحاء البلاد بحمد الله أن يشاركوا في هذا الأمر ويشرفوا عليه.

وختم سماحته بالقول: "إن شاء الله يُوفّق كل هذا الشعب وكل المشاركين في هذه السبيل المؤدِّين لهذا الواجب الأخلاقي الشرعي. الجميع موفّقون أن يشاركوا في هذا الجهاد، ويبنوا هذه الخرائب، ويساعدوا إخوانهم، ولعلّه ما مِن عبادة فوق هذه العبادة، حتى إنّني أطلب إلى مَنْ يريدون‏ حجَّ مكّة المكرّمة وزيارة المدينة المنورة استحباباً قائلا لهم: يا من تريدون الذهاب إلى مكّة والمدينة والمشاعر المقدسة ابتغاء الثواب لا ثواب اليوم أعلى من مساعدتكم لإخوانكم. فابنوا هذه الحياة معاً، وعمروا إيرانكم وأنقذوا إخوانكم. يأجرهم الله جميعا، ويُعْطِكم هذا الثواب الذي تبتغونه من الزيارة في هذا الجهاد".

وخلال فترة الدفاع المقدس لعبت مؤسسة "جهاد البناء" بالتزامن مع استمرار تقديم الخدمات الى الشعب والمناطق المحرومة دورًا مهمًا في المجال العمراني مثل بناء الجسور والطروقات وقدمت 3100 شهيداً و8900 جريحاً خلال هذه المرحلة.

استمرت المجموعات الجهادية بنفس الوقت بتقديم الخدمات الى الشعب وكان الشباب حاضرون في القرى والمناطق المحرومة وخاصة في مساعدة المزارعين.

بعد مرحلة الدفاع المقدس استمر عمل هذه المجموعات الشبابية والمبادرات الشعبية ضمن لجنة خاصة في وزارة "جهاد البناء" التي تم دمجها في فيما بعد مع وزارة الزراعة لتكون وزارة الجهاد الزراعي.

وفي عام 2000 أمر الامام الخامنئي (دام ظله) بتأسيس تشكيل "تعبئة البناء" الذي ضم المجموعات الجهادية الشعبية، ومنذ ذلك العام وحتى عام 2018 أنجزت المجموعات الجهادية 147000 مشروعًا داخل البلاد.

وفي الأحداث الطبيعية كالزلازل والسيول كانت "تعبئة البناء" الحاضر الأول في الساحة الى جانب المؤسسات المعينة، تقدم الخدمات للمنكوبين وحاضرة بشبابه في الساحة لازالة الحرمان عن مختلف المناطق بالإضافة إلى خلق فرص العمل وتمكين العوائل الفقيرة من الاعتماد على الذات، وكذلك حل مشاكل زواج الشباب وتهيئة أثاث البيت لهم والعديد من المشاريع الاعمارية والهندسية والطبية.

مع انتشار جائحة كورونا كانت مجموعات "تعبئة البناء" في الساحة، والى جانب استمرار خدماتها للمواطنين أقامت مشاريع عدة في مجال مكافحة الوباء من صناعة الكمامات ومعدات الوقاية من كورونا وتوزيعها على الشعب والخدمة في المستشفيات وحتى تغسيل وتكفين ودفن مرضى كورونا وإعداد الوجبات للمصابين بها والمساعدة في المشاريع  المتعلقة بمكافحة كورونا في البلاد ومنح المساعدات للعوائل الفقيرة و المتضررين من الوباء.

يقول الامام الخامنئي: "جميع خدمات هذه المجموعات الجهادية تأتي من منطق جعل هؤلاء سيرة أهل البيت عليهم السلام قدوة لهم وهي من أسس وأهداف الثورة لمساعدة المحرومين".
هي حركة شبابية ثورية انطلقت ببركة الإمام و#عشرة_الفجر ومستمرة فجهادها هو جهاد لبناء الحياة الطيبة وخدمة الشعب.


العهد
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك