معرف الأخبار : 87267
تاريخ الإفراج : 1/22/2022 7:52:44 PM
مفاوضات فيينا.. لقاءات مكثّفة ولا "اتفاق مؤقّت"

مفاوضات فيينا.. لقاءات مكثّفة ولا "اتفاق مؤقّت"

تجري مفاوضات إلغاء الحظر في العاصمة النمساوية بانتظار تحقيق تغييرات دولية كبيرة وسط برد الشتاء القارس.

وبعد مرور 28 يوما من انطلاق الجولة الثامنة من المفاوضات، يستمر اجتماع الوفود المشاركة في المفاوضات في فندقي كوبورغ وماريوت في أحد أكثر شوارع المدينة ازدحاما.

وتفيد التقارير الواردة من العاصمة النمساوية فيينا، حيث المفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة 4+1 حول الغاء الحظر الظالم، ان رئيس الوفد الايراني "علي باقري كني" التقى السبت، منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي "انريكي مورا" كما اجرى مباحثات مع ممثلي الترويكا الاوروبية.

تزامنت مع ذلك، الاجتماعات على مستوى خبراء الدول الاعضاء في هذه المفاوضات والتي تناولت مختلف القضايا مع التركيز بنحو خاص على موضوع الغاء الحظر.

وكانت شبكة الـ "ان بي سي"، ادعت في تقرير نشرته اليوم نقلا عن "مسؤولين امريكيين" قولهم، بان "موسكو قدمت بعلم من امريكا، اقتراحا الى ايران بانها تستطيع عبر اتفاق مؤقت ان تحظى برفع جزء من الحظر ازاء الموافقة على بعض القيود النووية"، وهو ما نفاه "مصدر قريب" من الفريق الايراني المشارك في مفاوضات فيينا الذي اكد بان "هكذا اتفاق ليس مدرجا على الاطلاق في جدول اعمال الجمهورية الاسلامية الايرانية".

واوضح المصدر نفسه لوكالة ارنا، السبت، انه "ليس هناك اي اتفاق مؤقت على جدول اعمال ايران، وان طهران تريد اتفاقا مستديما يمكن الاستناد عليه".

وجاء في تقرير الـ "ان بي سي"، التي نقلت عن "عضوين" في ادارة الرئيس الامريكي بايدن، ان "احد المسؤولين في الكونغرس ومسؤولا حكوميا سابقا في واشنطن و4 آخرين، ادعوا بانهم على علم بهذا الخبر"؛ بينما صرح احد كبار المسؤولين في ادارة بايدن ان "التدابير المؤقتة" ليست على سلّم القضايا الرئيسية في المفاوضات".

وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية "سعيد خطيب زادة"، قد صرح انه "وفقا لمسودتي رفع الحظر، والخطوات التعويضية التي سلمناها الى الاطراف الاخرى، فإنه لا يوجد هناك اي شيء اسمه اتفاق تدريجي او مؤقت؛ على الاطلاق".

وبدات جولة المفاوضات الثامنة بين ايران ومجموعة 4+1، في 27 كانون الاول /ديسمبر الماضي، وقد حققت بعض التقدم لغاية الان وفق تاكيد الوفود المشاركة.

وتؤكد الجمهورية الإسلامية انها تريد إبرام اتفاق مستدام وقابل للاعتماد وذوي مصداقية في فيينا، كما صرح المسؤولون الإيرانيون مرارًا وتكرارًا.

تأكيد ايران على موقفها يأتي فيما نشهد من وقت لآخر، ان بعض وسائل الإعلام تحاول التأثير على المفاوضات عن طريق نشر معلومات غير صحيحة، مثل مناقشة اتفاقية مؤقتة أو اقتراب التوصل إلى اتفاق، وما إلى ذلك.

في الآونة الأخيرة، نشرت صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية ومقرها لندن، خبراً زعمت فيه أن الاتفاقية في فيينا قد اكتملت وأنه تمت إزالة العراقيل أمام المفاوضات في الجولات السابقة، هذا ووصف مصدر مقرب للفريق الايراني المفاوض في تصريح لفارس هذا الادعاء بأنه كذب محض وقال: "يبدو أن هذه الصحيفة تسعى لتحقيق أهداف أخرى بنشر هذا الخبر".

ونقلت شبكة إن بي سي نيوز عن اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم عضو في الكونجرس ومسؤول أمريكي سابق ، وأربعة مصادر مطلعة على محادثات فيينا، قولهم: إن روسيا شاركت في جهود إحياء الاتفاق النووي في الأسابيع الأخيرة. وبحثت مع ايران عن اتفاق نووي مؤقت يتضمن رفعاً محدوداً لإجراءات الحظر المفروضة  في مقابل إعادة فرض قيود معينة على أنشطة إيران النووية.

وتزعم الشبكة أنه بموجب إحدى مسودات الاتفاقية المؤقتة، سيُطلب من إيران تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪ والتخلي عن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ وربما تصديرها إلى روسيا، بالإضافة إلى عدد من القيود الأخرى على إيران. وفي المقابل، ستكون قادرة على الوصول إلى مليار دولار من عائداتها النفطية المجمدة في حسابات مصرفية في كوريا الجنوبية.

بالطبع، صرحت البعثة الدائمة للجمهورية الإسلامية الايرانية لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة أن "إيران تسعى إلى اتفاق موثوق به وراسخ في نفس الوقت يفي بالوعود التي تم قطعها في الاتفاق النووي وأي اتفاق لايفي بهذين الشرطين ليس على جدول أعمال الجمهورية الإسلامية الايرانية."

وتجري هذه الجهود في الوقت الذي قال فيه "سعيد خطيب زاده" المتحدث باسم وزارة الخارجية ، في 17 يناير بخصوص محادثات فيينا ، أن خلافات مهمة باقية وبالطبع ليس لدينا مأزق لن يحل . لقد تم إنجاز الأفكار إلى حد كبير ويتم ترجمتها إلى جمل وكلمات. طبعا ما تبقى من قضايا مهمة تتطلب تحديدا قرارات سياسية محددة ، وعلى واشنطن بالذات أن تعلن قراراتها برفع اجراءات الحظر وما تبقى منها وبعضها جاد وإذا حدثت هذه الأشياء في طريق العودة من العواصم، فيمكننا القول عندها إننا نتجه نحو اتفاق راسخ وذو مصداقية بسرعة جيدة.

وقال حسين أمير عبد اللهيان، رئيس السلك الدبلوماسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد في 6 كانون الأول / ديسمبر: "لا نعتبر الاتفاقية المؤقتة جيدة لبلدنا". يجب أن تكون الاتفاقية شاملة، ويجب أن يكون هناك اتفاق على أن الجمهورية الإسلامية الايرانية والشعب يستفيدون بشكل ملموس من الفوائد الاقتصادية للاتفاق النووي ورفع الحظر.

في السياق، وبينما تتواصل الاجتماعات على أعلى المستويات في فيينا، اكد رئيس الوفد الروسي المشارك في مفاوضات فيينا حول رفع الحظر عن ايران، "ميخائيل اوليانوف"، ان "عنصر الوقت ينبغي ان لا يكون العنصر الاساس في سياق حسم نتائج هذه المفاوضات".

وكتب "اوليانوف" عبر تغريدة له بموقع تويتر، السبت، ان "جدولة المفاوضات يجب ان تعتمد على (قرار) الاطراف المفاوضة في فيينا".

واضاف: ان عنصر الوقت يضطلع بدور هام، لكنه ينبغي ان لا يتّخذ كعنصر مصيري، وحاسم لتحديد نتائج المفاوضات حول مستقبل الاتفاق النووي.

وتابع الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى: لو اقتضت الضرورة، فإنه يتعين على المفاوضين التسريع في وتيرة اعمالهم.

تغريدة اوليانوف هذه، جاءت ردا على تغريدة اخرى لمراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الذي نقل عن مسؤول اوروبي قوله ان" القلق موجود بشأن عدم التوصل الى اتفاق، في ضوء عملية المفاوضات وجدولة الاعمال التي تسير ببطئ".


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك