معرف الأخبار : 87265
تاريخ الإفراج : 1/22/2022 7:34:09 PM
روسيا والغرب.. التصعيد في ذروته

روسيا والغرب.. التصعيد في ذروته

بلغ الصراع المُتكشّف للجميع ما بين روسيا الاتحادية والناتو منعطفًا مثيرا للحذر والريبة، وبات الصراع الشامل والكامل والذي من الممكن يؤدي إلى المواجهة العالمية بأبعادها الكارثيّة أقرب مما نتصور، خصوصاً بعد أن اختار الحلف الغربي خيار التصعيد والتوتر برفضه مطلب روسيا بسحب القوات الأجنبية التابعة له من بلغاريا ورومانيا.

حقيقة المشهد لا يمكن رؤيتها سوى بعد وضع نتيجة المفاوضات بين روسيا والغرب تحت المجهر، مفاوضات جرت مؤخّرًا وبقيت وراء الكواليس، ولم يُعلن عما تمخّض عنها، ما يعني أنّ المفاوضين لم يصلوا إلى النتيجة المقبولة.

وللتوضيح أكثر بشأن طبيعة النزاع القائم في الوقت الراهن والذي تعود جذوره الى سنين مضت، يريد الناتو التقدّم إلى القرب القريب جدًّا من حدود روسيا الاتحادية، الأمر الذي تعتبره روسيا طرحا غير معقول ولا مقبول، ولن يُسمَح به بأيّ ثمن من الأثمان.

التفّ الناتو على وعوده السابقة التي قطعها لروسيا قبل ثلاثة عقود، في ذلك الوقت عمد الغرب إلى تفكيك وتفخيخ الاتّحاد السوفييتيّ، قالوا بأنّهم لن يقتربوا من حدود روسيا، وسيحفظون لها كرامتها، ولن يتسبّبوا في إيذاء مشاعر الروس الوطنيّة.

مراوغة غربية تجلّت بوضوح على لسان الأمين العامّ لحلف الأطلسيّ، ينس ستولتنبرغ، عندما قال: إنّ الناتو لم يتعهّدْ بأي التزامات، وما من شيء يلزمه بما تراه روسيا، وأنه من حقه التقدم إلى حيث يشاء ساعةَ يريد.

أبعد من ذلك، وقبل بضعة أيّام كان يؤكّد أنّ حلف شمال الأطلسي قد وافق مبدئيًّا على انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه، غير أنه لم يحدد موعدًا زمنيًّا بعدُ لذلك.

*الناتو يختار التصعيد

ورفض حلف شمال الأطلسي مطلب روسيا بسحب القوات الأجنبية التابعة له من بلغاريا ورومانيا، منددا بمبدأ إقامة دوائر نفوذ في أوروبا.

وقالت المتحدثة باسم الناتو، أوانا لونجيسكو، الجمعة: "إن حلف شمال الأطلسي يبقى متيقظا ويواصل تقييم ضرورة تعزيز الحد الشرقي لتحالفنا".

وتابعت لونجيسكو: "مطالب روسيا ستنتج أعضاء في الحلف الأطلسي من الدرجة الأولى والدرجة الثانية، وهو ما لا يمكننا قبوله".

وأكدت: "الناتو لن يتخلى عن قدرته على حماية أنفسنا والدفاع عن بعضنا البعض بشكل متبادل، بما في ذلك عبر وجود قوات في القسم الشرقي من الحلف... سنستجيب على الدوام لأي تدهور في بيئتنا الأمنية، ولا سيما عبر تعزيز دفاعنا الجماعي".

ويأتي ذلك بعد أن أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الجمعة، أن مطالب روسيا بخصوص سحب الناتو قواته من الدول المجاورة لها تخص كذلك بلغاريا ورومانيا لأنهما لم تكونا عضوين في الحلف عام 1997 خلال إبرام الاتفاق الأساسي بين الناتو وموسكو.

*عرض عضلات في المتوسط

من جانبه، أعلن البنتاغون أن الناتو يبدأ الاثنين (غداً) المقبل مناورات بحرية واسعة النطاق في البحر الأبيض المتوسط بمشاركة حاملة طائرات أمريكية في خضم توترات متصاعدة مع روسيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي عقده، الجمعة: إن المناورات "نبتون سترايك 22 ستستمر حتى 4 فبراير وترمي إلى إظهار قدرة الناتو على إدماج قوة الضربة البحرية المتطورة لمجموعة جوية لمؤازرة جهود الحلف في الردع والدفاع".

وتأتي المناورات بالتزامن مع تدريبات ستجريها روسيا في البحر المتوسّط، في إشارة الى استعراض عضلات بين القوى الكبرى في ظل التصعيد بين الغرب وموسكو.

*واشنطن تلوّح بالخيار العسكري  

في الأثناء أعلنت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ إجراءات من بينها العسكرية ضد روسيا في حال التصعيد حول أوكرانيا.

وقالت المندوبة الأمريكية في تصريح للتلفزيون المولدوفي، ردا على سؤال إذا ما كانت واشنطن تدرس اتخاذ إجراءات عسكرية ضد روسيا، إضافة للعقوبات الاقتصادية: "طبعا. لقد أشرنا إلى أننا لا نستبعد أي شيء في ما يخص ردنا".

*سياسة الشدّ والرخي الامريكية

في السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "منفتح" على التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إن كان ذلك مناسبا".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، ردا على سؤال ما إذا كانت هناك أي خطط لعقد لقاء جديد بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة، إن "الرئيس (بايدن) دائما يثمن كل التثمين التعامل مع الزعماء، ولكن علينا أن نحدد ما إذا سيكون ذلك الخطوة المناسبة التالية".

وتابعت إن عقد اللقاء بين الرئيسين "قد يكون الخطوة التالية وقد لا يكون، وليس بوسعي الإدلاء بتوقعات بشأن ما إذا سيحدث ذلك ومتى".

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع في لاتفيا أن البلاد ستزود أوكرانيا بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات "ستينغر" الأمريكية الصنع في حال "هجوم" روسيا على أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع في بيان لها، يوم الجمعة: "في حال العدوان من جانب روسيا، ستقدم لاتفيا لأوكرانيا أنظمة صواريخ "ستينغر" والعتاد الشخصي ووجبات الطعام الجاهزة".

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا ترفض اتهامات الدول الغربية وأوكرانيا بشأن التحضير "للهجوم العسكري" عليها.

*مبادرة الضمانات الأمنية

على الجانب الروسي، بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هاتفيا مع رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، مستجدات الوضع بين أرمينيا وأذربيجان وملفات ملحة أخرى.

وأكدت الرئاسة الروسية (الكرملين) في بيان أصدرته السبت أن بوتين وباشينيان، خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بمبادرة من الجانب الأرمني، استعرضا المسائل العملية المتعلقة بتطبيق الاتفاقات المنصوص عليها في البيانات الثلاثية التي صدرت عنهما والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في التاسع من نوفمبر 2020 و11 يناير و26 نوفمبر 2021، وخصوصا فيما يتعلق بترسيم الحدود بين أرمينيبا وأذربيجان.

وأيد الزعيمان مواصلة العمل على مستوى الرؤساء المشاركين (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا) لمجموعة مينسك الخاصة بتسوية النزاع في إقليم قره باغ، ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك