معرف الأخبار : 87155
تاريخ الإفراج : 1/19/2022 7:26:50 PM
رئيسي في روسيا.. الخطوة الاولى نحو التعاون الاستراتيجي

رئيسي في روسيا.. الخطوة الاولى نحو التعاون الاستراتيجي

وصل رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى روسيا، الأربعاء، في زيارة بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة تحمل رسائل وأبعاداً ودلالات عديدة على خلفية العديد من التطورات الدولية، أبعاداً منها ما يرتبط بوجهة السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية خلال المرحلة المقبلة، ومنها ما يتصل بملفات ساخنة راهنة، مثل مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، حيث يرى رئيس الجمهورية ان الزيارة قد تشكّل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين وستضع حدّاً لنهج الاحادية الغربية.

وترأس آية الله رئيسي وفداً سياسياً واقتصادياً رفيع المستوى خلال الزيارة، ويمكث في موسكو يومين، قائلاً: إن زيارته تشكل "منعطفاً" بالعلاقات الثنائية، التي اعتبر أنها "تجلب الأمن للمنطقة وتمنع الأحادية بالعالم".

وكان في استقبال رئيس الجمهورية والوفد المرافق له في مطار موسكو وزير الطاقة الروسي نيكلاي تشولينوف ورئيس اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي الروسي - الايراني ومساعد وزير الخارجية الروسي، واستعرض رئيس الجمهورية حرس الشرف، وتم عزف النشيد الوطني للبلدين.

وفي مستهل لقاء رئيس الجمهورية مع نظيره الروسي أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، أن دعم موسكو وطهران أصبح عاملا حاسما ساعد سوريا في تجاوز التهديدات الإرهابية في أراضيها.

وصرّح بوتين، في مستهل الاجتماع،  الأربعاء: "نتعاون بشكل وثيق جدا على الصعيد الدولي، ناهيك عن أن جهودنا ساعدت بدرجة كبيرة الحكومة السورية في تجاوز التهديدات المرتبطة بالإرهاب الدولي".

وأعرب الرئيس الروسي عن رغبته في الاطلاع على مواقف نظيره الإيراني بشأن مستجدات الوضع في أفغانستان، وحول الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى.

ولفت بوتين إلى أنه لا يزال على تواصل مستمر مع رئيسي منذ تولي الأخير الرئاسة الإيرانية، مقرا بأن الاتصالات الهاتفية أو بواسطة الفيديو لا تستطيع استبدال الاجتماعات وجها لوجه.

وأشاد الرئيس الروسي بتطوير العلاقات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، والعمل الجاري على إنشاء منطقة تجارة حرة.

وطلب بوتين من رئيسي نقل أطيب تمنياته إلى قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي.

وكان آية الله رئيسي قد زار طاجيكستان وتركمانستان في اطار  سياسة الحكومة الجديدة القائمة على تعزيز العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة.

بدوره شدّد آية الله رئيسي، على أهمية تجربة التعاون بين إيران وروسيا في سوريا، مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من هذه التجربة في مجالات أخرى.

وأكد رئيس الجمهورية أن الوفد الإيراني سلم إلى روسيا مشروعا للتعاون الاستراتيجي لمدة 20 عاما.

وتعهد آية الله رئيسي بأن إيران لن تتوقف عن التطور بسبب التهديدات أو العقوبات الغربية، مؤكدا في الوقت نفسه أن طهران تبذل جهودا الآن بغية رفع العقوبات المفروضة عليها.

ورجح رئيس الجمهورية أن موسكو وطهران قد تتعاونان في مواجهة الخطوات الأمريكية أحادية الجانب على الصعيد الدولي، مضيفا: "ليس لدينا في الجمهورية الاسلامية الايرانية أي قيود على تطوير وتوسيع العلاقات مع روسيا الصديقة.. هذه العلاقات لن تكون قصيرة المدى وتكتيكية بل إنها ستكون دائمة واستراتيجية".

وأعرب رئيس الجمهورية عن تطلع إيران إلى تطوير علاقاتها مع روسيا في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والدفاعية والعسكرية، بالإضافة إلى الأمن والفضاء ومجالات أخرى.

*انعكاس الزيارة على المنطقة والعالم

وعن أهمية الزيارة، قال رئيس الجمهورية: ان التعاون بين إيران وروسيا في المنطقة سيضمن الأمن فيها، ويضع حدا لنهج الاحادية في العالم.

وصرح رئيس الجمهورية للصحفيين في مطار مهرآباد قبيل مغادرته طهران،  اليوم الاربعاء : ان زيارتي لروسيا تأتي تلبية لدعوة الرئيس الروس فلاديمير بوتين ، و سنعمل خلالها على تعزيز الدبلوماسية الإقليمية.

وقال: يمكن أن تكون هذه الزيارة نقطة تحول لجميع علاقاتنا مع روسيا، نظرا  إلى حجم العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين في مختلف المجالات.

ولفت الى إن كلاً من إيران وروسيا تعتبران دولتين مهمتين وقويتين ولهما ثقلهما في المنطقة، والمحادثات بين البلدين ستترك تاثيرا على ضمان أمن المنطقة، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الاقليمية.

واضاف: نحن وروسيا أعضاء في العديد من المنظمات الاقتصادية والسياسية في المنطقة ، كمنظمة شنغهاي للتعاون، ولروسيا دور مهم في هذه المنظمات كما تلعب دورًا محوريًا في الاتحاد الأوراسي لذلك ان التعاون مع روسيا من شأنه ان يترك تأثيره على تعزيز الخطوات التجارية والاقتصادية المشتركة.

وفي معرض اشارته الى المصالح المشتركة بين ايران و روسيا في المنطقة قال رئيس الجمهورية: ان مصالحنا المشتركة ستضمن الأمن وتضع حدا لنهج الاحادية في المنطقة  ويمكن للبلدين توظيف امكانياتهما العديدة لتحسين الاوضاع في المنطقة.

واوضح: ان مباحثات الجانبين ستشمل العديد من القضايا في مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية ذات الاهتمام المشترك وكذلك الموضوعات المتعلقة بالطاقة وشؤون الفضاء.

واضاف رئيس الجمهورية: نحن وروسيا غير راضين عن مستوى التعاون الثنائي لحد الآن، فيما يمكن أن ينمو هذا التعاون إلى مستويات أعلى، معربا عن امله في أن تترك هذه الزيارة تاثيرها في ضمان المصالح المشتركة للبلدين في المنطقة.

*الرؤية الاستراتيجية الايرانية الروسية

من جهته، قال وزير الخارجية "حسين أمير عبداللهيان": ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تنظر الى روسيا تحت قيادة فلاديمير بوتين نظرة مختلفة عن الاتحاد السوفياتي السابق، معتبرا أن رؤية البلدين الاستراتيجية للعلاقات الخارجية تعتبر نقطة ارتكاز للعلاقات الجديدة بينهما.

وقال عبداللهيان في حوار له مع موقع "نور نيوز" الاخباري التحليلي: يتمثل الموقف المبدئي للجمهورية الاسلامية الايرانية في ضمان أمن المنطقة من قبل دولها، لطالما شددت ايران على سياستها المبدئية المتمثلة في تعزيز علاقات حسن الجوار وبناء الثقة والحوار مع جيرانها، واعتبرت أن الأمن المستديم لا يمكن ان يتحقق سوى من خلال التعاون والشراكة والسلام بين دول المنطقة.

وأضاف أمير عبداللهيان: كان هدفنا الأول هو الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة. في هذا الصدد، قدمت روسيا اقتراحاً لإنشاء نظام أمني في الخليج الفارسي بمشاركة إقليمية ودعم دولي، وتمت دراسة هذا المقترح في فترات مختلفة.

وتابع أمير عبداللهيان: ترتكز الخطة التي قدمها الروس نظريا على العديد من المبادئ والأساليب المنصوص عليها في المبادرات التي اقترحتها ايران سابقاً، بما في ذلك: الالتزام بالقانون الدولي، ومكافحة الإرهاب، والشفافية العسكرية، ومراقبة التسلح، والسعي من أجل شرق أوسط خال من الأسلحة النووية يمتثل لمعاهدة الحد من الانتشار النووي، أخذ مصالح الجهات الفاعلة الإقليمية بعين الاعتبار في عملية التقييم، والتعاون الاقتصادي في التنمية المتكاملة للطاقة والبنية التحتية للمواصلات، فضلاً عن تسهيل السياحة والطب والثقافة والتفاعل السياسي، الى جانب القضايا الأمنية.

وفي هذا السياق، دعمنا جهودهم لعقد اجتماع لمجلس الأمن حول الامن في الخليج الفارسي في 20 أكتوبر 2020، في ذات الوقت، أكدنا انه يجب أن يكون تقديم أي خطة لضمان أمن المنطقة شأناً داخلياً تتم متابعته من قبل دول المنطقة نفسها، وأن تكون القضايا التي لا تتعلق بهذا الامر خارج الدائرة. حيث يتسبب عنصر دخيل من قبيل الكيان الصهيوني في انعدام الأمن في كل من الشرق الأوسط والخليج الفارسي على حد سواء.

*التعاون الطويل الامد بين ايران وروسيا

وأردف عبداللهيان: نظرا الى تمكن كل من ايران وروسيا من اجتياز مرحلة المشاركة السياسية بنجاح، هل الأرضية معبدة لدخول البلدين مرحلة التعاون الاقتصادي طويل الأمد في مجالات الطاقة والعبور والنقل والاستثمار؟

وصرح أمير عبداللهيان، توجد العديد من نقاط التلاقي في العلاقات بين طهران وموسكو، لاسيما في القضايا الاستراتيجية، ننظر الى روسيا بوتين نظرة مختلفة عن الاتحاد السوفياتي السابق، خصوصاً أن رؤية البلدين الاستراتيجية للعلاقات الخارجية تعتبر نقطة ارتكاز للعلاقات الجديدة بينهما. كانت سوريا نموذجاً ناجحاً للتعاون الإقليمي بين البلدين على مدى الاعوام الماضي.

وأكمل عبداللهيان: ورغم القيود التي تفرضها العقوبات الأمريكية أحادية الجانب على الجمهورية الاسلامية، هناك رغبة قوية لدى القطاعين العام والخاص في البلدين للتعاون في مجال الصادرات والواردات إلى روسيا.

وأضاف: وضعت الشركات والسلطات الاقتصادية الروسية، وفقا لما استخلصه الخبراء العاملين فيها من تداعيات العقوبات الأمريكية ضد إيران والعقوبات الغربية ضد روسيا، والقيود المالية والفنية واللوجستية وغيرها المفروضة على البلدين، ونظرا للقدرة المالية التي يتمتع بها الجانب الايراني، التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والخدمات الفنية على جدول أعمالها في العلاقات مع ايران.

*التوازن في العلاقات مع الغرب والشرق

وتابع وزير الخارجية: في مدة وجيزة، اتخذت الحكومة الثالثة عشرة خطوات مهمة في تحسين العلاقات مع جيرانها، وكذلك مع القوى الآسيوية مثل الصين، ما هو برنامج الجهاز الدبلوماسي لموازنة العلاقات الخارجية مع الدول الغربية والشرقية؟

وقال أمير عبدالليهان، ترتكز العلاقات الخارجية للحكومة الايرانية الثالثة عشرة على "سياسة خارجية متوازنة ودبلوماسية ديناميكية وذكية وتفاعلية" وكان تركيز أجندة الجهاز الدبلوماسي منذ تولي الحكومة الجديدة مُنصبّ على الأولويات الثلاث المتمثلة بـ "سياسة الجوار" "سياسة محورية آسيا مع التأكيد على التوجه نحو الشرق" و"الدبلوماسية الاقتصادية".

وأضاف: وواجهت الحكومة الايرانية الثالثة عشرة علاوة على مشاكل متراكمة مع الجوار، أزمات جديدة في أفغانستان وجنوب القوقاز، ومسألة تأمين لقاح كورونا، واستلام مطالبات النقد الأجنبي، ولحسن الحظ، في هذه الفترة القصيرة من الزمن، حققت الحكومة إنجازات ملحوظة في تأمين المصالح الوطنية من خلال متابعة الأهداف والأولويات التي رفعتها منذ البداية.

واستطرد: وتمكنت الجمهورية الاسلامية من التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون التجاري والطاقة لحل مشكلة الديون مع تركمانستان، والوصول إلى نهج تفاعلي لاستيفاء الديون من العراق، والتفاعل مع دول الخليج الفارسي، بما في ذلك عمان وقطر والكويت، والتعاون مع الإمارات وكذلك المحادثات مع السعودية بلغت مرحلة جديدة.

وتابع أمير عبداللهيان، تمكن الجهاز الدبلوماسي من تنفيذ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران والصين لمدة 25 عاما، والتحضير لاتفاقية مماثلة مع روسيا، وتكثيف العلاقات التجارية مع الهند، وتحول من عضوية المراقب في منظمة شنغهاي للتعاون الى العضوية الدائمة في المنظمة، وتمكن من فتح نافذة كبيرة للفرص على مثلث السياسة والتجارة والاقتصاد في البلاد.

وزيارة الرئيس آية الله رئيسي لروسيا هي نقطة تحول في سياسة حسن الجوار هذه والتوجه نحو الشرق، وكان قد زار الرئيس رئيسي طاجيكستان وتركمانستان بهدف حضور قمتي شنغهاي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتعاون الثنائي.

وأشار أمير عبداللهيان الى أنه دون شك بالإضافة إلى هذه الأولويات، فإن السياسة الخارجية للحكومة لديها عناصر متوازنة وديناميكية وذكية، وهذا يعني أنه على الرغم من تطوير العلاقات مع الدول المجاورة، فإن تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية وإعطاء الأولوية للاقتصاد في التفاعلات الخارجية، خاصة مع الشركاء الشرقيين والآسيويين، هي من بين أولويات الجهاز الدبلوماسي، فإن المعنى الآخر للسياسة الخارجية المتوازنة والديناميكية والذكية هو أنه لا يقف في اتجاه واحد، فهو لا يتجاهل المناطق الجغرافية الأخرى بما في ذلك إفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وترتيب الجهات الفاعلة في النظام الدولي؛ حيث يتم قياس الوزن الاستراتيجي لكل منها وإعادة ترتيبه بما تقتضيه الضرورة.

وأضاف امير عبداللهيان، تستدعي السياسة الخارجية النشطة والديناميكية والذكية العمل النشط في المنطقة والعالم، ولا يمكن تجاهلها من قبل الجهات الفاعلة العالمية. تجلى هذا الامر بكل وضوح في سلسلة مكثفة من المحادثات الهاتفية أجراها كل من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية مع نظرائهما الأجانب، وفي استضافة مسؤولين سياسيين واقتصاديين رفيعي المستوى من دول أخرى، واستئناف المفاوضات النووية لرفع العقوبات الجائرة؛ ويمكن تقييم رحلات نائب وزير الخارجية المكثفة واجتماعاته ومشاوراته مع مجموعة من المسؤولين الأجانب الأوروبيين وغير الأوروبيين في هذا المجال.

واختتم عبداللهيان: يستوجب علينا التوضيح بأن المبادرات والجهود والإجراءات والسياسات في مجال السياسة الخارجية لها طبيعة عملية تظهر في سياق زمني محدد، وبالتالي تتكشف نتائج هذا المجهود السياسي على المدى المتوسط ​​والبعيد.

* تحول في العلاقات الدولية

من جانبه، قال النائب الاول لرئيس الجمهورية "محمد مخبر": ان زيارة رئيس الجمهورية لروسيا، تمثل احد ابعاد التحول الاساسي على صعيد العلاقات الدولية للحكومة الايرانية الجديدة.

"مخبر" ادلى بهذا التصريح، خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي تراسه، الاربعاء؛ مؤكدا ان زيارة "اية الله رئيسي" الى موسكو في غاية الاهمية نظرا لسياسة الحكومة الايرانية المبنية على تعزيز العلاقات مع دول الجوار والتي تتواصل بنحو مميز اليوم.

ولفت الى ان هناك العديد من الدعوات الموجهة الى المسؤولين الايرانيين لزيارة البلدان الاخرى، وهو ما يجسد سياسة التعامل المميزة بين ايران وجيرانها خلال المرحلة الراهنة.

ولاقت زيارة السيد رئيسي الى موسكو ولقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، انعكاساً واسعاً في وسائل الاعلام العربية، حيث طغت على عناوين القنوات العربية مصطلح "نقطة تحوّل" في العلاقات الايرانية الروسية، كما تناولت تلك الوسائل أهمية وأبعاد هذه الزيارة ودلالاتها في ضوء مفاوضات فيينا والعلاقات مع دول المنطقة.


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی