معرف الأخبار : 86988
تاريخ الإفراج : 1/16/2022 11:25:51 AM
زيارات لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية

زيارات لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية

وصل وزير الطرق وبناء المدن الإيراني رئيس اللجنة الاقتصادية الإيرانية-السورية المشتركة من الجانب الإيراني رستم قاسمي، مساء الثلاثاء الماضي، إلى العاصمة السورية دمشق، وبدأ يوم الأربعاء لقاءاته لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

والتقى قاسمي، خلال زيارته التي استمرّت ثلاثة أيام، الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الوزراء حسين عرنوس، ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل، ووزير الخارجية فيصل المقداد، ورئيس البنك المركزي محمد عصام هزيم، ووزيري النقل والإسكان.
ولدى وصوله سورية، اعتبر وزير الطرق الإيراني إن "انتهاء الحرب في سورية يشكل بداية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين"، مشيراً إلى أنه سيبحث "إعادة الإعمار في المجالات البنيوية مثل الصناعات والإعمار مع المسؤولين السوريين".
وشهدت الأشهر الماضية، خاصة بعد مجيء الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة آية الله السيد إبراهيم رئيسي منذ أغسطس/ آب الماضي، زخماً في الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين. وتتخذ هذه الزيارات في الكثير من الأحيان طابعاً اقتصادياً وهو يتماشى مع استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتعزيز العلاقات التجارية مع سورية، على وقع انتقادات داخلية من أن حصة إيران من الاقتصاد السوري لا تتجاوز 3 في المائة من التجارة الخارجية السورية المقدّرة بنحو 64 مليار دولار، وذلك في وقت تعتبر طهران الحليف الرئيسي لدمشق، في الوقت الذي يشير الخبراء إلى أن تركيا، التي وقفت ضدّ الحكومة والشعب السوري خلال السنوات العشر الماضية، تصل حصتها من التجارة الخارجية السورية إلى نحو 30 في المائة، والصين 20 في المائة، تليها مصر وروسيا والهند ولبنان.
تسعى إيران إلى زيادة حجم تجارتها مع سورية من خلال المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار، وثمة مشاريع اقتصادية ذات أبعاد جيواستراتيجية سياسية، ويؤكد مسؤولو البلدين دوماً على أهمية تضافر الجهود لإيجاد نوع من التكامل بين اقتصادي بين البلدين وزيادة التبادل التجاري وتعزيز ترابط سوقي البلدين بما يحقق الفائدة والمصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
ويتصدّر هذه المشاريع، مشروع سكة الحديد التي تربط إيران بميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط من خلال العراق وسورية.
واحتلّ هذا الموضوع أولوية لزيارة وزير الطرق الإيراني إلى دمشق، العائد قبل أيام من زيارة مماثلة للعراق توصّل فيها إلى اتفاقية لتنفيذ خط سكك حديد "شلمجة ـ البصرة"، الذي يربط إيران بالعراق وذلك على طريق المشروع السككي العملاق لربط البلد بالبحر الأبيض المتوسط.
وبعد عودته من العراق، صرّح قاسمي: إن "اتفاقية تنفيذ إنشاء الخط الحديدي مع العراق ستدخل حيز التنفيذ خلال شهر"، مشيراً إلى أن شركة سكك الحديد الإيرانية ستنفذ المشروع مع نظيرتها العراقية على أن تؤسس الشركتان شركة مشتركة لتنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن.
وفي السياق، قال مساعد مدير شركة سكك الحديد الإيرانية مازيار يزداني، في وقت سابق، إنه "بقي إنجاز 32 كيلومتراً من مشروع الخط الحديدي الذي يربط إيران بالعراق عبر إنشاء جسر متحرك بطول 800 متر فوق نهر أروند رود".
من جانبه، أعلن مديرعام شركة سكك الحديد الإيرانية سعيد رسولي، بعد اجتماع ثلاثي مع مسؤولي خطوط سكك الحديد للعراق وسورية في العاصمة طهران عام 2019، أن إيران بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ربط ميناء الإمام الخميني(ره) في الخليج الفارسي بمدينة خرمشهر (جنوب غربي البلاد) من خلال خطوط حديدية، على أساس أن يتم اتصاله بخطوط "شلمجة ـ البصرة".
تولي إيران أهمية جيوسياسية كبيرة لمشروع سكة حديد "شلمجة ـ البصرة"، معتبرة أنه مشروع استراتيجي يربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط، مروراً بالأراضي العراقية وصولاً إلى ميناء اللاذقية السوري الواقع على شواطئ البحر؛ لكن أهداف المشروع تتجاوز الوصول إلى هذا البحر فقط، فكما قال الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، خلال زيارته للعراق في مارس/ آذار 2019، فإن ربط سكة حديد شلمجة الإيرانية بمدينة البصرة العراقية، سيربط العراق بباكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى وروسيا والصين.
يذكر أنه بالإضافة إلى العلاقات السياسية والعسكرية الواسعة مع الحكومة السورية، تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمكانة خاصة عند الشعب السوري بسبب التضحيات التي قدّمها الإيرانيون بقيادة الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني؛ لكن العلاقات الاقتصادية مع سوريا لم تشهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
أثبتت الحكومة الثالثة عشرة، خلال الأشهر الماضية، أنها تدرك هذا الضعف وتسعى جاهدة للقضاء عليه، وقد أكدت مراراً وتكراراً على تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية. كما يتطلب هذا الموضوع مراقبة دقيقة لأداء سفارات الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية مع دول العالم، خاصة دول محور المقاومة.

بقلم: دُريد الخمّاسي


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك