معرف الأخبار : 84827
تاريخ الإفراج : 1/9/2022 10:41:52 PM
أساليب الاعلام الغربي في مفاوضات فيينا بلغة بسيطة

أساليب الاعلام الغربي في مفاوضات فيينا بلغة بسيطة

لا ينفك الغرب عن طرح "روايته المشوهة" المتمثّلة بتصوير إيران على أنها "المذنب الرئيسي" في حال فشل المفاوضات و"الخاسر الأكبر" إذا تم التوصل إلى اتفاق.

نورنيوز- تتواصل اجتماعات الجولة الثامنة من محادثات فيينا بين إيران ومجموعة 4 + 1 على نحو مكثّف، وتظهر التغطية الخبرية الواقعية البعيدة عن الفبركات أن عجلة التفاوض تتقدم ببطئ، إلاّ أنها بالمجمل إيجابية، في حين أن الجانب الغربي الذي فشل في لعبته المدمرة، يرضخ حاليا للمسار الذي حددته إيران.

رغم ما تقدّم؛ ما يتكشّف من غرف الإعلام الغربي حتى الآن يُظهر اعتماد خطة هادفة ومصممة مع التركيز على العمليات النفسية، والتي بمساعدة مجموعة من العناصر الداخلية والخارجية، تهدف الى تقديم إيران بأي طريقة ممكنة على أنها خسرت الرأي العام المحلي والدولي.

فعندما تكون عملية التفاوض بطيئة؛ يسارعون للقول أن مرد ذلك يعود الى أن "إيران قدمت مطالب قصوى وبسبب ذلك فإن المفاوضات لا تحرز اي تقدّم، من ثم يزعمون أن "إيران تريد المماطلة لكسب المزيد من الوقت للمضي قدما في برنامجها النووي، والحصول عن تنازلات من الجانب الغربي في المفاوضات الذي يؤرقه مسألة تمكن ايران من الوصول الى السلاح النووي.

يستولد الغربيون من تلك القراءة المواربة؛ أن "هذه الشروط استنفدت قدرة الاتفاق النووي التي تتمثل بمنع الانتشار النووي وجعلت استمرار المفاوضات بلا معنى"، من ثم يصل الى نتيجة مفادها أنه "اذا فشلت المفاوضات فان الخيارات الاخرى مطروحة على الطاولة وسيستخدم كل الوسائل لاحتواء ايران".

في المقابل؛ عندما تتقدم المفاوضات يقولون أنه رغم سعي إيران لممارسة المزيد من الضغط على الغرب للحصول على تنازلات من خلال تقديم أقصى المطالب، إلاّ أنها ارغمت على التراجع والتنازل بسبب وضعها الاقتصادي المتدهور والضغط الاجتماعي في الداخل، فضلاً عن عدم قدرة الفريق المفاوض.

في الأثناء، قاموا بجرّ روسيا الى وسط هذا المعترك السياسي، وزعموا ان "روسيا تتفاوض عمليا نيابة عن إيران مع الأطراف الغربية، سيما الولايات المتحدة، ولأن روسيا تسعى فقط لتأمين مصالحها الخاصة واللعب بالورقة الإيرانية للحصول على تنازلات من الغرب، فهي تستغل ضعف إيران وانفعالها لتأمين مصالحها".

جملة هذه المعطيات هي ملخص لما صورته وسائل الإعلام الغربية حتى الآن لمحادثات فيينا باستخدام تقنيات وتكتيكات الحرب النفسية المختلفة، ليظهروا في نهاية المطاف أن الجمهورية الاسلامية هي الخاسر سواء تم التوصل الى "اتفاق" او "فشلت المفاوضات".

بتعبير أدقّ، تسعى هذه "الرواية المشوهة" إلى تصوير إيران على أنها "المذنب الرئيسي" إذا فشلت المفاوضات و "الخاسر الرئيسي" إذا تم التوصل إليه أيضاً، وفي كلتا الحالتين، سيخلق هذا الامر شرخا بين الشعب والحكومة.

لكن السؤال الذي يلحّ علينا طرحه في هذا الصدد هو "لماذا ينتهج الغرب، لا سيما الولايات المتحدة، هذه السياسة الهدامة باستخدام كل رأسماله الإعلامي والسياسي وربط هيبته بهذه الاستراتيجية؟!

على مدى سنوات، استبدلت امريكا استراتيجية الحملات العسكرية الباهظة الثمن والمكلفة بأدوات الحرب الناعمة والنفسية، في محاولة لفرض إرادتها السياسية على الآخرين.

في الحقيقة، لا تختلف سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها ترامب الجمهوري بأي حال من الأحوال اختلافا جوهريا عن فرض عقوبات قاسية على الدول المستقلة من قبل كل من الديمقراطيين أوباما وبايدن.

من الجليّ جدا أن الحكومة الأمريكية لا تريد تحت أي ظرف من الظروف أن تفشل سياسة "الضغوط القصوى" وأن تهلك أداة العقوبات أمام أعين العالم، لأنها ربطت هيبتها في السنوات الأخيرة بهذه الإستراتيجية، لكنها مرغمة على التخلي عن هذه الاستراتيجية بعد أن أفشلتها المقاومة النشطة للجمهورية الاسلامية الايرانية.

لذلك سيكون من الخطأ التفريق بين الديمقراطيين والجمهوريين في إثبات أن العقوبات هي أداة في يد القوة الأمريكية، لأن كلا الطرفين لديه ذات الاستراتيجية العقابية، حتى لو اختلفا بشأن التكتيكات.


نورنيوز
اخبار مرتبط






















تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی