معرف الأخبار : 84489
تاريخ الإفراج : 12/29/2021 11:45:03 AM
هل تغير موقف روسيا والصين في مفاوضات فيينا؟

هل تغير موقف روسيا والصين في مفاوضات فيينا؟

لا تُخفي كل من الصين وروسيا شعورهما أن الحكومة الإيرانية السابقة كانت تعتبرهما وسيلة لتحسين علاقاتهما مع الغرب، وقد أوضحتا ذلك في اجتماعات عدّة مع المسؤولين الإيرانيين بعد توقيع الاتفاق النووي.

نورنيوز- تواصلت عملية التفاوض بين إيران ومجموعة 4 + 1 في فيينا في إطار الجولة الثامنة، جولة ترافقت بحدوث العديد من التغييرات عن الجولات السابقة، سواء في المفاوضات التي تمخّض عنها الاتفاق أو في الجولات الست من المحادثات قبل وصول الحكومة الايرانية الى سدة الحكم.

وفيما يسود الترقب بانتظار ما ستتمخّض عنه جولة المفاوضات الثامنة في فيينا حول الملف النووي الإيراني، والتي ربما ستكون الاخيرة للمفاوضات، تبرز بعض التغيرات في المفاوضات الحالية، لاسيما دور روسيا والصين الإيجابي والداعم لإيران في المفاوضات، وبحسب ما قاله وزير الخارجية الايراني السابق محمد جواد ظريف في حوار نشره قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وقال ظريف في تلك المقابلة: بذلت روسيا قصارى جهدها في الأسبوع الأخير من المحادثات للحؤول دون التوصل الى اتفاق، وكما ترون في تلك الصورة الشهيرة، لم يعتقد الروس أن الاتفاق النووي سينجح.

إذا اعتبرنا كلام وزير الخارجية الايراني السابق، الذي لم ينكره قط، صحيحا، يجب أن نعترف بأن دور ووظيفة موسكو وبكين في المفاوضات الجديدة قد طرأت عليها العديد من التحولات.

ولكن ما يجب أن نذعن له، هو انه على الأقل من حيث المواقف الرسمية، كان دعم روسيا لايران في المفاوضات الاخيرة أكبر من الصين، ويرتبط جزء منه بشكل طبيعي بمبادئ السياسة الخارجية المحافظة نسبيًا لبكين.

ولإدراك أسباب هذا التحوّل الجذري في نهج كل من الصين وروسيا في المفاوضات الحالية، لابد لنا من التطرق الى ثلاثة عوامل رئيسية:

أولاً: لقد ابتليت روسيا والصين بالعقوبات الأمريكية على مدى السنوات الست الماضية وتريدان اغتنام الفرصة لتأكيد عبارة "فشل العقوبات الأمريكية" في أذهان العالم. بالتأكيد، سيكون لنجاح الصين وروسيا في هذا المجال فوائد سياسية جمّة بالنسبة لهما وسيعزز بشكل جدي موقفهما في فرض معادلة التوازن الدولي مع امريكا.

ثانياً: في المقابل، لم تأل ايران جهدا لتهدئة مخاوف البلدين بشأن عدم الانتشار النووي، وتجسّد ذلك من خلال تعبيد الطريق لمشاركتها في أنشطتها النووية السلمية، ومن خلال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الضمانات النووية التي التزمت بها ايران كاملا، ناهيك عن الجهود التي بذلتها ايران لإزالة أي غموض حول إمكانية تبدّل مسار برنامج إيران النووي السلمي.

ثالثاً: علاوة على ما سلف، ساهم وصول الحكومة الايرانية الثالثة عشرة الى سدة الحكم، وتبنّيها استراتيجية التفاعل الجاد مع هذين البلدين وخلق الإيمان في بكين وموسكو بأن نهج الحكومة الثالثة عشر في التعاون مع الشرق هو نهج جاد وحقيقي، بشكل كبير في تحفيزهما على العمل بشكل وثيق مع إيران.

الجدير بالذكر؛ هو ان كل من الصين وروسيا كانتا تستنبطان سابقاً أن الحكومة الإيرانية تعتبرهما وسيلة لتحسين علاقاتهما مع الغرب لا أكثر، وقد أوضحتا ذلك في اجتماعاتهما مع المسؤولين الإيرانيين بعد توقيع الاتفاق النووي، لكن تبدّدت جميع مخاوفهما عقب وصول الحكومة الايرانية الجديدة التي رفعت شعار التوجه نحو الشرق في العلاقات.

خير دليل على ما تقدّم، أظهر النهج الإعلامي المختلف تمامًا الذي اتبعه ميخائيل أوليانوف ممثل روسيا في مفاوضات فيينا، الذي أصبح فعليًا المتحدث غير الرسمي للمحادثات، أن روسيا تصرّ من خلاله على الكشف عن دورها البناء والداعم في دفع عجلة المفاوضات نحو الامام، ورغبتها في التوصل إلى اتفاق مع ايران.

من الواضح أنه في إطار الرؤية الاستراتيجية للتعاون مع الشرق، مع استخدام قدرة روسيا والصين لدفع المفاوضات والتوصل إلى اتفاق جيد وحماية مصالحهما الوطنية، فإن إيران لديها الفرصة لزيادة تعزيز العلاقات الجديدة مع قوى الشرق الأوسط، علاقات سترتكز على أساس المصالح المشتركة طويلة الأمد.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك