معرف الأخبار : 84399
تاريخ الإفراج : 12/26/2021 7:38:48 PM
فضيحة تهزّ الهيكل الأمني للكيان الصهيوني

فضيحة تهزّ الهيكل الأمني للكيان الصهيوني

أفاد تقرير تلفزيوني بثّته "القناة 13" الاسرائيلية أنّ "رئيس الموساد السابق يوسي كوهِن الرجل الامين الاول لنتنياهو كشف عن أسرار "دولة" لمضيفة طيران كانت تربطه علاقة معها ومع زوجها".

ورفع برنامج "هاماكور" الاستقصائي الذي تبثه "القناة 13" النقاب عن العلاقة التي بدأت في أواخر سنة 2018 وتباهى كوهِن خلالها للزوجين بشأن تفاصيل سرية مختلفة من عمليات وكالة التجسس حول العالم، بالإضافة إلى تزويدهما بمعلومات عن رحلاته في العالم".

تفاصيل الفضيحة كشف عنها غاي شيكِر -وهو شخصية معروفة في أسواق المال "الإسرائيلية" وزوج مضيفة الطيران التي لم يتم الكشف عن اسمها- للبرنامج: "لقد روى الكثير من القصص، بما في ذلك عن الموساد. إنه شخص ثرثار. لقد بدأ يروي لي أن الموساد كان "يتابع" طبيبًا لزعيمٍ عربي معروف".

في السياق، علّق يوسي لانجوتسكي وهو عقيد متقاعد بجيش الاحتلال كان قد رفع دعوى قضائية ضد كوهين في المحكمة العليا الإسرائيلية، على التقرير بالقول: إن كوهين كان مفتونًا بالسلطة وسمح لنفسه بقول أشياء لو كان احد المسؤولين الصغار قد تكلم عنها لكانت قد أودت به الى السجن.

الحادث، وصفه خبراء أمنيون صهاينة بفضيحة غير مسبوقة، ستدمّر بالتأكيد موقف نتنياهو المهتز، خصوصاً أنه يطمح للعودة إلى منصب رئيس الوزراء.

من المحتمل أن يعبّد بث هذا التقرير الطريق لأشخاص آخرين لديهم نفس المعلومات عن كوهين، على غرار التقرير الذي بثّته "القناة 13" الاسرائيلية، لنشر المعطيات التي لديهم عبر وسائل الإعلام.

وفي حزيران/يونيو، أفادت "القناة 13" أن كوهِن كان مشتبها بمشاركة معلومات سرية مع مضيفة طيران كان على علاقة شخصية وثيقة بها، وأن النائب العام أفيخاي مندلبلت ينظر في شكوى تم تقديمها ضده لدى وزارة العدل، وفق تعبيرها.

ومنذ تركه للموساد، واجه كوهِن عدة اتهامات بانتهاكات للأخلاقيات، بما في ذلك تقرير في وقت سابق من هذا الشهر قال إنّه ساعد في تأمين وظيفة لابنته في شركة لها صلات بمسؤول إماراتي كبير، بينما كان لا يزال يقف على رأس وكالة التجسس "الإسرائيلية".

وفي آب/أغسطس، بدأت الشرطة بالتحقيق في عدد من الاتهامات ضد كوهِن، بما في ذلك حصوله على مبلغ 20 ألف دولار كهدية بطريقة غير مشروعة.

وقد اعترف كوهين بتلقي الهدية النقدية من رجل الأعمال الملياردير الأسترالي جيمس باكر لحضور حفل زفاف ابنته، كما ذكرت صحيفة "هآرتس" لأول مرة في أيار، وفي مقابلة تلفزيونية في حزيران/يونيو، بعد فترة قصيرة من تقاعده كرئيس لوكالة التجسس، تحدث كوهِن لأول مرة عن الواقعة، وادّعى أنه قبِل الأموال بعد استشارة المستشار القانوني للموساد، وقال إنه ملتزم بإعادة الهدية.

كوهين، الذي لطالما سعى إلى عرض بطولاته بما في ذلك التخطيط وتنفيذ العديد من عمليات الاغتيال لشخصيات علمية وعسكرية، خاصة في مواجهة محور المقاومة وإيران.

وانتهت فترة كوهِن كرئيس للموساد في حزيران/يونيو، عندما خلفه دافيد برنياع. وبعد أيام، تم تعيينه رئيسا لعمليات فرع "سوفت بنك" التابع للملياردير الياباني ماسايوشي سون في كيان العدو.

لطالما حاولت مؤسسة الدعاية الإعلامية للكيان الصهيوني، على الرغم من الضربات الاستخبارية والأمنية التي تلقتها في عدة مناسبات في ظلّ رئاسة كوهين، تصويره على أنه شخصية عدوانية وناجحة في مواجهة إيران ونموذج يحتذى به للشباب الإسرائيلي.

اليوم، مع مزاعم فساده الأخلاقي في نفس الوقت مع عدم الامتثال للبروتوكولات الأمنية المتعلقة بقضايا أمنية استخبارية مهمة، اتهمه العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الأراضي المحتلة بخلق ثغرات أمنية والمطالبة باتخاذ إجراءات قانونية لمعاقبته.

من أكثر القضايا التي تؤرق أجهزة الأمن الصهيونية مؤخراً، خاصة الموساد، عقب الفضيحة الاخيرة، إمكانية تسريب معلومات لأفراد وفئات مختلفة من "وحدة كيدون" التي عين بها كوهين، في نفس الوقت الذي كان فيه الموساد، كان كوهين مسؤولاً عن العمليات الخاصة (قيصروت)، والقائد العام لجميع عمليات الموساد والعمليات السرية في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن القائد العام لفرق اغتيال "كيدون" ( ذراع قيصروت العملياتية).

في السياق يقول يوسي ميلمان، الكاتب الإسرائيلي في مجال أجهزة الأمن التابعة للكيان الصهيوني في كتاب "جواسيس المعركة النهائية بين الخير والشر: حروب إسرائيل الخفية"، فإن وحدة "كيدون" متخصصة وسرية لدرجة أنه حتى مقرّ هذه الوحدة، على عكس الموساد والوحدات الاخرى، لا يوجد له مكان مخصّص او مكشوف.

بناء على ما تقدّم، يبدو أن جبل نتنياهو تمخّض فولّد فأراً، ونموذجاً جيداً يفضح قادة تل أبيب للجيل الجديد من الكيان، وهو أكبر دليل على الثغرة الامنية التي خلّفها أحد أكبر رجال الامن في الاراضي المحتلة، ثغرة كشفت انه خلافا لما كان يزعمه نتنياهو، كوهين ليس بطلا للصهاينة، إنما كان سبب حدوث أكبر اختراق امني في تاريخ الاحتلال الاسرائيلي.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی