نورنيوز- تجاوز معدل التطعيم العالمي ضد فيروس كورونا في إيران الأسبوع الماضي المتوسط العالمي، لكن ما حدث، مهما تأخر، أظهر أن إيران قادرة على تجاوز المشاكل مع الإدارة الصحيحة وفي أحلك الظروف السياسية والدولية، لكن هذا لم يكن الخبر الوحيد المهم عن لقاح كورونا الأسبوع الماضي، حيث تصدّر نشر مقال يتعلق بنتائج لقاح إيراني في مجلة علم الفيروسات الطبية بعامل تأثير 6.989 وفي فئة منشورات Q1 أحد الأحداث العلمية المهمة في إيران.
ما ان انتشر الخبر، حاولت بعض وسائل الإعلام الغربية إخفاء هذا النجاح بالتشكيك في مصداقية المجلة. في مقابلة مع البروفيسور بول غريفيتس، رئيس تحرير مجلة "مديكال فايرولوجي"، حاول موقع إعلامي مقره واشنطن إظهار أن اللقاح لم يكن مؤهلاً للنشر في المجلة، لكن يبدو أن السيد غريفيتس لم يرد على الأسئلة غير العلمية لمراسل ذلك الموقع الامريكي المتحيّز، حيث لم ينفك هذا مراسل الموقع الامريكي يواصل محاولاته اللاهثة لإيجاد ثغرة تُثبت عدم فاعلية ونجاعة اللقاح الإيراني.
إن العديد من الإنجازات العلمية في العالم، على الرغم من موافقة المؤسسات الأكاديمية والبحثية المستقلة في الغرب، لا يمكنها عرض إنجازاتها على العالم. لأن النهج السياسي للحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام التابعة للبيت الأبيض يعيق الشفافية العلمية. ومن المعروف جيدا ما هي أهداف هذه الوسيلة الإعلامية وكل نظائرها الأخرى من إنتاج مثل هذا المحتوى، لكن تجدر الإشارة إلى أن إيران ليست الضحية الوحيدة لنظام العلاج والطبابة الدولي.
وقد أثيرت القضية أيضا في قمة العشرين، حيث انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم وجود موافقة دولية على لقاح سبوتنيك الروسي.
وبينما ستناقش قمة مجموعة العشرين إعطاء اللقاحات للدول النامية، اشتكى بوتين من أن لقاح سبوتنيك لا مكان له، واتهم قادة المجموعة بالاحتكار والمنافسة غير الصحية.
لم يسافر رئيسا روسيا والصين إلى روما وتواصلوا مع قمة مجموعة العشرين عبر الاتصال المرئي، كما دعا الرئيس الصيني الدول المنتجة للقاحات إلى وضع الموافقة المتبادلة على لقاحات بعضها البعض على جدول الأعمال.
تعتقد روسيا أن وكالة الأدوية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية تعملان على منع الموافقة على اللقاح الروسي. وقال ألكسندر جينسبورغ مدير مركز "غاماليا" للأبحاث في علم الأوبئة والأحياء الدقيقة في روسيا: إن الوكالة الأوروبية للأدوية ومنظمة الصحة العالمية يتجاهلان نجاح اللقاح الروسي المضاد لكورونا "سبوتنيك v".
وقال المسؤول الروسي لإحدى صحف بلاده: أظهرت فحوصات التطعيم أن لقاح سبوتنيك v يقي الجسم بشكل جيد من مجموعة واسعة من سلالات فيروس كورونا، لكن وكالة الأدوية الأوروبية، وإلى حد ما، منظمة الصحة العالمية تتغاضيان عن الاعتراف بهذه الحقيقة.
إن الجمع بين هذه السلوكيات من قبل المؤسسات التي تدعي إدارة العالم في جائحة كورونا يظهر بوضوح أن ما تم تقديمه حتى الآن على أنه برنامج عالمي لمكافحة كورونا ليس سوى احتكار من قبل الحكومات الغربية.
حقّق العلماء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك علماء إيران، اكتشافات مذهلة لمواجهة كورونا والقضاء عليه من خلال جهود بذلوها على مدار الساعة، ولكن يبدو أن الغرب يميل إلى توسيع هيمنته على حياة شعوب العالم بدلاً من التعاون الدولي لصالح الإنسانية، ولا يمكن وضع حدّ لهذه المسرحية السياسية الغربية إلاّ من خلال التعاون مع مصنعي اللقاحات الآخرين من قبيل إيران وروسيا والصين.