معرف الأخبار : 76147
تاريخ الإفراج : 10/17/2021 10:39:13 AM
ما أهداف زيارة اللواء باقري المرتقبة الى موسكو؟

ما أهداف زيارة اللواء باقري المرتقبة الى موسكو؟

من المزمع أن يتجه اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، إلى موسكو بدعوة رسمية من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى لتطوير التعاون المشترك مع روسيا.

يمكن قراءة هذه الزيارة المرتقبة في هذا الوقت الحساس من عدة زوايا:

أولا: تعكس هذه الزيارة التي جاءت بدعوة رسمية من وزير الدفاع الروسي، دور إيران وموقعها القيم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين، واعتراف القوى العالمية بضرورة أن تلعب إيران دورا في المعادلات الإقليمية والعالمية.

حيث لم تنفك روسيا تؤكد مرارا وتكرارا أنه لن يكتمل أي مشروع في المنطقة دون مشاركة الجمهورية الإسلامية فيه والاستفادة من دورها الهام.

ثانياً: الزيارة تأتي في إطار إدامة وتعزيز التعاون بين البلدين لزيادة واستخدام قدرات الجانبين في مجال تعزيز القدرات الدفاعية والعسكرية بينهما.

منذ أكتوبر العام الماضي، وفي الوقت الذي أنهى فيه مجلس الأمن الدولي في القرار رقم 2231 فترة الحظر التسليحي على إيران، عبّدت قدرات وإنجازات الجمهورية الإسلامية في بناء وتحديث الأسلحة الدفاعية والعسكرية الطريق أمام العديد من الدول للانخراط في صفقات أسلحة مع الجمهورية الاسلامية، وهو ما يمكن ترجمته في زيارة اللواء باقري الى موسكو والتي تأتي أيضا في سياق المضي قدماً بهذا المجال.

ثالثا: إن إجراء مناورات برية وبحرية مشتركة ومشاركة البحرية الإيرانية في عرض البحرية الروسية في سانت بطرسبرغ، ترجم إرادة البلدين في إطار اتخاذ موقف موحد بينهما وبأن التعاون بينهما يحقق الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة، خصوصاً أنه شكل من التفاعلات والتقارب بين الجيران. بناء على ذلك، فإن التخطيط لتعزيز هذا التقارب وكذلك تمهيد الطريق لإجراء تدريبات ثنائية ومتعددة الأطراف مشتركة بحضور آخرين وحتى أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن يكون أحد أبعاد زيارة رئيس الهيئة العامة للأركان الايرانية الى روسيا.

رابعاً: تلحّ الظروف الحساسة بالمنطقة والتحركات المشبوهة ضد أمنها على دولها التقارب فيما بينهم في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولو ألقينا نظرة على التطورات في المنطقة، بما في ذلك أوضاع أفغانستان والقوقاز وسوريا، تتكشف لنا أن بعض دولها، تسعى إلى جانب الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، تسعى لإغراق المنطقة في أزمات أمنية وعسكرية عويصة.

في ظلّ هذه التطورات، يصبح التعاون المتسارع بين دول المنطقة، بما في ذلك إيران وروسيا، اللتان تؤكدان دائما على إرساء الاستقرار والأمن الدائم بعيدا عن التدخل الأجنبي، وعليه، فإن زيارة اللواء باقري لروسيا هي خطوة نحو تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المجاورة لايران في مواجهة الأزمات الحالية في المنطقة، لأزمات تمتد من أفغانستان إلى القوقاز وسوريا.

في الواقع، تبعث هذه الزيارة برسائل جلية للمتسببين بالأزمات في المنطقة وعلى رأسهم امريكا والكيان الصهيوني، مفادها أن دول المنطقة لن تسمح بمثل هذه التحركات التخريبية وستتعامل مع أي عامل أزمة بحزم وصلابة.

خامساً: ترتكز السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية في الحكومة الثالثة عشرة على مبدأ التوجه نحو الجوار، والتي تتم في أبعاد سياسية واقتصادية ودفاعية، وما العضوية الدائمة لايران في منظمة شنغهاي للتعاون وزيارات وزير الخارجية الايراني الدورية لروسيا ولبنان وسوريا سوى مظهر من مظاهر هذا النهج الذي استكملته ايران في الدبلوماسية الدفاعية التي تتجسّد بزيارات اللواء باقري لباكستان وروسيا.

الجدير بالذكر؛ أن زيارة اللواء باقري المرتقبة لروسيا التي تأتي بعد مباحثاته المثمرة الاخيرة في باكستان، وعلاوة على كونها مؤشر على تقارب الجمهورية الإسلامية مع جيرانها لتحقيق استقرار وأمن دائمين في المنطقة، هي رسالة تحذير لمن يسعون لزعزعة استقرار المنطقة بغية تحقيق مآربهم فيها.


اخبار مرتبط




تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك