معرف الأخبار : 68949
تاريخ الإفراج : 5/26/2021 12:29:36 AM
السيد نصرالله : المعادلة التي يجب أن نصل اليها هي “القدس مقابل حرب إقليمية”

السيد نصرالله : المعادلة التي يجب أن نصل اليها هي “القدس مقابل حرب إقليمية”

أطل سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الثلاثاء بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، موضحا في البداية ان عدم ظهوره للحديث في الأيام الماضية منذ بعد شهر رمضان المبارك هو بسبب المرض.

وقال سماحته “منذ اللحظة الأولى للأحداث في غزة كنت أتابع آخر التطورات مع إخواني في لبنان وخارجه”.

وبارك سماحة السيد الانتصار الكبير والعظيم للمقاومة في فلسطين. كما بارك للبنانيين حلول عيد المقاومة والتحرير الذي تحقق بفضل الله وعونه والتضحيات الجسام، وتابع” بتنا من الآن نحتفل في أيار بانتصارين عظيمين 25 أيار 2000 و21 أيار 2021 الانتصار في غزة”. وأضاف”قادة حركات المقاومة الفلسطينية وقادة أجنحتها العسكرية كانوا متألقين في المعركة الأخيرة”.

ورأى سماحته أن”انتصار 2000 صنعه الشعب اللبناني والمقاومة وهو نتيجة تراكم تضحيات حركات وأحزاب وطنية، دائماً نؤكد أن التحرير الذي أنجز في 25 آيار في لبنان ليس نتاج تضحيات حزب أو طرف واحد ولكن هو تراكم لسنوات كثيرة من المقاومة”.

وأشار السيد أن “من أهم عوامل انتصار 2000 الموقف الرسمي الصلب والصامد الممثل آنذاك بالرؤساء لحود وبري والحص”.

وأضاف ” تحرير 2000 أسس لزمن الانتصارات ويومها أهدت المقاومة هذا الانتصار لكل فلسطين لأن الهدف هناك، و نتائج انتصار 2000 كانت استراتيجية لذلك حذر قادة العدو من المخاطر الاستراتيجية لتلك الهزيمة، و الإنجاز في 2000 وضع العدو والصديق والقضية الفلسطينية والصراع أمام مسار استراتيجي مختلف”.

وأردف قائلا “نستذكر الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين قضوا على درب تحرير لبنان من الاحتلال”.

كما ذكّر بالدور العظيم لسيد شهداء محور المقاومة الحاج قاسم سليماني في دعم المقاومة في لبنان ما أعطى دفعا لها وانتصارها على العدو.

واكد سماحة الامين العام أنه ” أمام أعمال الاحتلال بحي الشيخ جراح اتخذت المقاومة الفلسطينية الموقف التاريخي والحازم، ودخول القدس في دائرة تهديد خطر دفع قيادة المقاومة لاتخاذ موقف تاريخي وحازم وجديد، وسبب المعركة الأخيرة حماقة قيادة العدو وغطرستها واستخفافها بالمقاومة وخطأ في حساباتها”.

ورأى انه “في ظل كل ما يحصل في فلسطين كان هناك دول عربية تدخل في التطبيع وتعمل على تلميع صورة الكيان الاسرائيلي”.

وأشار سماحته إلى أن”التقدير الإسرائيلي كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات،وأهم خطأ في تقدير العدو الإسرائيلي أنه لم يخطر على باله أن المقاومة في غزة ستقدم على قرار تاريخي ضخم”.

واعتبر سماحته ان “غزة فاجأت الصديق والعدو في قرار تنفيذ تهديدها رداً على ما يقوم به الاحتلال في القدس”.

ووصف ان “ما أقدمت عليه غزة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي ويجب أن تقدّر عالياً”.

ورأى أن “التطور التاريخي في معركة سيف القدس أن غزة دخلت لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة”.

وقال السيد إن” أهل غزة ومقاومتها كانوا في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداء للقدس والمسجد الأقصى ومقدسات الأمة”.

وتوجه سماحته للإسرائيليين قائلا:”يجب أن تعرفوا أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى ومقدسات الأمة مختلف عن أي اعتداء آخر تقومون به”.

وتابع”يجب أن يعيد قادة العدو وحكومته وجيشه تقديراتهم بناء على ما حصل في قطاع غزة”، معتبرا ان” المس بالمسجد الأقصى والمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة،و المعادلة التي يجب أن نصل اليها هي التالية: القدس مقابل حرب إقليمية”.

واوضح السيد انه “حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه”.

وتابع”عندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطراً جدياً فلا معنى لخطوط حمر أو حدود مصطنعة”.

ولفت ان “كل العالم شعر في المعركة الأخيرة أنه أمام شعب فلسطيني واحد يتحرك بنفس واحد نحو هدف واحد”. ورأى أن”معركة سيف القدس أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم وفرضتها على وسائل الاعلام،و من نتائج معركة سيف القدس إحياء ثقافة وروح المقاومة كطريق وحيد لاستعادة الأرض”.

وأضاف” معركة سيف القدس وجهت ضربة قاسية لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها، وبعد المعركة  نستطيع القول بوضوح أن صفقة القرن سقطت وتلاشت، ومن نتائجها إعادة الروح الواحدة إلى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة، وإعادة إظهار الوجه الحقيقي البشع لإسرائيل بقتلها للأبرياء والمجازر وكنظام فصل عنصري،و إعادة توجيه بوصلة الصراع في المنطقة نحو العدو الحقيقي،ودخول المقاومة في قطاع غزة إلى داخل كل المعادلة الفلسطينية هو تطور عظيم في المعركة”.

ومن النتائج المهمة لمعركة سيف القدس اضاف سماحته”شلّ أمن الكيان الإسرائيلي وهو إنجاز عسكري لا سابقة له،وإنهاء صورة الكيان الآمن للخارج والمستثمرين وفرض مواجهة الاحتلال مع فلسطينيي الـ48 وهذا جوهري ووصفه العدو بالتهديد الوجودي،و فشل الكيان الإسرائيلي بمنع إطلاق الصواريخ وبوقتها المحدد ما يعبر عن فشل استخباراتي ومعلوماتي كبير،والفشل في النيل من المخزون الحقيقي والاستراتيجي للصواريخ الذي لم يطلق بعد،و من نتائج المعركة الأخيرة الفشل في تقدير رد فعل غزة وفلسطينيي 48″.

وتابع سماحته” المعركة الأخيرة أعادت الحياة إلى فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر وعكست ارتفاع الثقة والإيمان بخيار المقاومة المسلحة”.

وأضاف ”من إنجازات المقاومة الأخيرة في غزة القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ وفي ساعات معلنة مسبقاً،كما أظهرت قدرات صاروخية مختلفة للمقاومة من جهة النوعية والكمية ومدى الإطلاق”.

واعتبر السيد ان “صمود محور المقاومة في البلدان المختلفة شكل الحامي والرافعة الأساسية للانتصار في فلسطين”.

ولفت إلى ان “بيان المرجع السيد السيستاني بما يتعلق بفلسطين يجب أن يتوقف عنده الكثيرون في العالم من الأعداء والأصدقاء،و هناك جمهور متنوع دينياً ومذهبياً وفكرياً وسياسياً في العالم مؤيد اليوم لثقافة المقاومة”.

واعتبر السيد نصرالله  انه “عندما يصبح الإسرائيلي يشعر بانعدام الأمن في كل فلسطين أهون ما يمكن أن يقوم به هو الرحيل،ولو كانت القبة الحديدية ناجحة لكان تفاخر بها نتنياهو وسوّق لها في كل مكان، و أهم مظاهر الفشل في المعركة الأخيرة عدم إقدام العدو على خوض حرب برية في قطاع غزة”.

ووصف سماحته ” تهيب أقوى جيش في المنطقة من الدخول في حرب برية انه فشل استراتيجي وليس مجرد فشل عادي”.

كم أشار سماحة السيد إلى أنه “من أوجه فشل كيان الاحتلال العجز عن تحديد أماكن الصواريخ وقيادات الصف الأول”.

وأضاف ان ” كوخافي الذي لطالما هدد بالعمليات البرية عجز وانهزم أمام غزة المحاصرة والصواريخ محلية الصنع،ومن مظاهر الفشل هو عدم قدرة العدو على تقديم صورة انتصار”.

الامين العام لحزب الله اكد انه ” لم يمر يوم على المقاومة في لبنان كانت فيه أفضل مما هي عليه اليوم عتاداً وعدة وجهوزية وخبرة”.
وحذر السيد الاحتلال من”أي حسابات خاطئة تجاه لبنان كما فعلتم مع المقاومة في قطاع غزة”،معتبرا ان” المقاومة في لبنان هي في موقع قوي حتى بالاستناد إلى الموقف الرسمي”.
واضاف”يجب أن نضيف إلى حسابنا مع العدو دم الشهيد على طريق القدس محمد طحان”،معتبرا ان دم الشهيد  صبرنا عليه لكننا لن نتركه ويضاف لدم شهيدنا علي كامل محسن”.

بالنسبة للملف الحكومي في لبنان اعتبر سماحته ان” المفتاح لكل ما يجري في لبنان هو تشكيل حكومة جديدة، و مشكلة تأليف الحكومة اللبنانية هي مشكلة داخلية بحتة”.
وأضاف “هناك طريقان لا ثالث لهما في تأليف الحكومة إما اتفاق الرئيسين عون والحريري أو مساعدة الرئيس بري”.

وقال سماحته إن “الأعين تدمع  أمام تفاعل الشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي”. وتوجه  للشعب اليمني قائلا:”هل تملكون الخبز لتقاسموه الشعب الفلسطيني؟”.واضاف” تفاعل اليمن رغم الحصار المفروض عليه على كل المستويات رائع ويشكل قوة عظيمة لمحور المقاومة”.

كما اشار إلى ان”التفاعل العراقي الكبير مع معركة سيف القدس أمر يجب التوقف عنده”.

وتساءل سماحته  أنه” لو نجحت المخططات التي حيكت لمنطقتنا خلال السنوات الأخيرة فكيف كان ذلك سيؤثر على فلسطين؟”.

وأكد سماحته ان” زوال الكيان الاسرائيلي بات أقرب والمسألة مسألة وقت فقط”.


المنار
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك