معرف الأخبار : 60600
تاريخ الإفراج : 3/1/2021 12:04:44 PM
فخ غربي.. تفعيل "الدبلوماسية التعسفية" ضد ايران

فخ غربي.. تفعيل "الدبلوماسية التعسفية" ضد ايران

التطورات الحاصلة بعد اعتماد وإصدار قانون "العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات وحماية حقوق الشعب الإيراني" وردود الفعل التي أبداها الغرب، تَشي بوضوح أن الإجراء الايراني، سواء كان من حيث طبيعته أو توقيته، جاء في محله وأعطى مفعوله، ومن الممكن أن يفضي العمل بدقّة والتمسّك بتنفيذ هذا القانون، الى تعظيم دور الجمهورية الإسلامية في هذا المجال، ما يعيد المبادرة المفقودة لإعمال حقوق الشعب الإيراني.

ورغم أن معظم التحركات التي شهدناها من الغرب، سيّما أمريكا، في الأسابيع الأخيرة كانت دراماتيكية وتفتقر إلى القيمة الأساسية لإظهار حسن نية الإدارة الأمريكية الجديدة، فمن الواضح أن مثل هذه الإجراءات جاءت نتيجة لجهود إيران الأخيرة، وعلى مسار تنفيذ بنود الاتفاق بجدية من قبل الطرف المقابل.

تصريحات بايدن في قمة ميونيخ وإعلانه استعداده للتفاوض مع إيران بشأن الملف النووي في إطار مجموعة 5 + 1، وكذلك إرسال خطاب إلى مجلس الأمن وسحب شكوى من سنابباك، والتأكيد على صلاحية القرار 2231، من بين الإجراءات المتخذة التي تُظهر أن أمريكا في موقع الذي يريد تغيير الأزمة التي خلقها ترامب.

علاوة على ذلك؛ رفع القيود عن تنقل الدبلوماسيين الإيرانيين إلى نيويورك وعودة المياه الى مجاريها في هذا الشأن، إلى جانب الإعلان عن الاستعداد لحضور اجتماع غير رسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية كضيف، من بين التحركات التي تمت متابعتها منذ إعلان إيران نيتها تعليق الرقابة.

على الجانب الآخر؛ حاول الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات فعالة لانتشال أمريكا من الوضع الراهن، وذلك عن طريق اتخاذ مواقف صارمة للضغط على إيران، وبذل جهود متزايدة في سبيل إنشاء أرض جديدة للّعبة تتحقّق فيها شروط امريكا.

ينبثق من هذا النهج الجديد، خطة "عقد اجتماع غير رسمي لـ 4+1 تحلّ امريكا ضيفاً عليه" للنظر في كيفية عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وذلك عوضاً عن رفع العقوبات،  بهدف دفع إيران نحو سياسة الانفعال واستنفاد صبرها.

تظهر مواقف بايدن والمقربون منه بوضوح أن حكومة الولايات المتحدة تسعى للتهرب من رفع العقوبات ومستعدة لمواصلة الوضع الراهن، الأمر الذي أدى إلى بقاء القيود المفروضة على إيران دون أي تنازلات.

من المؤكد أن مصالح إيران تملي عليها عدم الوقوع في فخ قبول الضغط من خلال المفاوضات، وتبين بشكل متبادل أن الخطة الأمريكية الأوروبية وطموحاتها، من خلال تنحية أكبر عدد ممكن من القيود جانباً وإدارة الظروف الاقتصادية بشكل فعال في إطار استراتيجية "المقاومة النشطة" لن تُفضي إلى أي نتيجة.

بالتأكيد ليست هناك حاجة للتفاوض لإثبات حسن نية امريكا عبر رفع الحظر عن ايران دون شروط مسبقة، ولكن لبدء المفاوضات، فإن إثبات حسن نية واشنطن أمر لا مفر منه.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی