معرف الأخبار : 58123
تاريخ الإفراج : 1/7/2021 3:19:32 PM
عندما يسقط القناع عن وجه الديمقراطية الليبرالية الغربية

عندما يسقط القناع عن وجه الديمقراطية الليبرالية الغربية

الليلة الماضية، شهد العالم كله الجسد العاري وواقع الديمقراطية الليبرالية الغربية من خلال نافذة الأحداث التي وقعت في الكونغرس الأمريكي، وأجرى مقارنة بين المزاعم الدعائية والشعارات الديمقراطية للغرب مع حقائق أطامت اللثام عن وجهه الحقيقي.

نورنيوز- إن انتخابات ديسمبر 2020 في امريكا والأحداث التي سبقتها وعقبتها في البعدين السياسي والاجتماعي، هي بلا شك لحظات غير مسبوقة في التاريخ السياسي لهذا البلد.

على الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية تحاول تصوير أحداث الأشهر القليلة الماضية في الولايات المتحدة على أنها ليست غير شائعة، بل تأتي في سياق التنافس المستمر بين الأحزاب السياسية وأنصارها، فإن عمق هذه الأحداث ونطاقها أدى إلى تحرك غير مسبوق في أبعاد مختلفة، فالوضع السياسي والاجتماعي والأمني ​​في هذا البلد يشير بوضوح إلى طبيعته المعقدة كاشفاً عن كم هائل من التناقضات.

إن سلسلة التطورات هذه لبلد يدعي زعامة الفكر الديمقراطي الليبرالي في العالم ويحاول منذ سنوات جعل الديمقراطية الليبرالية ثقافة وممارسة مهيمنة في العالم باستخدام قدراته السياسية والعسكرية والأمنية والدعائية والإعلامية، لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسيرها وقبولها في سياق حدث انتخابي طبيعي.

الكونغرس الأمريكي، كرمز للفكر الديمقراطي الليبرالي الغربي، أثناء أدائه لإحدى أهم مهامه المتمثّلة باختبار مرشحي الرئيس المنتخب مرّة واحدة وبحضور أعضاء البرلمان وأعضاء مجلس الشيوخ، تحوّل لساحة معركة وحمام دماء أمام ملايين الأشخاص في العالم.

الليلة الماضية، شهد العالم كله الجسد العاري وواقع الديمقراطية الليبرالية الغربية من خلال نافذة الأحداث التي وقعت في الكونغرس الأمريكي، وقارن بين المزاعم الدعائية والشعارات الديمقراطية للغرب مع حقائق أطامت اللثام عن وجهه الحقيقي.

تكشف هذه الأحداث، التي تمخّض جوهرها عن سلسلة من الصراعات الاجتماعية داخل مجتمع ينتهج الفكر الديمقراطي الليبرالي، عن الفقر والفساد والتمييز المتأزّم في المجتمع الأمريكي، الذي أطلق العنان الآن لطاقاته الكامنة بكل ما أوتي، وبات تحت رحمة أنظار العالم.


الصورة: عناصر امن في الكونغرس يحاولون منع انصار ترامب من دخول قاعة الكونغرس

إن أسلوب تفكير ترامب وسلوكه ليسا استثناءً لما يحصل في أمريكا، بل هما في الواقع الوجه الحقيقي لما باتت عليه الديمقراطية الليبرالية الغربية، التي تجلّت تداعياتها السياسية والاجتماعية بشكل غير مسبوق أمام العلن.

وفي خضم المعركة الرئاسية، التي حوّلت الليلة الماضية شوارع واشنطن العاصمة والعديد من الولايات الاخرى الى ساحات معارك تخلّلها العنف وانتهاك حقوق الانسان، أفصح الرئيس المنتخب جو بايدن عن مخاوف جمّة لما يحصل في محاولة فاشلة منه للتغطية على هذه الفضائح التي تحصل في بلاده، وقال: أحداث الليلة لا تعكس الواقع في أمريكا ‌وهذه الفوضى سببها عدد قليل من المتطرفين.

وأضاف متحسّرا على ما آلت إليه أوضاع بلاده: العالم يشاهدنا، أنا حزين جداً بشأن هذا الوضع، هذه أيام مظلمة بالنسبة لنا.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی