معرف الأخبار : 52598
تاريخ الإفراج : 7/30/2020 1:17:04 PM
زلزال اجتماعي في الأراضي المحتلة.. موجة الهجرة العكسية في الطريق

زلزال اجتماعي في الأراضي المحتلة.. موجة الهجرة العكسية في الطريق

على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، خرج آلاف المتظاهرين على مدار الساعة للاحتجاج على سوء إدارة نتنياهو ونصبوا خيامًا أمام منزله، مطالبين بإقالته من السلطة. هذا الوضع لم يسبق له مثيل تقريبًا منذ نشأة الكيان الصهيوني، فقد أجّجت هذه القضية الخلافات في قلب الكيان على أعلى مستوى.

نورنيوز- شهدت مدن وبلدات الكيان الصهيوني المحتلة منذ أكثر من 25 يوما، انتفاضات اجتماعية لم يسبق لها مثيل، قرّر على إثرها المواطنين الإسرائيليين النزول إلى الشوارع للاحتجاج على سوء إدارة السلطة.

وتراوحت أعمار غالبية المحتجين بين 18-30 عاماً رافضين الأوضاع الاقتصادية التي تردّت بشكل كبير في ظل جائحة كورونا، فقد ارتفع مؤشر البطالة لأكثر من مليون شخص، والتمييز تفشّى على نطاق واسع، والفساد المنظم والاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن الحرب التي يشعلها رجال الحكومة.

في هذه الأثناء، تعتبر حكومة الكيان الصهيوني أن المخرج الوحيد من هذا الوضع هو قمع المتظاهرين وزيادة الأعمال العسكرية خارج حدوده، وبالتالي، تقوم سلطة الاحتلال بقمع الحراك الشعبي في شوارع تل أبيب وحيفا وغيرها من مدن وبلدات الكيان استغلال حالة الطوارئ لإرغام المتظاهرين على العودة الى منازلهم بحجّة أن هذه الاحتجاجات قد تعرّض البلاد لهجمة من الخارج.

بالطبع، كُشفت هذه الخدعة المستمرة للحكومة الإسرائيلية إلى حد كبير في أوساط الرأي العام داخل الأراضي المحتلة، وفي هذه الحالة الأخيرة، تسببت المواجهة الوهمية الأخيرة مع حزب الله في لبنان موجة سخرية واسعة النطاق من سلطات الاحتلال والجيش والأجهزة الأمنية.

على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، خرج آلاف المتظاهرين على مدار الساعة للاحتجاج على سوء إدارة نتنياهو ونصبوا خيامًا أمام منزله، مطالبين بإقالته من السلطة. هذا الوضع لم يسبق له مثيل تقريبًا منذ نشأة الكيان الصهيوني، فقد أجّجت هذه القضية الخلافات في قلب الكيان على أعلى مستوى.

من أهم مايثير مخاوف العامة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة في إسرائيل، والتي تتزايد يوما بعد يوم، هي قلق المستوطنين من الركود الاقتصادي للكيان الصهيوني.

ارتفع معدل التضخم السلبي في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام في إسرائيل لدرجة أنه لم يثر مخاوف المستوطنين فحسب، بل وضع كبار الاقتصاديين في حالة من الشك والتردد أيضا بشأن مستقبل الاقتصاد.

يشعر الاقتصاديون بالقلق من أنه إذا كان معدل انخفاض التضخم مرتبطًا بالأزمة الاقتصادية التي تسببها جائحة كورونا، فإن الركود الاقتصادي والتضخّم السلبي سيكونان أكبر.

وفقًا للمحللين الاقتصاديين، يعكس هذا التراجع حالة الركود الاقتصادي وقلق المواطنين الإسرائيليين بشأن مستقبل الأسعار المتذبذب، لأنه في حين أن معدل التضخم السنوي قدّر بنسبة 1 إلى 3 في المائة ، فإن البنك المركزي الإسرائيلي يتوقع ركودًا بنسبة 4.5 في المائة لهذا العام.

ووفقا للتقارير، انخفض نصيب الفرد من الاستهلاك بنسبة تزيد عن 20٪ في الربع الأول من عام 2020، بينما انخفضت واردات السلع الأساسية بنسبة 23.4٪ خلال نفس الفترة.

كل ما سبق يضع حكومة نتنياهو في ظروف لاتُحسد عليها، بشكل باتت عاجزة فيه عن الإدارة الداخلية أو حتى السيطرة على المتظاهرين، كما لا يمكنها الإقدام على أي حماقة عبر الحدود. وبناء على ذلك، يبدو أنه في الأشهر المقبلة، على الرغم من تفشّي وباء كورونا، فإن موجة الهجرة العكسية ستستعيد عافيتها مرة أخرى من الاراضي المحتلة الى دول العالم الأخرى.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك