معرف الأخبار : 51946
تاريخ الإفراج : 7/7/2020 12:32:51 PM
هل اسرائيل وأمريكا مستعدتان لتحمّل مسؤولية عملية التخريب في موقع نطنز النووي؟

خاص نورنيوز..

هل اسرائيل وأمريكا مستعدتان لتحمّل مسؤولية عملية التخريب في موقع نطنز النووي؟

في حال ثبت تورط الكيان الصهيوني في الحادثة الأخيرة على موقع نطنز النووي بمحافظة اصفهان، لا يمكن حينها استبعاد الدور الحاسم الذي لعبته أمريكا في هذا الصدد والأخطار التي سيجلبها هذا التغيير في المواجهة ستدركه واشنطن خصوصا أنه يعد عبورا للخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية.

نورنيوز- على الرغم من مرور أكثر من أربعة أيام على الحادث الذي وقع في أحد وحدات مجمع الشهيد أحمدي روشن النووي (نطنز)، لا تزال التغطية الإعلامية للواقعة مستمرة من قبل الكيان الصهيوني، والتي تشير الى الدور البارز لاسرائيل في عملية التخريب هذه.

عملية التهويل الاعلامي هذه، التي تأتي في إطار العمليات النفسية القائمة على الأخبار والمعلومات غير الموثقة من مصادر غير معروفة، وبتكهنات مختلفة، بما في ذلك التخريب والعمليات الخاصة والعمليات السيبرانية والعمليات الجوية والضربات الصاروخية وما إلى ذلك، دون تقديم أي وثيقة، تسعى لهدفين: "توجيه ضربة للأمن النفسي للمجتمع الإيراني" و "تقديم صورة الكيان الصهيوني على أنه قوّة لا يستهان بها".

في هذا الصدد لابد من التطرّق الى نقطتين اثنتين:

النقطة الأولى هي أن الأجواء الأخيرة التي لم تستند في أخبارها الى معلومات موثقة، تأتي في سياق الحملة الإعلامية وبرنامج هادف لإقناع الرأي العام المحلي والأجنبي بقدرات الكيان الصهيوني على ضرب برنامج إيران النووي السلمي. كما أن ردود الفعل المتطابقة تقريبا من قبل المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية الإسرائيلي تكشف عن هذا المخطط الصهيوني.

ثانياً، مايلفت الإنتباه في هذه النقطة هو أن الكيان الصهيوني إذ يعلم أنه عرضة لرد فعل من قبل الجمهورية الإسلامية، وهو لا يجرؤ في الأساس على مواجهة إيران مباشرة، لاسيما في القضية الحساسة للغاية بالنسبة لايران المتمثلة في مهاجمة منشآتها النووية، وبالتالي يسعى من خلال توظيف أدواته الإعلامية لإثبات تمكنه من تحقيق "نجاح غير مكلّف" للحادث.

ولو أردنا أن نأخذ بفرضية ومزاعم وسائل الاعلام الموجّهة والمرتبطة باسرائيل فيما يتعلّق بحادث موقع نطنز النووي، يجب النظر حينها في فرضية "التغيير الاستراتيجي" في طريقة عمل الكيان الصهيوني من أجل "تغيير التوازن الأمني" في المنطقة، الأمر الذي سيكون له تداعيات عديدة.  

أولا، ونتيجة لعدم جرأة الكيان الصهيوني على دخول "المنطقة المحظورة" وعبور الخطوط الحمراء، فإن القواعد السابقة بين الجبهتين ستتغير بشكل أساسي بسبب العواقب بالنسبة لإيران والمنطقة والمجتمع الدولي.

ثانياً، من الواضح أن تل أبيب، لا تتجرّأ بدون ضوء أخضر من قبل أمريكا، حتى أن تفكّر في التعدّي على منطقة حساسة من قبيل المواقع النووية للجمهورية الإسلامية الايرانية، ناهيك عن اتخاذ إجراء في هذا الصدد.

بناءا على ماسبق، في حال  أقدمت إسرائيل على فعلتها حقاً في يوم من الأيام، فسيتم ذلك بالتأكيد إما بناء على طلب من أمريكا أو على الأقل بضوء أخضر من قبلها. في هذه الحالة، يجب أن يكون هناك "تغيير استراتيجي" في نهج أمريكا. كما أن قبول أمريكا لهذا التحوّل في الاحتكاك بين الجبهتين أمر غير مرجح تمامًا نظرًا للظروف المحلية والدولية التي أنهكت أمريكا، خصوصا أن الانتخابات الرئاسية اقتربت.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك