وفي 30 مايو الماضي - بعد 5 أيام من مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، و4 أيام من اندلاع الاحتجاجات في مينيابوليس - قال ترامب إن حركة أنتيفا كانت وراء أعمال العنف التي اجتاحت البلاد. وكرر هذا الادعاء منذ ذلك الحين بنحو 20 مرة.
وقد روَّج لهذه النظرية ناشطون عبر الإنترنت وشخصيات يمينية بارزة على تويتر. وبدا الأمر وكأن كبار مسؤولي إنفاذ القانون في البلاد - بمن فيهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، ووزير العدل وليام بار - يؤكدون ذلك، مرددين ادعاء ترامب.
وتحدثت «واشنطن بوست» إلى شهود، واستعرضت سجلات اعتقال وتهم فيدرالية وتقارير مخابرات وعشرات من مقاطع الفيديو وصور أحداث العنف منذ الأيام الأولى من الاحتجاجات في مينيابوليس لتحديد ما إذا كانت حركة «أنتيفا» مسؤولة عن العنف.
وتوصلت الصحيفة الأمريكية إلى أن «أنتيفا» لقب، وليست مجموعة واحدة ذات هيكل تنظيمي واضح أو قائد. وأضافت أنها شبكة لا مركزية من الناشطين الذين لا يُنسّقون فيما بينهم، ولديهم أرضية مشتركة تتمثل في معارضتهم لأفكار النازيين الجدد والعنصريين البيض.
وارتكب معظم أعمال العنف مثيرو شغب محليون، وفي بعض الأحيان عصابات، وأشخاص يحاولون استغلال الفرصة، بحسب الصحيفة التي استعرضت احتجاجات في أكثر من 140 مدينة وتحدثت إلى مسؤولين أمريكيين.
واعتقلت السلطات أكثر من 14 ألف شخص في 49 مدينة بمختلف أنحاء البلاد منذ 27 مايو الماضي، وفقاً لبيانات من الشرطة والتي تم تضمينها في تقارير وسائل الإعلام، بحسب «واشنطن بوست».
واعتُقل الآلاف بسبب جرائم ذات مستوى منخفض، بما في ذلك انتهاكات حظر التجول.
ولم تكشف قرابة 80 تهمة فيدرالية، بما في ذلك القتل وإلقاء زجاجات مولوتوف على مركبات الشرطة، عن أي دليل على وجود تآمر من قبل أنتيفا.
وحين طُلب من البيت الأبيض تقديم دليل على أي تورط لحركة أنتيفا، أشار أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية إلى تصريحات أدلى بها مسؤولون مثل بار ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، بأن الإدارة لديها ما يثبت ذلك. ولكن حتى الآن لم تكشف عن أي دليل.
نورنيوز-وكالات