معرف الأخبار : 44939
تاريخ الإفراج : 3/12/2020 12:42:28 PM
ايطاليا تجمّد أنشطة الحياة بسبب كورونا.. وهذا هو سرّ اكتساح الفيروس لها

بعد أن سجلت ۸۲۷ وفاة إثر الفيروس

ايطاليا تجمّد أنشطة الحياة بسبب كورونا.. وهذا هو سرّ اكتساح الفيروس لها

أعلن رئيس وزراء إيطاليا جوزيبيه كونتي، وقف جميع الأنشطة التجارية في البلاد، باستثناء متاجر المواد الغذائية والصيدليات، وذلك لمواجهة انتشار فيروس كورونا القاتل، وبدأ الفيروس رسميا في الانتشار بايطاليا يوم 20 فبراير.

وقال كونتي بهذا الصدد: "أقدر جميع الجهود (لمواجهة كورونا)، لكن حان الوقت لاتخاذ الخطوة التالية، وهي أن نغلق جميع الأنشطة التجارية ونقاط البيع باستثناء متاجر المواد الغذائية والصيدليات".

وأضاف أن جميع المطاعم والحانات في البلاد ستغلق، إلا أن خدمة التوصيل إلى المنازل ستبقى متاحة، كما أن خدمات النقل العام ومجموعة من الخدمات الأساسية ستبقى متاحة أيضا.

وأشار إلى أن المصانع ستبقى تعمل مع ضرورة اتخاذ جميع التدابير الوقائية المتاحة، كذلك دعا أرباب العمل إلى منح الموظفين إجازات، وتنظيم العمل من المنازل أي عن بعد، وإغلاق الأقسام غير الحيوية من المصانع.

وتطبق إيطاليا منذ 10 مارس إجراءات صارمة للحجر الصحي، التي تتضمن فرض قيود على حركة السكان، وذلك مع تسارع انتشار فيروس كورونا في إيطاليا، ووفقا لأحدث البيانات فإن عدد المصابين بالفيروس بلغ حتى الآن 12462 حالة.

ويعد وقف جميع الأنشطة التجارية، بما في ذلك المطاعم والحانات، إجراء "قاتلا" للقطاع التجاري في إيطاليا، التي تعد السياحة إحدى ركائز اقتصادها، ووصلت عائدات هذا القطاع في 2018 نحو 44.5 مليار دولار، وفقا لبيانات موقع ceicdata.

الصين ترسل أطباء لمساعدة إيطاليا

من جهتها أرسلت الصين التي تمكّنت من احتواء الفيروس القاتل وفدا مكونا من 7 أطباء لمساعدة إيطاليا على احتواء انتشار فيروس كورونا، بعد مكالمة هاتفية بين مسؤولين من البلدين.

ونقلت وسائل إعلام صينية، أن وزير الخارجية الصيني وانج يي، عرض على نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، تقديم مساعدات وإرسال فريق طبي لمكافحة انتشار المرض.

وقال دي مايو، إن بلاده تحتاج إلى معدات طبية، وأنها "تولي اهتماما كبيرا بالتجربة الصينية، وتتعلم منها".

وتقود منظمة الصليب الأحمر الصينية الفريق الصيني، الذي يضم خبراء من مركز مكافحة العدوى، أطباء متخصصين في أمراض الصدر من جامعة سيشوان الواقعة غربي الصين.

وفرضت إيطاليا حجر صحي على كامل البلاد، بعد أن سجلت 827 وفاة إثر الفيروس، ووصول عدد الإصابات إلى 10 آلاف و590 شخصا.

كما علقت السلطات الإيطالية هذا الأسبوع النشاطات الرياضية حتى 3 أبريل/نيسان المقبل، فيما أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الثلاثاء، إقامة الجولتين القادمتين من بطولة الدوري بدون جمهور.

وفي وقت سابق الأربعاء، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "وباء عالميا"، وذكرت أن الفيروس أصاب 118 ألف شخصا في 114 دولة، وتسبب في وفاة 4219 آخرين، لافتة إلى عدم تسجيل 81 دولة أي إصابات بالفيروس.

وتفيد إحصاءات غير رسمية، أنه حتى مساء الأربعاء، سجلت إصابة 125 ألفا و597 شخصا بكورونا، في 121 دولة وإقليما، وتسبب الفيروس في وفاة 4605 حول العالم.

سرّ اكتساح كورونا لإيطاليا 

60 مليون مواطن إيطالي يخضعون لحجر صحي وقت كتابة هذه السطور، بعدما ساءت الأحوال في البلاد جراء فيروس كورونا.

وتعتبر إيطاليا هي الدولة الأكثر تضررا من فيروس كورونا بعد الصين، وسط تساؤلات عن أسباب انتشار المرض في هذا البلد خاصة، حاول تقرير لمجلة "تايم" الأميركية إيجاد إجابة لها.

وفي أقل من شهر ارتفعت نسب الإصابة بفيروس كورونا من 3 حالات فقط إلى نحو 10،149 شخصا، فيما سجلت 631 حالة وفاة في 20 منطقة في مختلف أنحاء البلاد.

وبمعدل الوفيات هذا، تكون نسبة الوفاة جراء كورونا في إيطاليا قد تخطت حاجز الـ 10.7 بالمئة، وذلك بعد أن تضاعفت الإصابات في 8 مارس بنسبة 50 بالمئة.

وكانت إيطاليا قد اتخذت إجراءات مشددة لاحتواء المرض، إذ أعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في وقت متأخر من مساء الاثنين، الحجر الصحي ليشمل البلاد كلها، وتضيق الخناق على التنقلات وغلق الأماكن العامة.

وقد أدت هذه الإجراءات إلى تأثيرات واضحة على الاقتصاد الإيطالي، من بينها ركود في معدل النمو، فيما لم يعلن بشكل دقيق عن موعد إنهاء الحجر الصحي الشامل.

كيف انتشر الفيروس في إيطاليا؟

بدأ الفيروس رسميا في الانتشار يوم 20 فبراير، عندما خضع رجل عمره 38 عاما للفحص الطبي في مشفى بمدينة كودونو في إقليم لومباردي شمال إيطاليا، حيث تبين إصابته بكورونا أو كما يعرف بـ"كوفيد-19"، ليصبح بذلك أول إصابة رسميا في البلاد.

وفي غضون ذلك، قال مسؤولون إن الفيروس قد وصل إيطاليا قبل اكتشاف حالة هذا الرجل بمدة طويلة، بحسب الباحثة بقسم الأمراض المعدية في المعهد الإيطالي للصحة، فلافيا ريكاردو، في تصريحاتها لمجلة تايم.

وأضافت ريكاردو "ربما كان الفيروس قد انتشر لبعض الوقت، وقد هذا حدث في وقت ذروة الإصابة بالأنفلونزا، وكان يتم تشخصيهم بأعراض الأنفلونزا".

وقبل تسجيل الإصابة الأولى في إيطاليا، كان هناك عدد كبير من حالات الالتهاب الرئوي الحاد قد تم تسجيلها في مستشفى كودونو في شمال إيطاليا، بحسب ما صرح به رئيس جناح الطوارئ ستيفانو باجليا، لصحيفة "لا ريبابليكا" الإيطالية.

ويرجح باجليا أنه تم معالجة مرضى الفيروس على أنهم مصابين بأنفلونزا موسمية، وربما أصبحت المنشآت الصحية التي تستضيف هؤلاء المرضى، مواقع لنقل العدوى، مما ساعد على انتشار الفيروس بشكل واسع.

وتأثرت المناطق الشمالية الإيطالية مثل لومباردي، وفينيتو، وإيميليا-رومانيا، بالفيروس بشكل كبير، حيث تعد موطنا للنسبة الأكبر من إصابات الكورونا في جميع أنحاء البلاد بنسبة 85 بالمئة، بل موطن أكبر معدل وفاة بنسبة 92 بالمئة حتى الآن.

ولفت تقرير تايم إلى أن كورونا المستجد أو كما يعرف بـ "كوفيد-19"، قد انتشر في مناطق إيطاليا العشرين كلها بشكل مؤكد.

لماذا لدى إيطاليا معدل عالي من الإصابات والوفيات؟

يعتقد مسؤولون أن سبب ارتفاع معدل الإصابات بالكورونا يعود إلى أن انتشار الفيروس لم يكن مرصودا في بادئ الأمر.

وتعيد الباحثة فلافيا ريكاردو سبب ارتفاع معدلات الإصابة في إيطاليا إلى إن "الأمر قد بدأ ولم يكن ملحوظا، ومع مرور الوقت أدركناه، كان هناك الكثير من سلاسل انتقال (الفيروس) تحدث".

ويعقتد مسؤولون آخرون أن إيطاليا لديها عدد أكبر من الحالات مقارنة بأوروبا، نظرا لإجراء الحكومة فحوصات صارمة لكشف المرض، مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، حيث تم فحص 42 ألف شخص.

وبحسب المعهد الوطني للصحة، فإن إيطاليا لديها نسبة كبيرة من الوفيات بسبب الكورونا، نظرا لأن إيطاليا لديها المعدل الأكبر من كبار السن في قارة أوروبا.

وكانت دراسات قد أشارت إلى أن أكثر فئة عمرية معرضة للإصابة بالفيروس هي المتخطون حاجز الستين، فيما تصبح نسبة الوفاة أكبر لمن تخطى الثمانين.

هل كانت الحكومة الإيطالية جاهزة؟

كان تفشي كورونا في إيطاليا مفاجأة للجميع، وذلك في ظل التدابير الصارمة التي فرضتها إيطاليا لحماية نفسها من الفيروس.

وقبل شهر من رصد أول إصابة، كان وزير الصحة الإيطالي قد كون وحدة لمكافحة الكورونا، فيما كانت إيطاليا أول دولة تحظر السفر من وإلى الصين.

ويرى خبراء أن حظر السفر قد شجع بعض المسافرين على الدخول في رحلات متصلة دون الكشف عن بلد المغادرة، فيما يعتقد آخرون أن المرض قد انتشر قبل أن تتخذ الحكومة إجراءات الوقاية، حيث انتشر بشكل غير مرصود في أنحاء البلاد.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی