نورنيوز- سلوك المسؤولين الأمريكيين يظهر أنهم يعتزمون استخدام موقف وقدرات حلفائهم الدوليين الآخرين لتحقيق الاستقرار في معادلات الحرب في أوكرانيا وانعدام الأمن في أوروبا الشرقية.
يتم توجيه جزء من هذا النهج إلى الظروف الحالية لساحة المعركة وجزء آخر موجه إلى الدراسة المستقبلية للعلاقات بين واشنطن وحلفائها في النظام الدولي.
على هذا النحو يخطط الأمريكيون لإلقاء جزء من تكاليف لعبتهم الخطيرة في أوكرانيا على كاهل حلفائهم في المستقبل ويطلبون منهم تجنب النظرة قصيرة المدى لأزمة أوكرانيا.
وتقول بعض المصادر المطلعة في هذا الصدد: تسعى الولايات المتحدة وهي أحد الموردين الرئيسيين للذخيرة الحربية للجيش الأوكراني، للحصول على مادة تي إن تي من اليابان لمدافع البلاد عيار 155 ملم لمواجهة القوات الروسية.
على الرغم من أن قوانين التصدير اليابانية لا تسمح للشركات اليابانية بتصدير بعض المواد العسكرية، وخاصة المواد المميتة ولكن يبدو أنه في خضم نقص الذخيرة، وجدت أمريكا وحلفاؤها حلاً لتمكين بيع مادة تي إن تي!
وقال مصدر مطلع على المفاوضات بين واشنطن وطوكيو بشأن توريد مادة تي إن تي لأوكرانيا لرويترز "لدى أمريكا طريقة خاصة لشراء متفجرات من اليابان" في إشارة إلى حساسية القضية.
في الوقت نفسه الذي تستضيف فيه اليابان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هذا الأسبوع، أكد مصدر مطلع آخر الأخبار الأخيرة في محادثة مع رويترز.
وفقًا للمصدر الثاني أبلغت طوكيو واشنطن أن اليابان مسموح لها ببيع مادة تي إن تي الصناعية لأن المتفجرات ليست مجرد منتج عسكري.
وفقاً لذلك؛ تريد واشنطن ربط شركة يابانية بسلسلة توريد تي إن تي بحجة إمداد الجيش الأمريكي بالمتفجرات.
من خلال هذا الإجراء، يمكن لأمريكا أن تضع المتفجرات في قذائف مدفعية من عيار 155 ملم وترسلها أخيرًا إلى أوكرانيا.
على الرغم من أن واشنطن وطوكيو لم ترد بعد على علاقة اليابان بسلسلة التوريد الخاصة بـ مادة الـ تي ان تي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية ردا على رويترز؛ أمريكا تعمل مع شركائها لتوفير الذخيرة التي يحتاجها الجيش الأوكراني للدفاع عن هذا البلد!
في الواقع ان مايجري يتمحور حول انه، لا تزال السلطات الأمريكية غير قادرة على قياس الواقع الحالي للحرب في أوكرانيا، وقد تسببت هذه القضية في قلق خبراء استراتيجيين مثل كيسنجر وحتى فوكوياما.
بالطبع امتد هذا الارتباك الاستراتيجي أيضًا إلى حلفاء أمريكا، وفقدوا أيضًا القدرة على حساب عواقبهم الاستراتيجية والتكتيكية والسلوكية فيما يتعلق بالتطورات الحالية في حرب أوكرانيا.
تنطبق هذه القاعدة أيضًا على الجهات الفاعلة مثل اليابان المتورطة في الأزمة الأوكرانية من خلال نقل الأسلحة ، حتى لو تم تحقيق السلام والتوصل إلى اتفاق سياسي بين كييف وموسكو، فإن العلاقات المستقبلية لهذه الجهات الفاعلة مع روسيا سترزخ تحت ضغوط كبيرة.
نورنيوز