معرف الأخبار : 137520
تاريخ الإفراج : 3/18/2023 1:42:43 PM
الإتفاق بين ايران والسعودية.. أي الروايات صحيحة؟

الإتفاق بين ايران والسعودية.. أي الروايات صحيحة؟

التطورات في العلاقات بين إيران والسعودية هي نتيجة ما يقرب من عامين من الحوار والتشاور المستمر، مما يمثل عملية متوازنة ستفضي بطبيعة الحال إلى مصالح المنطقة بأسرها.

نورنيوز- يوم الجمعة 10 آذار/ مارس، أحدث خبر بشأن توصل إيران والسعودية الى اتفاق حول استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتي البلدين، صدمة كبيرة في كافة الدوائر الإعلامية والإخبارية في العالم. نظرًا لأبعاد هذا التطور السياسية والأمنية والاقتصادية المهمة جدا وتأثيرها على تغيير المعادلات الاستراتيجية في المنطقة والنظام الدولي.

نظرا للمكانة الخاصة ودور المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية في المعادلات الإقليمية والعالمية، فضلا عن الآثار المدمرة لتدهور العلاقات بين البلدين في السنوات السبع الماضية على التطورات في المنطقة وفي العالم الإسلامي، أعقب خبر الاتفاقية موجة واسعة من الترحيب من قبل الدول والمؤسسات الدولية.

حول ماذا ولماذا وكيف يكون هذا الحدث تحولاً كبيراً على الساحة الدولية؟ هذه جملة الأسئلة التي تناولتها وسائل الاعلام المحلية والدولية هذا الأسبوع، والتي يجب تقييمها وفقًا لما حدث بالفعل.

أحد هذه الأنواع من التحليلات، والذي ركز على التقليل من أهمية الاتفاقية، وإظهار البيانات والنتائج بطريقة غير متوازنة لا سيما إعطاء الكثير من التنازلات للسعودية من قبل إيران لتحقيق الاتفاق، تلاه صدى كبير نسبيًا.

بتعبير أدقّ في هذه التحليلات، تُروى القصة بطريقة تجعل إيران مضطرة للتراجع عن استراتيجيتها بسبب الظروف الداخلية من وجهة نظر مواجهة الحركات الاحتجاجية، وثانيًا بسبب الظروف التي أوجدتها الدول الغربية في الساحة الدولية من قبيل الضغوط لإرغام ايران على تقديم تنازلات بحسب ما تم زعمه في تلك القراءات الخاطئة.

هذا على الرغم من حقيقة أن الحقائق الميدانية الداخلية والخارجية في مختلف الأبعاد السياسية والجيوسياسية والأمنية والدبلوماسية وحتى الاقتصادية الحاصلة في ايران، لا سيما فيما يتعلق بتبني الحكومة الثالثة عشرة لاستراتيجية "التطلع إلى الشرق والجوار" تظهر تماما خلاف ما تزعمه تلك التحليلات والتكهنات.

في الحقيقة؛ كان هذا هو موقف الشعب الايراني ضد أعنف حرب عالمية مشتركة، والتي من خلال تعزيز "قوة العمل"، وضعت البلاد في وضع يسمح لها بالدخول في هذه العملية من موقع مقتدر.

وبشأن ما حدث الآن ويحدث من ضمن تطورات أكبر بشكل سريع ودقيق في مجال السياسة الخارجية للبلاد، يجب أن نلاحظ بعض النقاط الإستراتيجية:

أولاً: على طول هذا المسار، فإنه يقوم كليا على المبدأ الثابت المتمثل في "توفير أقصى قدر من المصالح والأمن القومي" وكما تظهر الحقائق الميدانية، فإن أي تحليل يعبر عن شيء آخر غير هذا هو بالتأكيد غير دقيق ويعتمد على بيانات خاطئة.

ثانيا: لقد تم تحقيق التطورات المذكورة أعلاه في إطار عملية متوازنة وستفيد المنطقة بأسرها بطبيعة الحال.

ثالثاً: الاتفاق بين إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل طبيعي لا يعني تغيير الاستراتيجيات الأساسية وإضعاف أدوات القوة لدى أي من الجانبين، باستثناء أنه جرى تغيير مسار العلاقات الثنائية بين البلدين من مسار "العداء والصراع" إلى مسار "التعاون والتوازن".

رابعاً: في الاتفاقية المذكورة أعلاه على الرغم من عدم إعطاء الأولوية للحالات الإقليمية، نظرًا للدور الخاص والموقع الخاصين بالبلدين في الساحة الإقليمية والدولية، فإن تحسين العلاقات بين طهران والرياض سيكون له تأثير طبيعي على الحد من التوترات القائمة و زيادة الاستقرار في المنطقة.

خامساً: إن الدور الفعال للصين كطرف ثالث من هذه الاتفاقية والعنصر الميسر نقل رسالة إلى الغرب مفادها أنه يمكن حل النزاعات الآسيوية من خلال الحوار دون تدخل الجهات الغربية.

يمكن أن يكون هذا الحدث أساسا جديدا لتشكيل نظام إقليمي جديد، خلافاً لرغبات النهج الأحادي الذي تتزعمه أمريكا وحلفائها، وستحكم العلاقات بين دول المنطقة ظروفًا مختلفة تماما بناءً على ذلك.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی