معرف الأخبار : 127188
تاريخ الإفراج : 1/30/2023 6:35:41 PM
موقف أذربيجاني غير بنّاء إزاء حادث السفارة!

خاص نورنيوز...

موقف أذربيجاني غير بنّاء إزاء حادث السفارة!

كان من المتوقع أن يكون رد فعل الحكومة الأذربيجانية على هذا الحادث هو حل المشكلة، لكن المواقف غير الدبلوماسية التي يمكن أن تستخدمها وسائل الإعلام المعارضة لتوجيه العلاقات بين البلدين نحو زيادة التوتر لن يكون لها بالتأكيد تأثير بناء.

نورنيوز- تحوّل ردّ فعل باكو المُتسّرع على تعرّض السفارة الأذربيجانية في طهران لهجوم مسلح يوم الجمعة، والتطورات المتسارعة التي تلت الهجوم، ورغم اعتراف المهاجم بارتكاب هذا العمل بدوافع شخصية، الى لقمة سائغة بفمّ وسائل الإعلام التي تناولت ما يحصل على أنه مؤشّر على أن البلدين غير معنيين بمواصلة العلاقات الحميمة بينهما.

حيث أن النبرة المستخدمة في موقف بعض المسؤولين في جمهورية أذربيجان، الذين كان من المتوقع أن يسعوا لتهدئة الأجواء، تسببت بالفعل في تصعيد التوتر وظهور تحديات جديدة.

رغم ذلك، تشير جميع الأدلة والبراهين المتوفّرة، بما في ذلك اعترافات المهاجم إلى أن الدافع وراء هذا العمل كان شخصيا دون أدنى شكّ، وبالتالي فإن استخدام عبارات كاذبة مثل حادث إرهابي أو مخطط له من قبل السلطات الأذربيجانية، أمر غير مقبول على الإطلاق.

كل ما في الأمر أنه نظرا للأهمية التي توليها للعلاقات بين البلدين، تابعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الفور هذا الحادث على أعلى مستوى وأعربت عن أسفها، ولم تتوقف عن اتخاذ أي إجراءات لمعالجة الجرحى وتكريم الدبلوماسي المقتول، وتخفيف معاناة موظفي السفارة وعائلاتهم.

من ناحية أخرى؛ وبحسب تصريح المهاجم، فقد قام قبل ارتكاب هذه الجريمة بزيارة سفارة جمهورية أذربيجان عدة مرات لمعرفة حالة زوجته ولم يتلق أي رد، كما لم تستجب السفارة للطلب الكتابي الذي أرسلته وزارة الخارجية الإيرانية لتحديد حالة زوجة المهاجم.

كان من المتوقع أن يكون رد فعل الحكومة الأذربيجانية على هذا الحادث هو حل المشكلة، لكن المواقف غير الدبلوماسية التي يمكن أن تستخدمها وسائل الإعلام المعارضة لتوجيه العلاقات بين البلدين نحو زيادة التوتر لن يكون لها بالتأكيد تأثير بناء.

على سبيل المثال؛ منذ مدّة ليست بالبعيدة خلال الهجوم الإرهابي على مرقد شاهشراغ (ع) في شيراز، والذي أدى إلى استشهاد عدد من مواطنينا، على الرغم من أن العديد من الإرهابيين وأنصارهم كانوا يحملون جوازات سفر أذربيجانية، لم تحاول الجمهورية الاسلامية الايرانية أبدا ربط هذه الحادثة بوجود تنسيق بين الإرهابيين والحكومة الأذربيجانية.

من ناحية أخرى؛ إن انسحاب الدبلوماسيين الأذربيجانيين من إيران وتعليق أنشطة التمثيل السياسي الأذربيجاني في طهران، وهو ما لا يعني بالطبع قطع العلاقات، وفي الوقت الذي يعتبر أنه عمل غير مبرر، هو أشبه بمحاولة لخلق جو دعائي ضد إيران.

لطالما رحبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالعلاقة الحميمة مع جمهورية أذربيجان حكومة وشعبا، وعلى الرغم من بعض الخلافات في الرأي حول الإجراءات السياسية والأمنية والإعلامية لهذا البلد، لا سيما نشاطات الكيان الصهيوني على الحدود الشمالية لإيران (في الأراضي الأذربيجانية)، إلاّ أن مواقف باكو المتسرّعة قد تتجه بالعلاقات نحو الإنهيار.

ورغم عدم وجود أي تغيير في سياسة إيران الاستراتيجية تجاه جمهورية أذربيجان وفي الوقت الذي تعمل فيه طهران دائما على تحسين العلاقات الشاملة مع باكو، ينبغي على حكومة جمهورية أذربيجان أن تولي اهتماما وثيقا وعادلاً لجذور الحادث المأساوي للهجوم المسلح على سفارة هذا البلد، بدلاً من الخوض في زيادة حدّة التوتر.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك