معرف الأخبار : 122448
تاريخ الإفراج : 12/29/2022 10:59:46 AM
مسؤول ايراني: الامريكان استبدلوا قواتهم بقوات بديلة تقاتل نيابة عنهم في أفغانستان

مسؤول ايراني: الامريكان استبدلوا قواتهم بقوات بديلة تقاتل نيابة عنهم في أفغانستان

اكد الممثل الخاص لرئيس الجمهورية في شؤون أفغانستان "حسن كاظمي قمي"، ان الامريكيين بعد احتلال افغانستان لمدة 20 عاماً هزموا واضطروا الى اخراج جنودهم من هناك، مشيراً الى ان الامريكيين خططوا لاثارة الفوضى في افغانستان بعد خروجهم منها، وجعلوها مرتعاً لانتاج المخدرات.

وكشف كاظمي قمي لقناة العالم، ان الهدف من المسرحية التي مثلها الاميركيون خلال خروجهم من افغانستان هو الايحاء بان الفوضى ستعم البلاد.

واضاف، ان الهدف الامريكي من احتلال افغانستان هو التحكم والسيطرة على المنطقة المحيطة بهذا البلد، واكد ان الامريكان خططوا لنقل داعش الى افغانستان واغتالوا قدامى المجاهدين الافغان، كما ان انتاج المخدرات قد ارتفع في افغانستان الى خمسة اضعاف خلال تواجد الامريكان في البلاد.

وشدد الممثل الخاص لرئيس الجمهورية في شؤون أفغانستان، على ان ايران تدعم وتمد يد المساعدة لافغانستان من خلال الشعب لتسهيل ايجاد حكومة تتمتع بشعبية واسعة وانها تشجع طالبان على ذلك، مشيرا الى ان السياسة الايرانية تجاه افغانستان تنطلق من مواقف قائد الثورة الاسلامية عندما دعا الى مساعدة الشعب الافغاني.

واعتبر كاظمي قمي ان التعاون مع طالبان لايعني تاييد كافة الاجراءات التي تقوم بها الحركة، كما لفت الى ان المسؤولين في طالبان وعدوا في بحث موضوع دراسة الفتيات في الجامعات.
واليكم فيما يلي نص المقابلة..

اسباب خروج الامريكان والتخطيط له

وقال كاظمي قمي، ان الامريكيين بعد احتلال افغانستان لمدة 20 عاماً هزموا واضطروا الى اخراج جنودهم من هناك، مشيراً الى ان الامريكيين خططوا لاثارة الفوضى في افغانستان بعد خروجهم منها.

واضاف كاظمي قمي: بكل صراحة ان الامريكيين بعد عشرين عاماً من احتلال افغانستان، هزموا امام مقاومة الشعب الافغاني واضطروا الى اخراج جنودهم من هذا البلاد، وهناك نقطة ان الهزيمة الامريكية من افغانستان والعراق، كان في اطار مشروع خطط له بعد ان تلقوا الهجمات واضطروا الى الخروج من افغانستان، في وقت كانت البلاد تعاني من اضطرابات امنية.

واوضح كاظمي قمي، اذا اردنا تقييم عشرين عاماً من الاحتلال الامريكي لافغانستان، كان الامريكان يقولون انهم انفقوا الفي مليار دولار، ونتيجة هذا الاحتلال والانفاق الباهظ تحولت افغانستان الى خراب ودمار للبنى التحتية والاقتصادية، مشيراً الى ان الكثير من الافغان ونتيجة قلقهم من الاوضاع غادروا البلاد، وان الاميركيين خططوا لنقل داعش الى افغانستان واغتالوا قدامى المجاهدين الافغان الذين تصدوا للاحتلال السوفيتي.

جعل افغانستان مرتعاً لانتاج المخدرات وتدمير بنيتها التحتية

واكد، ان هناك قضية مهمة وهي قضية انتاج المخدرات، فقد اصبحت افغانستان مرتعاً للمخدرات بعدما تعهد الامريكان انهم يريدون ان يجعلوا هذا البلد آمناً، غير ان نسبة انتاج المخدرات قد ارتفعت الى خمسة اضعاف مما كانت عليه افغانستان قبل الاحتلال، بمعنى قبل الاحتلال كان اقصى حد وصل فيه انتاج المخدرات الفي طن وبعد خروج الامريكان وصل الى اكثر من 10 آلاف طن، مؤكداً ان المافيات التي كانت تشارك في تهريب المخدرات كانوا من الامريكان.

وتابع يقول: ان اكبر الجرائم التي ارتبكها الامريكان في افغانستان هي زيادة المدمنين على المخدرات، والان حوالي 10 بالمائة من سكان افغانستان اصبحوا مدمنين على المخدرات، في حين قبل الاحتلال لم تكن مثل هذه الظاهرة موجودة، مضيفاً، ان البنية التحتية الاقتصادية قد تم تدميرها تدميراً شاملاً حتى ان حفلات الاعراس بدلوها الى احزان، اضافة الى نقص حاد في الكهرباء تاركين البلاد دون التقدم صناعياً او خدمياً ، مشيراً الى ان هذه الاحصائية صغيرة ما فعله الاحتلال الامريكي بافغانستان.

مناورة ودعاية امريكية

واعتبر كاظمي قمي، ان خروج الامريكان من افغانستان كانت نوعا من المناورات التي قاموا بها وخططوا لها لكي تكون دعاية طريقة هروع بعض الافغان الى التمسك بالطائرات الامريكية، كي يفهم ان خروجهم هذا قد اوجد الهلع والذعر لدى الافغان بانهم سيواجهون قلقاً من نشوء ظاهرة الارهاب، وانهم يريدون ان يظهروا ان الامريكان لو بقوا في افغانستان فان الشعب الافغاني لن يواجه العنف والقتل، مشدداً على ان الامريكان مارسوا الحرب النفسية هذه كي يظهروا ان لجوء الافغان اليهم، دليل على ان الامن قد انعدم في البلاد.

واضاف، خلال فترة الاحتلال الامريكي لافغانستان كان بعض الافغان يشاركون في الحكم الافغاني واخرون كان يتعاونون مع قوات الناتو، وبعد خروج الامريكان ودخول حركة طالبان، هؤلاء الذين تعانوا مع الامريكيين ضد القوات الجهادية، كانوا قلقين من أن مجيء طالبان فانهم سيواجهون المشاكل معها، والقضية الاهم كانت تلك القضية الاساسية في أن تواجد القوات الأمريكية تلوح بأجواء نفسية لتؤكد انهم اذا خرجوا من أفغانستان يمكن أن ينعدم الأمن ويأتي العنف وهذا ما ظهر في بعض المشاهد، وأكد كاظمي قمي أن تلك الخطوة التي اتبعتها الامريكان كان لها هدف هو ايجاد نوع من الهلع واظهار بانهم اذا ما بقوا في أفغانستان فستصبح آمنة.

واوضح، أن الأمريكيين لم يخرجوا فجأة من افغانستان كونهم توافقوا على أن طالبان التي كانت على اسوار كابول كانوا يتابعون الحوار الأفغاني الافغاني من اجل تهيئة اجواء انتقال السلطة اليهم.

نقل الدواعش والتكفيريين الى افغانستان

وفيما إذا كان الشعب الأفغاني قد شعر بالاطمئنان نفى كاظمي قمي ذلك، وقال ان الظروف التي احتل فيها الأمريكيون أفغانستان وعند خروجهم منها ما هي بالمختصر المفيد ان الامريكان عجزوا عن احلال الأمن في أفغانستان وعندما ارادوا الخروج من أفغانستان فهو بسبب انعدام الأمن، اضافة الى أن الامريكان قبل فترة كانوا قد أقدموا على خطوة بأن جاؤوا بالجماعات التكفيرية الداعشية.

وحول هزيمة القوات التكفيرية في سوريا والعراق من قبل قوات المقاومة وبعد هزيمتهم من قبل الشعب العراقي والسوري وتحت لواء قيادة القائد الجليل الشهيد الحاج قاسم سليماني وعلى أعتاب الذكرى السنوية الثالثة له وبعد هزيمتهم هناك، قال: ان احدى الخطوات الأمريكية التي قامت بها في حينها هي نقل القوات الداعشية الى أفغانستان، وهذا ما تم مشاهدته قبل بضعة اشهر من خروجهم، فجماعة داعش الذين أتوا من سوريا الى العراق كانت قبل سنتين واكثر في باكستان وجاؤوا بها الى أفغانستان، معتبراً ان ظاهرة داعش كانت مهمة باعتبارها أزمة امنية لافغانستان والأزمة الثانية التي كانت في افغانستان هي الأزمة الاقتصادية.

الامريكان استبدلوا قواتهم بقوات بديلة تقاتل نيابة عنهم

واضاف، على مدى العشرين عاما لم يفعل الامريكيون فيما يخص الاقتصاد شيئاً بل انهم دمروا البنى التحتية الاقتصادية، وبعد ان جاءت طالبان ظهرت ظاهرة انعدام الأمن وظاهرة الازمة الاقتصادية والمعيشية للناس وقضية نقل الدواعش للعلن، اضافة الى ذلك فان الامريكان الذين جاؤوا الى افغانستان عزلوا قواتهم العسكرية وأخرجوها من البلاد، في الحقيقة استبدلوها بقوات بديلة تقاتل نيابة عنهم بشكل أو بآخر وحافظوا على التواجد العسكري والاستخباري المخفي.

وتابع كاظمي قمي يقول: ان القوات الموجودة المقاومة في الميدان لم تعد قوى جهادية وان القوة الوحيدة الموجودة في الساحة كانت طالبان، وأنه من الطبيعي عندما جاءت طالبان استقرت في كابول واستلمت الحكم واجهت الظروف المتأزمة، مشيراً الى انه منذ بداية الهزيمة الأمريكية سعى الأمريكيون في ان تكون الكثير من الاشتباكات القومية تجتاح افغانستان، وجعلوها على رأس جدول اعمالهم وبعض الخطوات التي قام بها الأمريكيون جاؤوا بجزء من القوات العسكرية السابقة أولئك الذين هم دربوهم بأنفسهم وأخذوهم معهم الى أمريكا اعادوا تنظيمهم وهذا يعود الى أن الأمريكيين على الرغم من أنهم خرجوا فهم يريدون اعادة التنظيم ثانية الى أفغانستان كي تكون أفغانستان غير آمنة وغير مستقرة.

هدف الامريكان المشؤوم من احتلال افغانستان

وقال كاظمي قمي أن الأمريكيين -كما تتذكرون- عام 2001 قد جاؤوا واحتلوا أفغانستان بذريعة انهم يريدون مكافحة الارهاب، لكن هدفهم الرئيسي من احتلال افغانستان هي أن يتمكنوا من السيطرة على الدول المحيطة بها، وجاؤوا الى العراق بذريعة الكشف عن أسلحة الدمار الشامل وكانت القضايا التي طرحوها على صدّام أن مجيئهم كان من أجل تشكيل شرق أوسط جديد، كانت تخطط له أمريكا، فأول ذريعة لاختيارهم أفغانستان هي وجود الارهاب وتنظيم القاعدة وان القاعدة هي جاءت بعد حادثة 11 سبتمبر، وهؤلاء كانوا في العراق حيث تتلاقى في افغانستان 3 حضارات تنافس أمريكا هي الكنفوشيسية الصينية والفارسية والارثوذكسية الروسية، فكانت امريكا في تنافس دائم مع تلك الحضارات.

واضاف، في اليوم الذي خرج الامريكان من أفغانستان تكبدوا تكاليف باهظة لم تتمكن من تحملها وتلك الاهداف التي كانوا يريدون تنفيذها في افغانستان هي ألا تتدخل روسيا أو الصين أو الجمهورية الاسلامية، فهم مازالوا يتابعون هذا الأمر حتى اليوم من خلال الاحتلال والحضور العسكري كانت يقومون بهذه المهمة من خلال الحروب بالوكالة، فهم جاؤوا بداعش التي تكفر الجميع وكنا نشاهد في جامعة الموصل بانهم قتلوا في يوم واحد 1200 طالب جامعي وبهذه الحرب النيابية تفعله امريكا هذا العمل في افغانستان.

تأجيج الحروب القومية من اجل تحقيق اهداف امريكية

واكد كاظمي قمي، أن احدى المتغيرات في أفغانستان التي نشاهدها هي "طالبان"، حيث نشاهد أن داعش قد التئمت وان الأمريكيين يريدون أن يأخذوا أموال هذا الشعب وان يحرروا ويأخذوا الدواعش ليعيدوا تنظيمهم ويأججوا الحروب القومية لكي تتحقق الأهداف الأمريكية فهم يريدون تلافي خسائرهم السابقة دون تحمل تكاليفها. ومن هذا المنطلق فان سياسة أمريكا في أفغانستان تتمثل في انعدام الأمن في أفغانستان وبالمقابل فان جمهورية ايران الاسلامية تريد الأمن والاستقرار في أفغانستان.

وأشار كاظمي قمي الى أن طالبان تعتقد انها جاهدت 20 عاما في مواجهة المحتلين وانها تستحق استلام الحكم في أفغانستان والسيطرة عليه وبالتالي يكون نوع تعيين الحكومة في يدهم بعقيدتهم الحنفية التي يحملونها كما يصرون على هذه النقطة، في حين أننا اليوم نرى في افغانستان من الناحية الاجتماعية والتنوع الثقافي والمذهبي موجود على مدى الـ16 شهرا الماضية لسيطرة طالبان على الحكم، ونظراً لاعتبار حقوق الاقليات والمذاهب الاخرى هذه تعتبر قضايا كلية ويجب ان تطرح مع طالبان ومناقشتها معهم.

اسباب الدعم الايراني لافغانستان

وقال كاظمي قمي: ان سياسة ايران ترغب في استمرار دعمها للشعب الافغاني ومساعدته لاحتلال الامن والسلام من خلال ايجاد حكومة ذات قاعدة شعبية عريضة، وهذا ما تم تطبيقه في العراق بالرغم من المحتلين كانوا متواجدين ولا يريدون ان تجري اي انتخابات، غير ان الجمهورية الاسلامية في اطار دعمها للشعب العراقي والقادة السياسيين والمرجعية الدينية، قدمت المساعدة في ارساء اجواء آمنة لانتخابات وتشكيل حكومة شعبية.

واوضح كاظمي قمي، ان ايران مارست هذا الدور ايضاً في افغانستان وقدمت المساعدة، غير انها واجهت الكثير من الازمات الاقتصادية والهجرة والتدخلات الامريكية وقضية الارهاب وتدمير البنية التحتية للبلاد، ولان ايران تسعى لمواجهة هذه المشاكل يجب تشكيل حكومة افغانية شاملة تشارك فيها كل القوميات كما تحاول الى تشجيع طالبان على ذلك.

ولفت كاظمي قمي الى ان سياسة الجمهورية الاسلامية في ايران هي منبثقة من توصيات قائد الثورة الاسلامية واستبدلت الى سياسة عبر مجلس الاعلى للامن القومي، مشيراً الى ان كلام سماحة آية الله السيد علي خامنئي قد اختصرها في جملة حيث قال: ان الحكومات تأتي وتذهب والمهم بالنسبة لنا هو الشعب الافغان ودعمه، وعلى 43 عاماً منذ تشكيل الجمهورية الاسلامية كانت ولا تزال الى جانب الى الشعب الافغاني، دون النظر الى من يكون على رأس السلطة، وعلى ضوء ذلك تتحرك ايران ضمن هذا الاطار.

واضاف، ان طالبان اصبحت امراً واقعياً في السلطة ويريدون ان يحافظوا عليها، وان الجمهورية الاسلامية من اجل حماية شعبها تتعامل مع طالبان ايضاً، معتبراً انه بدون هذا التعاون وفي ظل الاعداء المتربصين بالمنطقة فان الاجواء في افغانستان ستكون متأزمة ويتزعزع الامن والاستقرار، وتزداد الازمة الاقتصادية وحقوق الانسان ومكافحة الارهاب اكثر سوءاً.

واوضح، ان المجتمع الدولي ودول الجوار لافغانستان ودول المنطقة تؤكد ان افغانستان يجب ان تتمتع بحكومة ذات قاعدة عريضة، وهذا ما يفسر اسباب الدعم الايراني لهذا البلاد.

موقف ايران من منع طالبان الفتيات من الدراسة 

واعتبر كاظمي قمي بان موقف الجمهورية الاسلامية ازاء منع طالبان الفتيات من الدراسة في الجامعات، هو موقف واضح المنبثق من الشريعة الاسلامية وتسعى جاهدة الى مناقشة هذا الموضوع مع طالبان باعتبار ان التعليم ليس مقتصراً على الرجال فقط، اضافة الى مكانة المرأة في تطور المجتمع، مؤكداً ان هناك ايران اجرت حواراً مع مسؤولي طالبان شددت على هذه النقطة وقالت لهم ان قضية تعليم الفتيات ليست مسألة بان الامريكان الذين تعتبرهم طالبان كفار، هم الذين يطالبون بضرورة تعليم الفتيات، بل انه موضوع لافت يهم الجميع حتى في خطب الجمعة قد اكدوا على ذلك، وكذلك شيخ الازهر قد اكد على ذلك.

وقال كاظمي قمي: انه شاهد خلال زيارته الاخيرة لكابول ان بعض المسؤولين في طالبان اكدو له انهم يفكروا في حل هذه القضية، وانه لمس ذلك بشكل واضح في كلامهم، معتبراً ان هذا الامر عاجلاً أم آجلاً باعتبار ان منع الفتيات لم يكن امراً محموداً.

واضاف، انه من المقرر ان يتسلم منصب السفير الايراني الجديد لسلفه امينيان بعد انتهاء فترة مسؤوليته قبل ثلاثة اعوام، مشيراً الى ان ما يشاع في وسائل الاعلام لا صحة لها، وان السفير السابق اعلن منذ عام يريد العودة الى ايران بسبب ظروف خاصة به، غير انه اكمل فترة تسلمه للمنصب وانه سيعود الى البلاد في الموعد المقرر.

حصة ايران من مياه نهر هيرمند

وحول موضوع بناء السد على نهر هيرمند ومعارضة ايران ومطالبتها بحصتها المائية، اكد كاظمي قمي، ان معاهدة تقسيم مياه نهر هيرمند عام 1972 قد تم توقيعها من قبل رئيسي وزراء البلدين، حيث تم التأكيد في تلك المعاهدة على ان كمية الامطار الطبيعية تبلغ 120 مليون متر مكعب يجب ان تدخل ايران، ولكن مع الاسف على السنوات الاخيرة قامت الحكومة الافغانية بخطوة بانشاء سد كمال خان، وحرفت المياه الى منطقة كلزر المالحة، مشيراً الى ان احداث السد على مدى سنوات لم يعد بالنفع الى افغانستان، وبعد مجيء طالبان الى الحكم اكدوا على التزام بحق المياه وتوفير حصة ايران من ذلك، لكن واقع الامر فان حصة المياه التي كانت تدخل الى ايران مقارنة بالنسبة الموجودة في المعاهدة تختلف كثيراً حيث وصلت الى 27 مليون مترمكعتب فقط، في حين ان الحجم الكبير من المياه تذهب هدراً الى منطقة قاحلة.

واضاف، ان هناك مفاوضات ايرانية جرت مع مسؤولين طالبان طرح خلالها المختصين ان هذا السد لم يصنع له نوافذ، واذا ما ارادوا فتحها فيمكن ان يتضرر هذا السد بمعنى ان هناك مشاكل فنية وتركوه بهذه الصورة، ولهذا فان الكثير من المياه ذهبت هدراً ولا تدخل ايران، ومن الضروري رفع اشكالية حرف المياه، معرباً عن امله انه في السنوات القادمة ان تحصل ايران على حصتها المتفق عليها، مشيراً الى ان المسؤولين في طالبان قد اعربوا عن اسفهم.

واشار الى ان سكان ولاية نيمروز القريبة من السد قد تضرروا من هذا السد وايضاً محاصيلهم كثيراً لان مياه السد لم تكن تروي اراضيهم، اضافة الى الاهوار الموجودة هناك قد اوجدت بعض المشاكل البيئية، واعرب عن أمله بان تحل هذه المشكلة سريعاً.

ما وراء تدفق اللاجئين الافغان الى ايران؟

وحول تدفق اللاجئين الافغان الى ايران، قال كاظمي قمي، انه تم هذه القضية مع حركة طالبان، وان هذه المسألة لم تكن حديثة العهد، بل هي مشكلة ظهرت قبل طالبان، وبعد ومنذ مجيء طالبان ارتبعت نسبة المهاجرين الاخوة الافغانيين الى ايران وهذه نقطة يجب الالتفات اليها بسبب الظروف الاقتصادية والامنية لم تكن جيدة، اضافة الى عدم ايجاد طالبان بحلول اقتصادية للشعب الافغاني.

واضاف، ان الاقتصاد الافغاني واجه تحديات كبيرة وهذا يعود الى هذه القضية، لأن قبل وصول طالبان الى السلطة كانت تصل ميزانية المساعدات العالمية 13 مليار دولار في حين منذ ان جاءت طالبان الى السلطة المساعدات التي قدمت لها كانت حوالي 3 مليار دولار، وهذا يدل على ان اكثر من 70 في المئة من المساعدات الدولية قد انخفضت، وبالتاكيد ستشكل هذه مشاكل اقتصادية، معتبراً ان المشاكل الاقتصادية هي التي تجر الامور الى الارهاب. واوضح، ان حقيقة الامر في افغانستان ان الامن والسلام لم يكن يستتب، ولهذا لا نتوقع من الافغان ألا يهاجروا من بلادهم الى دول الجوار.

علاقات طالبان مع دول الجوار

وحول ميول حكومة طالبان تجاه ايران، اضاف السفير الايراني قائلاً: اليوم طالبان ومن اجل ان تبقى في السلطة وتثبت قوائمها في السلطة، فمن الطبيعي يجب ان تقوم ببعض الخطوات، اول خطوة اعتقد انها مهمة هي ضرورة كسب ثقة الشعب والثقة والوطنية، واذا ما تمكنت طالبان من كسب هذه الثقة فمن الطبيعي ان يأتي بعدها الاعتراف الدولي بها، ولهذا تسعى طالبان جاهدة ان يكون هناك نوعا التنمية من التعامل على مستوى علاقاتها الخارجية ولم يكن لديهم اي خطوط حمراء في هذا المجال وان يقوموا بالتعامل والتفاهم مع الاميركيين وهم يتابعون هذا الامر.

واعتبر، ان هناك نظرة موجودة لدى طالبان وهي انه مازال المحتل الامريكي موجوداً ويجب مقارعته، واليوم بعد ان خرج هذا المحتل من البلاد، اذا تمكنوا من ان يتعاونوا معهم فان واقع الامر يفرض ذلك.

نوايا الامريكان تجاه افغانستان

واكد كاظمي قمي، ان الواقع يشير الى ان الامريكان لايريدون الامن والسلام لافغانستان، ويريدون ان يحققوا تلك الاهداف التي اشرت اليها في بداية الحديث، داعياً حكومة طالبان ان ضرورة كسب ثقة الشعب وبعد ذلك عليها التعامل الذي يجب ان تقوم به مع دول الجوار، لان التطورات الافغانية تتأثر بالدول الاخرى، ولهذا عليها تنمية علاقاتها مع الدول الاسلامية والجمهورية الاسلامية، ومحاولة كسب الثقة الشعبية لتحصل على امتياز من الاميركيين.

ورأى كاظمي قمي، ان الاميركان نظرتهم الى طالبان مازالت نظرة عدائية، فعلى مدى 20 عاما قاتلوا طالبان، وحتى لو ان الامريكان يبتسمون امام طالبان لكن في نهاية نواياهم هم يرفضون تحمل طالبان للحظة واحدة.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی