معرف الأخبار : 120090
تاريخ الإفراج : 12/3/2022 10:34:42 AM
لماذا تتناغم العديد من أحداث ايران مع استراتيجيات مراكز الفكر الغربية؟!

لماذا تتناغم العديد من أحداث ايران مع استراتيجيات مراكز الفكر الغربية؟!

لا يختلف اثنان على أن الحرب المعرفية والإدراكية التي تجري ضد الشعب الإيراني بتزييف الحقائق والتلاعب بالمعلومات لها جذور في عداء أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا ومرتزقتهم، وخاصة النظام السعودي.

نورنيوز- بنيامين نتنياهو الذي لم يتمكن بعد من تقديم حكومته المقترحة للكنيست بسبب خلافات جدية مع المتطرفين الدينيين المتواجدين في الائتلاف مع حزب الليكود ، هدد إيران مؤخرًا بهجوم عسكري!

بعد نشر كتاب مذكراته الجديد الذي حمل عنوان "بي‌بي: قصتي" في محادثة مع فوكس نيوز، دافع عن الاضطرابات في إيران، وقال: من أجل استمرار هذا الوضع، هناك حاجة إلى عقوبات معوقة وتهديدات عسكرية، وإسرائيل مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بغض النظر عن موافقة امريكا.

يعتمد تهديد نتنياهو العلني لإيران على التخطيط المستهدف الذي صممته وكتبته مراكز الأبحاث الصهيونية الغربية بهدف خلق حالة من انعدام الأمن في البلاد وإضعاف الجمهورية الإسلامية أو حتى الإطاحة بها.

ومن بين هذه المراكز البحثية، مركز الأبحاث "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" كمعهد أبحاث غير حزبي مقره واشنطن، وله تاريخ واضح في معارضة الشعب الايراني ونظام الجمهورية الإسلامية في عصور مختلفة.

هذا المركز البحثي، المقرب من المحافظين الجدد الأمريكيين واليمين المتطرف في الكيان الصهيوني، وخاصة حزب الليكود، ويركز على قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، نشر مقالاً في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 بعنوان "إسرائيل لديها دور في مساعدة المحتجين الإيرانيين " المنشور الذي يكشف بوضوح عن تخطيط متماسك ضد إيران.

كتب هذا المقال العميد جاكوب ناجل، العضو البارز والأستاذ الزائر في مدرسة التخنيون الإسرائيلية للطيران والفضاء في حيفا، والذي عمل سابقًا كمستشار للأمن القومي بالإنابة لنتنياهو ورئيس مجلس الأمن القومي، ومارك دوبويتز. كما شارك في كتابة هذا المقال المدير التنفيذي للمؤسسة وخبير في برنامج إيران النووي والعقوبات.

في هذا المقال، يتم تقديم اقتراحات لزيادة دور الكيان الصهيوني في مساعدة مثيري الشغب والمغرضين في إيران بهدف "الحد من الردع"، وإن أمكن "انهيار" النظام الإيراني، وبعضها يفسر الإجراءات التي تم اتخاذها ضد ايران في الأسابيع الأخيرة.

اعتبر مؤلفو هذا المقال الاضطرابات في إيران على أنها "ثورة" وأعظم فرصة لإسرائيل منذ الثورة الإسلامية، يجب عليهم استخدامها لتغيير النظام في إيران.

ياتي هذا التحضير المسبق، في حين أن إدارة بايدن مترددة في اتخاذ خطوات لمساعدة الشعب الإيراني وتواصل السعي إلى العودة الى الاتفاق النووي لعام 2015، حيث اكدت مراكز الفكر الغربي انه يجب على إسرائيل اغتنام هذه الفرصة واستخدام قوة أجهزة المخابرات كرأس حربة لإضعافها بشدة، وإذا حالفها الحظ، ستتمكن من التسبب بإنهيار النظام في ايران.

في هذا المقال، يتم التأكيد على الإجراءات التي ستحقق الأهداف المذكورة، مثل تكثيف الضغط الاقتصادي من خلال حملات تعطيل الهيكل الاقتصادي والمعيشي، والإضرابات ، وخلق أزمة عملة، وما إلى ذلك، مما قد يثير غضب المواطنين واستفزازهم للخروج الى الشارع وتاجيج العنف.

كما كشف المقال انه تم التأكيد على أن الجهود يجب أن تتركز على التخطيط للحرب ضد النظام في السنوات المقبلة، يوصى المؤسسة الأمنية للكيان الصهيوني بضرورة قيادة حملة مستدامة لاستهداف الصناعات الرئيسية وفي نفس الوقت بأي وسيلة، قد يستمرون في استفزاز الطلاب والنقابات.

كما أكد الكاتب الرئيسي لهذا المقال على كل هذه النقاط خلال محادثة مع القناة 14 التابعة للكيان الصهيوني وقال: الوضع القائم في إيران الآن هو أكبر فرصة عندما نقول هجومًا على إيران، لا نعني أن 400 طائرة ستذهب إلى إيران وتهاجم. هذا جزء منه، هناك ما لا يقل عن 7 إلى 10 عوامل مختلفة يمكن استخدامها لمهاجمة إيران. عوامل مثل الهجمات الالكترونية، والنفسية ، وانهيار النظام من الداخل، ودعم المعارضة الإيرانية، ودعم اعمال الشغب، والإضرار بالاقتصاد ، إلخ.

ما ورد في المقال المذكور ليس سوى جزء صغير من الخطط طويلة المدى التي يتبعها أعداء الشعب الإيراني لمهاجمة وحدة إيران الإسلامية، ويمكن التعرف على أبعادها المختلفة من منتجات مراكز الفكر التابعة لها.

على الرغم من أن المحور الغربي والعبراني والعربي، وهو الداعم الرئيسي لإشعال حالة انعدام الأمن في إيران، إلاّ انه يحاول إنكار دوره من خلال التصريحات الرسمية، حيث ان المقال المنشور يكشف، بشكل كامل الدور والتخطيط والتدخل الأجنبي وخاصة الكيان الصهيوني، ويكشف عن المحاولات المستميتة لتحويل الاحتجاجات إلى أعمال شغب في إيران.

بتعبير ادق لا يختلف اثنان على أن الحرب المعرفية والإدراكية التي تجري ضد الشعب الإيراني بتزييف الحقائق والتلاعب بالمعلومات لها جذور في عداء أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا ومرتزقتهم، وخاصة النظام السعودي..

تسليط بقعة ضوء وان كانت محدودة على الكثير من الوثائق والحقائق التي لا يمكن إنكارها حول الجهد المنظم للأعداء لمهاجمة الأمن القومي ومحاولة تمزيق النسيج المجتمعي المتماسك في ايران، والذي ينبغي بطريقة ما اعتباره حربًا عالمية ضد إيران والإيرانيين، يمكن أن يؤدي إلى الضياع في التحليل، ولكن ما يمكن ان يتوصل له كل من يجري قراءة عادلة لجملة الاحداث السالفة الذكر سيصل دون ادنى شك الى ان حجم المؤامرة التي تستهدف الشعب الايراني تعد الاكبر في تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك