معرف الأخبار : 118481
تاريخ الإفراج : 11/19/2022 10:32:19 AM
أوروبا تحوّل العقوبات لأداة سياسية للتدخل في شؤون إيران الداخلية

خاص نور نيوز...

أوروبا تحوّل العقوبات لأداة سياسية للتدخل في شؤون إيران الداخلية

لن يكون لعقوبات الاتحاد الأوروبي أي تأثير حقيقي على الأوضاع الاقتصادية لإيران بسبب التزام هذه الدول بالعقوبات الأمريكية الأحادية وغير الشرعية ضد الجمهورية الإسلامية خلال الأعوام الماضية، وتجميد علاقات ايران الإقتصادية مع هذا الإتحاد لن يقدّم ولن يؤخر أي شيء بالنسبة لإيران.

نورنيوز- أعلن "جوزيف بوريل" مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قبل بدء اجتماع وزراء خارجية هذا الاتحاد في بروكسل: "نحن على وشك تشديد العقوبات ضد" الأفراد والمؤسسات المسؤولة عن العنف ضد المتظاهرين في ايران"!.

يأتي هذا التحرك من أوروبا في ضوء لقاء رئيس فرنسا مؤخرًا بعدد من النساء زعمن أنهن يقدن الاحتجاجات في ايران، بينما أشاد بهن على أحداث الأسابيع القليلة الماضية في إيران باعتبارها ثورة! بحسب زعمه، متناسياً أن ما يفعله هو تدخل سافر لا مبرّر له.

من جانبه أيضاً، قال أولاف شولتز مستشار ألمانيا، مؤخراً وبالتزامن مع مظاهرات أبناء هذا البلد احتجاجا على عدم كفاءة الحكومة الألمانية في إدارة الأوضاع الاقتصادية وعدم ضبط الأسعار، بينما انتقد بشدة الإجراءات التي اتخذتها إيران للسيطرة على الأسعار، وقال: الاتحاد الأوروبي قريباً وبهدف الضغط على الحكومة الإيرانية سيفرض عقوبات جديدة.

إن الإجراءات التدخلية للدول الأوروبية، التي صاحبها سلوك دبلوماسي غير عادي وطائش وعدائي لبعض ممثليها السياسيين في إيران، تشير بوضوح إلى غضبهم ويأسهم من انحسار الاضطرابات وعودة الأوضاع في الجمهورية الإسلامية الى طبيعتها.

كما تؤكد مراجعة سلوك وسائل الإعلام الرسمية التابعة لهذه الدول التوجه الكامل لهذه الحكومات تجاه الاضطرابات التي شهدتها إيران في الأسابيع الماضية.

وفي الوقت الذي نظمت فيه وسائل الإعلام الغربية التدفق الإعلامي الأكثر عدائية ضد ايران في الأسابيع الأخيرة باستخدام صور ووسائط مفبركة على شبكات التواصل الاجتماعي وأخبار وتقارير كاذبة أو محرّفة، الآن وبعد عودة الإستقرار والهدوء الى البلاد، نرى الدول الغربية ليست غير حاضرة للتعبير عن الواقع الحالي في ايران، إنما من خلال المبالغة في بعض الأحداث التافهة واستخدام الأدوات السياسية والاقتصادية مثل العقوبات التي أعلنها جوزيف بوريل، استخدموا كل جهودهم للضغط على إيران وتشجيع الرأي العام على مواصلة الاحتجاجات لتأجيج الأوضاع ونشر الفوضى.

دون أدنى شك أن مثل هذه الإجراءات الاحتيالية لن تساعد أوروبا المنكوبة بالأزمة على فرض إرادتها السياسية على الشعب الإيراني كما في الماضي، وسيكون تأثيرها بلا معنى.

أكثر ما سيخّلفه سلوك أوروبا الحالي هو تجلّي الوجه الحقيقي والموارب للقارة العجوز في تعاملها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لاسيما بعد انسحاب ترامب غير القانوني من الإتفاق النووي، سلوك لم يهيمن عليه سوى الكذب والمماطلة والتسويف، وبهذا تكون أوروبا قد ضيعت أكثر الفرص الذهبية من إيران لمواجهة الإجراءات الأمريكية الإحتيالية التي تعمل على تركيع وتحويل أوروبا الى تابع لها، خصوصاً في الجانب الإقتصادي.

يظل أن نقول بأن المستقبل سيثبت أن طرفًا ما سيعاني من مثل هذه الإجراءات، بسبب عدم الاعتراف بقدرات وإمكانيات إيران، لأكثر من 40 عاما، خصوصاً أن الوجه القبيح لأعداء البلاد الذي كان متخفّيا وراء أقنعة ملونة، بات جليًا أكثر من أي وقت مضى.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك