معرف الأخبار : 111066
تاريخ الإفراج : 10/14/2022 9:32:42 PM
إستدامة "النزاع العسكري" للفرار من تحولات "النظام العالمي"

خاص نورنيوز..

إستدامة "النزاع العسكري" للفرار من تحولات "النظام العالمي"

أثبتت أمريكا عبر مضاعفة سعر البنزين الذي يتم تسليمه إلى أوروبا بمقدار 4 مرات بعد الانفجار المشتبه به لخط أنابيب نورد ستريم 1، ما أدى إلى احتجاج قوي من هذه الدول، خاصة فرنسا، أنها إتخذت عمليًا أوروبا رهينة لها وأنها لا تنوي مساعدة الأوروبيين على تجاوز الأزمة.

نورنيوز- تكشف تصرفات ومواقف أمريكا في التعامل مع النزاعات الدولية أن هذا البلد يميل دائما إلى تقديم نفسه أمام الرأي العام العالمي على أنه الطرف القلق إزاء توسّع رقعة النزاعات المباشرة، بناءً على ذلك، غالبا ما يدعو نهج الإعلام الغربي إلى ضبط النفس ومتابعة حل الصراعات في إطار الحوار والحلول السياسية.

لكن خلافاً لما تزعمه مكنة الإعلام الغربي، تتعارض السياسة الأمريكية وتظهر على الأرض بشكل مغاير لما تزعمه الرواية الإعلامية الغربية تجاه صراع الدول بين بعضها لأي سبب كان.

أبرز نموذج معاصر لما نتحدث عنه أو بالأحرى المثال الأوضح للتناقض والإزدواجية الأمريكية، هو إغلاق "قنوات الحوار" بين روسيا وأوكرانيا من أجل وضع حدّ لهذه الحرب الطاحنة في أوروبا الشرقية.

بلغ الأمر مع الأمريكان أنهم عرقلوا حتى جهود الوساطة التي جاءت بمبادرة دول بعيدة عن الغرب لإحياء الحوار بين كييف وموسكو، وأغلقت الطريق تماما أمامها لمواصلة الضغط على كييف وفرض خيار الحرب والدمار عليها.

يبدو أن توسع الناتو في أوروبا الشرقية مع ارتفاع تكلفة الأسلحة وإجبار الدول الغربية الأخرى على المشاركة في المعركة ضد روسيا هي استراتيجية مركزية لا رجوع فيها للولايات المتحدة، وبالتالي فقد حطمت الآمال بشأن التوصّل الى أي تفاهم سياسي بين أطراف النزاع.

للتوضيح بشكل أفضل، أثارت مسألة التفجير "المشبوه" لخط أنابيب نورد ستريم 1 الشريان الغازي الذي يغذّي أوروبا سابقاً في البحر، ونظرا لصعوبة ومدى تعقيد تنفيذ مثل هذه العملية في عمق البحر، ذلك لأنها بحاجة الى خبرات تقنية ومهنية دقيقة وصعبة جداً، هذا من جانب، ولو أخذنا موقف أمريكا عقب هذا الإنفجار، الذي رافقه تقديم تأكيدات وتطمينات من قبل واشنطن لتزويد الأوروبيين المنكوبين بالنفط والغاز الذي يحتاجون إليه، مما عزز الشكوك في أن تدمير خط الأنابيب كان يهدف بحكم الواقع إلى إخضاع أوروبا بالكامل والهيمنة عليها من قبل أمريكا.

باتت تلك التكهنات أقرب إلى الواقع عندما رفعت الولايات المتحدة سعر البنزين الذي ترسله إلى أوروبا بمقدار 4 أضعاف، الأمر الذي أدى إلى احتجاج شديد من جانب هذه الدول، خاصة فرنسا، ذلك لأن تلك الخطوة الأمريكية أثبتت للأوروبيين أن واشنطن لا تنوي مساعدتهم في التغلب على أزمتهم الخانقة.

يبدو أن أمريكا تحاول إغلاق أي طريق ممكن للحوار والمصالحة بين أوروبا وروسيا، بحيث أنه بالإضافة إلى استمرار الحرب في أوكرانيا وإشراك أوروبا فيها، يمكنها أيضا أن تجعل أوروبا بأكملها رهينة جعلها تعتمد على طاقتها لتكون القائد بلا منازع لتطورات الحرب في أوكرانيا وأوروبا.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك