معرف الأخبار : 101700
تاريخ الإفراج : 7/21/2022 12:32:36 PM
دبلوماسية "الحوار والسلام" مقابل دبلوماسية "التهديد والحرب"

دبلوماسية "الحوار والسلام" مقابل دبلوماسية "التهديد والحرب"

خلافاً للنهج العدواني الذي كانت أمريكا تنوي فرضه خلال قمّة جدة، انعقد الاجتماع السابع لرؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا في طهران دون حضور فاعلين من خارج المنطقة.

نورنيوز- انعقدت مؤخراً في العاصمة طهران القمّة السابعة لرؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا بحضور رؤساء ايران وتركيا وروسيا، فيما استضافت قمّة جدة قبل ذلك كل من أمريكا وأعضاء من مجلس التعاون بالإضافة إلى العراق والأردن ومصر، ورغم أن محور التركيز والأساس في كلا القمّتين كان موضوع الأمن والاستقرار والتفاعلات الإقليمية، فإن مقاربات الاجتماعين المنعقدين تشير إلى الاختلاف في وجهات نظرهم حول القضايا الإقليمية والدولية وسبل حلّها.

ففي قمّة جدّة، لم تتمكن واشنطن من إخفاء نواياها السيّئة تجاه المنطقة، حيث حرّضت لتفعيل محور مشترك بين الدول العربية في المنطقة عماده الكيان الصهيوني وموجه ضد إيران، ولو كان قد حصل لكان بطبيعة الحال سيغدو مصدرا لصراعات جديدة وخلافات في المنطقة.

ما تقوم به امريكا واضح بشكل جليّ للجميع، حيث تعمل على توسيع الفجوة وخلق أزمة جديدة في المنطقة، إلى جانب بيع المزيد من الأسلحة، علاوة على إعادة نفوذها المتآكل في المنطقة، وبالتزامن مع كل هذه التحركات، تعمل على توفير أمن العدو الصهيوني من خلال إشراك دول المنطقة في تحالف لحمايته.

على الرغم من فشل هذه الخطة الأمريكية الصهيونية مع اليقظة والوعي بالأوضاع للدول العربية الحاضرة في قمة جدة، وكذلك السياسات الإقليمية والمتقاربة للجمهورية الإسلامية، إلا أن هذه العملية لا يمكن أن تغير الوجه العدواني لأمريكا، خصوصاً مع محاولاتها إثارة التوتر في مناطق أخرى من العالم لإخفاء الغرض من استمرار الحياة الاقتصادية لكارتلات تصنيع الأسلحة الأمريكية في قمة جدة.

في البيان الختامي لقمة جدة، الذي كان له زاوية واضحة مع تصريحات جو بايدن خلال زيارته للأراضي المحتلة، وكذلك القضايا التي أثارها في القمة السعودية، أكد الجميع على مبدأ التفاعل والحوار مع الجمهورية الإسلامية، وشدّدوا على حق دول المنطقة في التمتع بالطاقة النووية من أجل السلام.

صمت بايدن على تصريحات الكيان الصهيوني العدوانية والتهديدية بشأن إيران خلال جولته إلى غرب آسيا، أظهر أن أمريكا، على الرغم من الحفاظ على مظهر تحقيق أهدافها الخاصة، إلاّ أنها تسعى من خلال التزام الصمت ضد النهج العدواني للكيان الصهيوني، إلى ترك يد هذا الكيان مفتوحة أمام ارتكاب وممارسة الشرور ضد ايران.

على عكس النهج الحربي الذي كانت أمريكا تنوي فرضه على قمّة جدة، خيّم على القمّة السابعة لقادة الدول الضامنة لمسار أستانا في طهران دون حضور فاعلين غير إقليميين وبمبادرة ودبلوماسية ديناميكية للجمهورية الإسلامية بهدف مواجهة الأحادية وتعزيز الحوار بدلاً من الحرب.

قبل اجتماع طهران، وبسبب إعلان تركيا تنفيذ عمليات عسكرية في شمال سوريا بهدف مواجهة ما تسميه هذه الدولة بالتهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية الكردية، تأثرت أجواء قمة طهران إلى حد كبير بهذه القضية، ولكن في القمة الايرانية كما أكدت المحادثات الثنائية بين كبار مسؤولي الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا على الحوار والعمل السياسي بدلاً من العمليات العسكرية، وأعلنت جميع الأطراف عن استعدادها للمساعدة في حل مخاوف تركيا بالطرق السلمية. على غرار الاجتماعات الستة السابقة لمسار أستانا، تبع اجتماع طهران التركيز على تعزيز التقارب بين الدول الثلاث إيران وتركيا وروسيا، التي تمكنت من اتخاذ خطوات مهمة لتخفيف التوتر في سوريا والمنطقة منذ ذلك الحين، ومن أجل منع كارثة جديدة في المنطقة.

الجدير بالذكر أيضاً هو وجهة نظر طهران المختلفة تجاه التوترات العالمية. خلافا لسياسة واشنطن خلال زيارة جو بايدن إلى المنطقة، والتي حاولت دفع اجتماع جدة إلى مكان تكون فيه دول المنطقة متحيزة في الصراع الأوكراني، فإن الجمهورية الإسلامية على هامش قمّة طهران انتهزت الفرصة خلال تواجد كبار المسؤولين من روسيا وتركيا من أجل الحد من التوترات في أوكرانيا وتعزيز النهج السياسي لحل النزاعات. إذ لطالما أكدت طهران أنها لا تدعم أي حرب في أي بقعة من العالم، من فلسطين وأفغانستان إلى سوريا والعراق واليمن وفلسطين وأوكرانيا وغيرها، وتعتبر الحل السياسي أفضل طريقة لإنهاء الخلافات والنزاعات.

يكشف هذا الاختلاف الجوهري في نهج قمتيّ جدة وطهران إزاء القضايا الإقليمية والعالمية الاختلاف بين استراتيجيات السعي للحرب والسعي إلى السلام. ومن ناحية أخرى، ما تزال امريكا متمسّكة بوهم الأحادية وخلق الخلافات والصراعات بين الدول، في حين، تتخذ الجمهورية الإسلامية بالاعتماد على النهج السلمي والسياسي والتأكيد على مبدأ التعددية، خطوات نحو خفض التوترات الجديدة في المنطقة وإرساء السلام والأمن فيها.


نورنيوز
الكلمات الدالة
الحواردبلوماسيةفاعلين
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی