معرف الأخبار : 100577
تاريخ الإفراج : 7/18/2022 10:12:21 AM
طهران وباكو.. خطوة كبيرة نحو تعزيز العلاقات الثنائية

طهران وباكو.. خطوة كبيرة نحو تعزيز العلاقات الثنائية

تمخّض عن الزيارة التي أجراها أعلى مسؤول أمني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جمهورية أذربيجان، مكاسب ومنجزات مهمة حملت رسائل عدّة نضح من بينها ما تلقفه المراقبون في المنطقة والعالم بأن العلاقات الدافئة والوطيدة بين طهران وباكو لا يمكن تعكير صفوها بأي شكل من الأشكال.

نورنيوز- تجلّى أبرز نهج اعتمدته الحكومة الإيرانية الثالثة عشرة (حكومة الرئيس آية الله السيد ابراهيم رئيسي) في مجال السياسة الخارجية في التنمية الشاملة وتعزيز العلاقات مع دول الجوار ومن ثم دول المنطقة، نهج تربّع على رأسه أولوية تعزيز التعاون الاقتصادي بهدف تذليل آثار الحظر الجائر، وقد حقّق هذا النهج نتائج يمكن ملاحظتها بشكل جليّ.

وفي ضوء هذه السياسة البنّاءة والناجعة، شكّلت جولة الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى دول آسيا الوسطى والقوقاز، محطة مهمة أيضاً في سبيل تعزيز العلاقات في كافة جوانبها مع دول الجوار، لا سيما في ظلّ التحديات الأمنية المشتركة، وفي ذات الوقت، لعب تقريب وجهات نظر دول هذه المنطقة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دورا حاسماً للغاية في الحدّ من المشاكل الأمنية التي تتربّص بها، ورفع سوء التفاهم المصطنع لا سيما من قبل دول أجنبية، وأخيراً إتخاذ خطوات نحو توطيد التعاون الثنائي في كافة المجالات.

عقب زيارة مُثمرة الى أرمينيا أجراها يوم الخميس (7 يوليو) الماضي، وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني إلى العاصمة الأذربيجانية باكو يوم الجمعة الماضي، بدعوة رسمية من نظيره الأذربيجاني راميل أوسوبوف، والتقى مع كبار المسؤولين في هذا البلد وبحث معهم تعزيز العلاقات وآخر التطورات الأمنية في المنطقة.

التقى شمخاني خلال هذه الجولة التي لم تتجاوز بضعة ساعات بنظيره الأذربيجاني، ومع الرئيس إلهام علييف، ونائب رئيس الوزراء ورئيس المفوضية الاقتصادية الأذربايجانية في البلدين شاهين مصطفاييف، ومع حكمت حاجييف المساعد الخاص للرئيس الأذربيجاني لشؤون السياسة الخارجية، بالإضافة الى لقائه مع علي نقييف رئيس جهاز الأمن في جمهورية أذربيجان.

نظرة فاحصة لعمق العلاقات بين البلدين، يتكشّف لنا العديد من القواسم المشتركة التاريخية والدينية والحضارية، والتي من الممكن أن ترقى بالعلاقات إلى جانب الإمكانيات الاقتصادية والسياسية والثقافية والأمنية الراسخة بين طهران وباكو، الى مستويات غير مسبوقة وواعدة.

كما عقد شمخاني مستشار قائد الثورة الإسلامية خلال جولته، لقاء خاصاً استغرق ساعتين مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، وقد سلّطت أجهزة الدولة في باكو أضوائها على أهمية هذا اللقاء لكلا البلدين.

ورغم مرور العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أذربيجان بمطبات خفيفة خلال حرب ناغورنو قره باغ الثانية، بسبب حصول بعض سوء التفاهم الذي نجم بشكل رئيسي عن الأذى الذي تسبّبت به بعض الجهات المُغرضة ووسائل الإعلام التابعة لها لتنغيص الأجواء الطيبة بينهما، إلاّ أن الجهود الفعالة التي بذلها قادة البلدين لاستعادة العلاقات وإزالة العقبات أمام تطوير التعاون المشترك أحبطت تلك المخطّطات وأعادت العلاقات الى سياقها الصحيح.

ويظل أن نقول بأن زيارة أكبر مسؤول أمني ​ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جمهورية أذربيجان والاستقبال الحار له من قبل الجانب الأذربيجاني، كانت لهما رسائل مهمة أثارت حفيظة المراقبين والخبراء الإقليميين والدوليين بشأن العلاقات الإيرانية الأذربيجانية الراسخة والمتماسكة والعصية على التخريب.

وهو ما أكده علييف خلال لقائه مع الأدميرال شمخاني، حيث قال بكلمات صريحة: إن العلاقات بين طهران وباكو تقوم على الإرادة الحازمة لقادة البلدين وتتطور بشكل جاد دون أن تتأثر بضغوط الدول التي لا تريد للعلاقات بين البلدين أن تكون دافئة ووطيدة.

تصريحات شمخاني حول النقاط الرئيسية لمحادثاته والاتفاقيات مع المسؤولين الأذربيجانيين، والتي تشمل مجموعة واسعة من القضايا المشتركة بين البلدين من حيث التجارة والنفط وممرات النقل والطاقة والأمن والثقافة، تُظهر أن طهران وباكو جادتين في مواجهة أي عراقيل كانت قد  وضعت أمامهما، وسنشهد قريباً ظهور اتفاقيات واعدة في العلاقات بين الجانبين.

من النقاط المهمة في العلاقات بين البلدين، والتي يمكن أن تكون نموذجا جيدًا لبلدان المنطقة، النهج القائم على الحوار لحل سوء التفاهم.

فباتت جميع دول المنطقة خصوصاً الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية على دراية كاملة ويقين مطلق بالدبلوماسية الإقليمية النشطة والبراغماتية لإيران في الحكومة الثالثة عشرة، والتي تقوم على رفض ونبذ أي عنصر من عناصر انعدام الأمن والتغييرات في الجغرافيا السياسية للمنطقة، دبلوماسي تعتبر التقارب بين الجيران مبدأً هاما وأساسيا لتحقيق التنمية المستدامة وإرساء الأمن الشامل في المنطقة.

الإرادة وحسن النية هما الركيزتان الرئيسيتان والمحركتان اللتان يجب التأكيد عليهما دائما لحل التحديات بين الدول المجاورة.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی