معرف الأخبار : 100433
تاريخ الإفراج : 7/13/2022 4:22:35 PM
المفاوضات النووية.. مع من تتفاوض إيران؟

المفاوضات النووية.. مع من تتفاوض إيران؟

احتضنت العاصمة القطرية، في 28-يونيو 2022، جولة مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران من أجل إنقاذ الاتفاق النووي، وذلك عقب جولات مفاوضات طويلة ظلت عالقة عند بعض القضايا في العاصمة النمساوية فيينا.

نورنيوز- سلطت صحيفة الوفاق الإيرانية في تقرير لها الضوء على العلّة الرئيسية لعدم نجاح مفاوضات إحياء الإتفاق النووي بين ايران وأمريكا، وأوردت الصحيفة في تقريرها:

في الوقت الذي خيّمت فيه أجواء عدم الثقة بأمريكا على طاولة المفاوضات في الدوحة، لابد من إلقاء نظرة فاحصة على حقيقة ما يجري على طاولة التفاوض، ومن هو المُسبب الرئيسي للأزمة الراهنة، ومع من تتفاوض ايران في واقع الأمر؟.

يعلم كل مراقب لمجريات المفاوضات النووية أنها توقفت بين ايران ومجموعة 4+1 (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ناقصا أميركا)، بسبب رفض واشنطن لإلغاء الحظر وامتناعها عن تقديم ضمانات.
وبعد 4 أشهر من توقف مفاوضات فيينا، اقترحت أميركا عن طريق جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، اجراء مفاوضات غير مباشر مع ايران في قطر. ووافقت ايران على هذا الاقتراح، رغم ان مسؤولي الجمهورية لم يكونوا متفائلين بالمفاوضات بسبب عدم الثقة بأمريكا، لكنهم وبدافع ان لا يكونوا من غادر طاولة المفاوضات ولئلا يعطوا الفرصة لواشنطن وحلفائها بممارسة الدعاية السلبية، أعلنوا المشاركة، وأخيرا جرت المفاوضات غير المباشرة بين اميركا وايران، ومثلما كان متوقعا واجهت مفاوضات قطر حتى الآن امتناعا من قبل أميركا لضمان تنفيذ التزاماتها، ومن المستبعد ان تصل الى النتيجة المطلوبة.
إلاّ أن المتمحّص في جذور الأزمة العالقة في الدوحة لإحياء الإتفاق النووي، يدرك بشكل جليّ أن الأمر ليس له صلة ببرنامج ايران النووي لأن أمريكا والغرب على يقين بسلميته، لا سيما بعد تأييد عدم انحراف النشاطات النووية الايرانية نحو تصنيع السلاح النووي ما لا يقل عن 10 مرات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لهذا فإن مشكلة أمريكا مع ايران ليست البرنامج النووي، وانما المشكلة هي ان ايران تحولت الى اكبر قوة عسكرية وتقنية في المنطقة تهدّد وجود الصهاينة والدول المحتلة، على رأسها أمريكا وحلفائها، فلا توجد أي قوّة في المنطقة تهدّد مخططاتهم سوى ايران.
حيث أقرّ "روبرت مالي" المبعوث الاميركي الخاص في شؤون ايران في تقرير قدمه الى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي بتاريخ 27 أيار/مايو 2022، أن "النقطة النهائية هي اننا وجميع شركائنا الاوروبيين نعتقد اننا يمكننا ومن خلال اتخاذ خطوات مهمة من قبل ايران للتنازل وتقييد برنامجها النووي، ان نوفر تخفيفات محدودة للحظر، وفي ذات الوقت، نستخدم الحالات الواسعة من الحظر المتبقي والآليات الأخرى التي نمتلكها، لممارسة الضغط واستهداف سائر نشاطاتها (ايران) الخطيرة"!
روبرت مالي يعترف بصراحة ان بلاده لن ترفع الحظر مطلقا، بل كل ماتريده هو إدخال قضايا جديدة الى قائمة الإتفاق مع ايران، وعلى رأسها إقتدارها الصاروخي والدفاعي، وهذا الطلب جليّ لكل من مراقب أنه ليس أمريكيا، إنما طلب صهيوني بامتياز، فمحاولة وقف مسار تقدّم وتعاظم قوّة الجمهورية الإسلامية في المنطقة هو ما يريده الإحتلال الإسرائيلي وليس أمريكا، بناء على ذلك، يمكن أن نقول أن الوفد الإيراني المفاوض في الدوحة لا يتباحث مع الأمريكان فحسب لإحياء الإتفاق النووي، وإنما مع الكيان الصهيوني بلسان أمريكي.
لذلك يمكن القول بجرأة أنه من المستحيل أن تتخلى اميركا عن الحظر ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، لأنها تستخدم الحظر كورقة ضغط ضد ايران الاسلامية انصياعاً لرغبة الصهاينة، وليس لتقييد نشاطاتها النووية.
ومؤخراً، أكد وزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، بمناسبة زيارته إيطاليا أن طهران تريد اتفاقاً نووياً "يعمل بشكل جيد وأن تكون إيران قادرة على الانتفاع الاقتصادي الكامل منه"، داعياً الولايات المتحدة الأميركية إلى تقدم ضمانات لإيران بخصوص انتفاعها الاقتصادي الكامل من الاتفاق، مع تأكيده ضرورة إدراك واشنطن "هذه الحقيقة".
وفي كل مرّة كانت تفشل محاولة الطرف الغربي المفاوض شكلا الصهيوني بشكله الحقيقي لضم قضايا دفاعية الى شروط إحياء الإتفاق النووي، كان يسارع لشنّ هجمات ناعمة ضد الجمهورية الإسلامية بكافة الأساليب، وعلى رأسها ملف حقوق الإنسان أو من خلال إستهداف علمائها وكبار قادتها بشكل مباشر لإرغامها على قبول الشروط والخضوع لرغبات الكيان الصهيوني.
إلاّ أن الجمهورية الإسلامية لطالما تصدّت لهذه الحملة وما تزال، وأكدت في عدّة مناسبات على طاولة المفاوضات او خارجها، أن ملف الإقتدار الدفاعي للبلاد غير قابل للتفاوض، وأن مسار التقدّم متواصل بكلّ قوّة.

 


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك