معرف الأخبار : 97348
تاريخ الإفراج : 5/26/2022 2:27:58 AM
لعبة أمريكية جديدة في مفاوضات فيينا

لعبة أمريكية جديدة في مفاوضات فيينا

على الرغم من أن واشنطن تتهم إيران بتقديم مطالب خارج نطاق الاتفاق النووي، إلاّ ان الحقيقة هي أن حكومة بايدن الضعيفة لا تملك القدرة على تفكيك الألغام التي زرعها ترامب لمنع أمريكا من العودة إلى الاتفاق، وبالتالي تحاول فرض اتفاق أحادي الجانب على إيران.

نورنيوز- تلاحقت جولات المفاوضات حول رفع العقوبات بين إيران ومجموعة 4 + 1 في فيينا، بشكل مباشر وغير مباشر منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وترافقت مع العديد من التقلبات بسبب عدم اتخاذ البيت الأبيض قراراً سياسياً واضحاً، وظلّت كما هي عليه تتقدم ببطئ شديد.

على مدى الأشهر القليلة الماضية، حاول الغرب دائما إخراج اللعبة من غرفة المفاوضات وإثارة قضايا خارج إطار الاتفاق النووي الموقع مع ايران، رافضا الاستسلام لعملية عقلانية تقوم على مبادئ التفاوض المتوازنة، بالإضافة إلى السعي وراء "لعبة إلقاء اللوم" ضد إيران وتكثيف الأجواء والضغط على الجمهورية الإسلامية والحصول على المزيد من التنازلات منها.

إلاّ أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل نظراً للأجندة الدقيقة والواضحة التي يتبنّاها الفريق الإيراني المفاوض في مجالي "رفع العقوبات" و"البرنامج النووي السلمي"، وهو ما سدّ الطريق عملياً أمام الأمريكيين لمحاولة استجرار تنازلات من ايران خارج اطار الاتفاق، وقلب الموازين من ناحية القرار السياسي المنتظر من امريكا لاحياء الاتفاق.

خلال تلك العملية التفاوضية الشائكة، حاول معارضو الاتفاق بين إيران والغرب، وخاصة اللوبي الصهيوني والجمهوري الأمريكي والمتشدد، استغلال إرادة إدارة بايدن الضعيفة ومنعها من اتخاذ هذا القرار السياسي الذي من شأنه أن يفضي لإحياء الاتفاق النووي.

في الوقت نفسه، سعى الوفد الأمريكي في فيينا، على أمل إيجاد فرصة مناسبة داخل إيران للوفاء بمطالبه، إلى تحويل الفتنة الداخلية في واشنطن، وهي العقبة الرئيسية أمام اتخاذ القرار الحكومي، إلى أداة لممارسة المزيد من الضغط على إيران، وبينما تتواصل سياسة الضغوط القصوى ضد الشعب الايراني، فإنها غيرت المسار المنطقي للمفاوضات وتواصل رفض قبول التزاماتها باعتبارها السبيل الوحيد للعودة إلى طاولة المفاوضات.

الزيارة الأخيرة التي قام بها إنريكي مورا، منسق محادثات فيينا ونائب رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى طهران، الذي سعى إلى إعادة التوازن إلى المحادثات، ولكن؛ أوضح لجميع الأطراف في محادثات فيينا أن إيران لم تنتهك التزاماتها وعملية التفاوض، وأنه لا يوجد عذر لواشنطن لعدم قبول الاتفاقية، وهو عامل رئيسي في الوضع الحالي.

في هذه الأثناء؛ حاول الأمريكيون، الذين رأوا في أنفسهم فرصة لإضعاف الحكومة الثالثة عشرة في ايران من أجل استكمال السيناريو الذي وضعوه، إثارة بعض الاحتجاجات المحدودة في الجمهورية الاسلامية بعد الإجراء الاقتصادي الأخير للحكومة، وذلك بمساعدة الجهات المعارضة والمعادية لايران، والعميلة للكيان.

الصهيوني بهدف الحصول على أوراق ضغط ترغم ايران للعودة الى طاولة المفاوضات والقبول بالتنازلات.

وفي هذه الأثناء، استخدم الكيان الصهيوني اليائس كامل طاقاته، بما في ذلك الزيارات المستمرة للنمسا للتأثير على المفاوضين في فيينا، وإظهار اعتقال واستجواب مواطن ونسبه إلى حرس الثورة الاسلامية، علاوة على جريمة الاغتيال الارهابية لضابط بحرس الثورة.. حاول دفع مسار اللعبة نحو شحن أجواء المحادثات وتوجيهها نحو التوتر، ليلحقه بعد ذلك مزاعم أن إيران هي المتسبب في تعليق المفاوضات.

أحدث تغريدة من قبل ممثل لندن "استيفاني القاق" في فيينا تكشف عن محادثة استمرت لساعتين مع مسؤولين في تل أبيب حول مفاوضات فيينا، إلى جانب تصريحات الممثل الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي في جلسة الاستماع بالكونغرس، كشفت عن غير قصد العقبة الرئيسية أمام الوصول إلى اتفاق في فيينا، كشفت للعالم حقيقة أن حكومة بايدن غير الكفؤة عجزت عن اتخاذ قرار سياسي لأنها لم تستطع لجم الكيان الصهيوني المعارض الرئيسي للاتفاق.

الجدير بالذكر؛ هو أنه وبالتزامن مع هذه التحركات، تحاول الآلة الإعلامية الغربية وأدوات الحرب النفسية، خاصة القنوات الناطقة بالفارسية من تلك المعادية لايران، عن طريق الإيهام بحالة الجمود التي أصابت المفاوضات وتحميل ايران مسؤولية ذلك، نظرا لرفض بايدن بعدم إزالة الحرس الثوري من قائمة العقوبات، إجبار الحكومة الإيرانية على قبول شروط البيت الأبيض.

ومع ذلك، خلال جلسة استماع للكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء، تم التأكيد صراحة على أن "ترامب وضع الأساس لمنع عودة سهلة الى الاتفاق النووي".

على الرغم من أن واشنطن تتهم إيران بتقديم مطالب خارج نطاق الاتفاق النووي، إلاّ ان الحقيقة هي أن الحكومة الضعيفة لا تملك القدرة على تفكيك الألغام التي زرعها ترامب لمنع الولايات المتحدة من العودة إلى الاتفاق، وبالتالي تحاول فرض اتفاق أحادي الجانب على إيران.

لكن ما يمكن تأكيده، هو أن خطاب روبرت مالي يوم أمس في جلسة الاستماع بالكونجرس يبيّن بوضوح أن واشنطن في الوقت الذي هي غارقة فيه في وضع صعب بسبب الخلافات السياسية الداخلية والضغط المستمر من قبل اللوبي الصهيوني، تحاول إرغام ايران على التراجع عن مطالبها المنطقية، وفي نفس الوقت إدخال المفاوضات في نفق مظلم لا نهاية له.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك