معرف الأخبار : 95395
تاريخ الإفراج : 5/5/2022 3:31:42 PM
هل تصطدم مفاوضات فيينا بحائط الفشل؟

هل تصطدم مفاوضات فيينا بحائط الفشل؟

خلافاً لما يروّج له الغرب المدمن على الإفراط والتعسّف، إن القضايا العالقة في محادثات فيينا لا تنحصر فقط بعدم رفع العقوبات عن حرس الثورة الاسلامية، إنما هناك قضايا أخرى ترفض أمريكا حلّها بكلّ تعنّت.

نورنيوز- أدى تعليق اللقاءات المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الايرانية ومجموعة 4+1 بسبب دخول المفاوضات في مرحلة القرار السياسي من قبل الولايات المتحدة إلى زيادة التكهنات، بشأن المسار الذي تتجه إليه المباحثات، وبطبيعة الحال، خصوصاً في ظلّ الحملات الإعلامية المًكثّفة من قبل مراكز الفكر الغربية.

في السياق، زعمت صحيفة وول ستريت جورنال، إحدى وسائل الإعلام الرئيسية على الجانب الغربي من محادثات فيينا، مؤخراً، أن إنريكي مورا مساعد رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، سيحاول إقناع إيران بالتوقيع على اتفاقية فيينا دون رفع حرس الثورة الاسلامية من قائمة الجماعات الإرهابية.

تداول هذا الخبر في هذا التوقيت بالذات، في ظلّ عدم تأكيد أي مصدر مستقل على صحّته، هو محاولة خاوية لاستعراض عدم تراجع أمريكا عن موقفها المتنمّر، كما يسعى للتأكيد على مغالطة مفادها بأنه من أجل التوصل إلى اتفاق يجب على إيران أن تنحرف عن مواقفها المبدئية.

ونظراً لسوابق الغرب، خاصة أمريكا، في التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، أكدت ايران مرارا وتكرارا أنه يجب على الأطراف السعي إلى التوصل لاتفاق قوي وعادل ومستدام، وذلك عن طريق تقليل المخاوف الغربية بشأن برنامج ايران النووي السلمي، وتوفير الظروف اللازمة للاستفادة الكاملة من الفوائد الاقتصادية من الاتفاق.

وعليه، تم تحديد خطوط حمراء لفريق التفاوض الإيراني، كما أن التعاطي مع الأطراف الأخرى في المفاوضات يجري في إطار هذه الخطوط الحمراء.

في السياق، أفادت وكالة رويترز مؤخراً، أن محادثات فيينا تقترب من فشل مؤكد، بحسب بيان صحفي لم يُعرف مصدره وفق الممارسة الحالية لهذه وسائل الإعلام.

على الرغم من أن المحتوى الإخباري لهذه الوسيلة يبدو متناقضا مع تقرير صحيفة وول ستريت جورنال، ويوحي بأن الآمال في التوصل إلى اتفاق تتضاءل، فإن القليل من التفكير في نهج هاتين الوسيلتين يظهر أن الهدف الذي تنشده كلتا الوسيلتين كان مشتركاً.

من جهة، تُبذل محاولات لإظهار مطلب ايران بالحاجة إلى رفع العقوبات عن حرس الثورة، وهو أحد الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية، كعقدة رئيسية في عدم التوصل إلى اتفاق، ومن جهة أخرى، التهديد بفشل المفاوضات إذا أصرت إيران على هذا الشرط.

الحقيقة هي أن القضايا العالقة لا تتعلق فقط بعدم رفع الحظر عن حرس الثورة الاسلامية، إنما هناك قضايا أخرى ترفض أمريكا حلها بكل تعنّت.

بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن الجمود في المحادثات لا يؤثر على الوضع الحالي في إيران في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن أياً من الأطراف المفاوضة لم يخلص حتى الآن إلى أن المحادثات على وشك الفشل.

يؤكد ذلك ما قالته المتحدثة باسم وزارة الخارجية نيد برايس منذ يومين "سنواصل العمل من خلال الحوار والتشاور مع حلفائنا وشركائنا في الاتحاد الأوروبي"، مرحبة بالجهود التي يبذلها منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا للتوصل الى نتيجة في محادثات فيينا.

كما أبدت قلقها من تقدم أنشطة إيران النووية السلمية، قائلاً: "إذا توصلنا إلى أن التقدم النووي الإيراني على مدى السنوات الثلاث الماضية دمر فوائد عدم الانتشار في الاتفاق النووي، فسنختار طريقا آخر".

ورغم أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية حاولت دائمًا دفع الكرة إلى ملعب إيران، يعتقد المحللون الغربيون المقربون من محادثات فيينا أن إدارة بايدن، في الفترة التي تسبق الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي في 8 نوفمبر، تتسامح مع خصومها وتعتزم دفع ثمنها من جيب إيران.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: "محادثات فيينا لم تتوقف، بل تتواصل في عملية أخرى، من خلال تبادل رسائل مكتوبة مع الأمريكيين عبر مندوب الاتحاد الأوروبي من أجل رفع العقوبات الأحادية المفروضة علينا، هدفنا في هذه المحادثات هو التوصل إلى اتفاق قوي ودائم".

 التعقيد المتزايد للتطورات الدولية التي تركز على الأزمة الأوكرانية يجب أن يجعل الولايات المتحدة تدرك أن التركيز على استمرار هذه العملية سيجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق.

نظرا للضغوط الاقتصادية الصعبة التي أعقبت رحيل ترامب، لن تكون إيران أبدًا مستعدة للانضمام إلى اتفاق يخلو من الفوائد الاقتصادية التي تعود بالنفع عليها.

 البدائل التي تدعو إليها الولايات المتحدة وحلفاؤها لزيادة الضغط على إيران لها أيضًا وظيفة دعائية، وليست تنفيذية.

بينما يتزايد حضور إيران في أسواق التصدير، لا سيما في قطاع الطاقة، على الرغم من العقوبات الأمريكية القاسية، والظروف العالمية والموقف الأمريكي لا يظهران احتمالية وقف هذا الاتجاه، لا يمكن لواشنطن أن تأمل في دفع ثمن عدم اتخاذ موقف سياسي عن طريق الضغط على إيران.

إذا كانت لدى واشنطن الإرادة والشجاعة لدفع التكلفة السياسية للتعامل مع معارضي الاتفاقية في امريكا، فلا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق قوي ودائم.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك