معرف الأخبار : 84797
تاريخ الإفراج : 1/9/2022 10:44:01 AM
خبير استراتيجي: الشهيد سليماني مكّن العراقيين من الدفاع عن أنفسهم

في حوار له مع نور نيوز..

خبير استراتيجي: الشهيد سليماني مكّن العراقيين من الدفاع عن أنفسهم

رغم أن حكومة السيد مصطفى الكاظمي تقول أن قرار انسحاب القوات الأمريكية دخل حيز التنفيذ، وأن قوات واشنطن لم يعد من المفترض أن تقوم بأي مهام عسكرية في البلاد، وكل شيء بات تحت سيطرة الحكومة العراقية، لكن في الواقع هذه الأمور لم تحدث بعد.

في السياق قال الدكتور "سعدالله زارعي" الخبير في شؤون المنطقة في حوار له مع موقع "نورنيوز": يدفعنا التواجد الأمريكي في العراق الى الاستفسار حول ضرورة وجودهم وضرورة وجود أي قوة أجنبية أخرى في هذا البلد، كما ان دخول العراق من قبل دولة أجنبية بقوة عسكرية أمر مشكوك فيه، هذه الحاجة لا يشعر بها العراق الآن.

وأكمل الخبير في شؤون المنطقة حول تداعيات التواجد العسكرية الامريكي في العراق، وقال: العراق ليس في حالة تهديدات أمنية واسعة النطاق في الوقت الراهن، إنما يواجه سلسلة من التهديدات الداخلية، لا يخفى على أحد أنه العراق بات قادراً على التعامل مع التحديات الامنية الراهنة، لكن الوجود العسكري الأمريكي في العراق يحول البلاد إلى ساحة صراعات أمنية، فللولايات المتحدة خصوم في العراق، وهذه الخلافات ستتحول إلى اشتباكات كما كانت وما زالت موجودة، وهكذا، بينما يدفع الأمريكيون ثمناً باهظاً لوجودهم العسكري في العراق، نراهم عاجزون عن تبرير وجودهم في هذا البلد.

وأردف زارعي: إن عملية التطورات الأمنية تذكرنا إلى حد ما بتعقيد البيئة الأمنية العراقية، من ناحية أخرى، لم يقم الأمريكيون بحماية المكونات الرسمية من هجماتهم الأمنية، على سبيل المثال، الحشد الشعبي نفسه يتعرض لضغوط شديدة من الأمريكيين، حيث هاجموا الحشد عدّة مرات، حتى أنهم هاجموا القائد الأعلى للحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس، لذلك، لم تك تحركات الأمريكيين داخل العراق محتكمة لقوانين هذا البلد إنما منتهكة لها، في المقابل كان رد فعل المجتمع العراقي أنه تصرف وفقا لسلوك امريكا، اي فوق القوانين والاتفاقات.

وأردف زارعي: كما ترى، إذا سألوا الآن في العراق عن عدد القوات الأمريكية في العراق، على سبيل المثال، في ديسمبر، فلا توجد إحصاءات باستثناء الإحصاءات التي أعلنوا عنها بأنفسهم، ولا يوجد مصدر مستقل لديه حق الوصول إلى عدد القوات الأمريكية في العراق، وقدر الأمريكيون أنفسهم العدد بـ 5000 في نوفمبر. هل يعرف العراقيون بالأساس كم عدد القوات في العراق، وهل سيعرفون في رأيكم؟ لدى الأمريكيين حاليا قاعدتان كبيرتان، واحدة في غرب العراق والأخرى في شماله، يجلبون ما يريدون من القوات بالطائرات ويأخذون أكبر عدد ممكن من القوات متى ماشاؤوا، دون ان تعلم الحكومة العراقية بتفاصيل ما يحصل داخل تلك القواعد. لذلك لا أحد يعرف ما إذا كان هذا العدد الذي أعلنته واشنطن المتمثّل بـ 5000 جندي حقيقي أم لا، حيث قدّر البعض عدد القوات الأمريكية المستقرة في العراق بـ 15000 جندي، لذلك لا يمكن لأحد معرفة ماتفعله أمريكا في العراق. وعلى هذا الأساس يمكن القول إن قرار مجلس النواب لم ينفذ. على الرغم من أن حكومة السيد مصطفى الكاظمي تقول "إن القرار قد تم تنفيذه وأن القوات الأمريكية لم تعد تعمل، وإذا كان هناك أي شيء يريدون القيام به والاقدام عليه، لن يحدث دون تنسيق مع الحكومة العراقية.

وتابع الخبير في شؤون المنطقة: يكتنف الغموض مسألة إبلاغ القوات الامريكية الحكومة العراقية مسبقاً عن تحليق طائراتها، والتحليق المرخص وغير المرخص لتلك القوات، ووقت وطريقة إبلاغ الحكومة العراقية بذلك، علاوة على ذلك، ما تزال قضايا من قبيل عدد القوات الأمريكية في العراق ومراقبة تحركاتها، وإشراف الحكومة العراقية على هذه القوات، وآلية التعامل مع الانتهاكات المحتملة لهذه القوات، وضمان عدم عودة القوات المنسحبة الى العراق، وقضايا أخرى تثير الريبة، وترمي بالمتابع لما يحدث في دوامة الحيرة.

وعن إصرار واشنطن على إبقاء تواجدها في العراق، قال زارعي: بطبيعة الحال، إذا أراد الأمريكيون استمرار وجودهم في العراق وحتى في المنطقة ، فلن يكون ذلك آمناً لهم وللمنطقة، وهذا أمر طبيعي. المستقبل يقع في سياق الماضي ويحتكم له، وعلينا أن نرى ما إذا كانت عملية المواجهة هذه مع الولايات المتحدة في المنطقة اتجهت نحو الانحسار أم التصاعد. على أي حال، فإن هذا الاتجاه سيستمر بشكل طبيعي في المستقبل، وهذا يعني أن وقوع الأحداث المستقبلية في سياق الماضي هو مؤشر وحاكم بالنسبة لنا للتنبؤ بالتطورات. تشير التطورات إلى أن على الأمريكيين دفع تكاليف باهظة، سواء أرادوا دفع هذا الثمن أم لا، بطبيعة الحال، لكل دولة سقف محدد، وعندما تتعدّى هذا السقف، عليها أن تعيد النظر في استراتيجيتها.

وتابع: قرار مجلس النواب عكس الإجراء الأمريكي بشأن اغتيال الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس وكان رمزًا للاحتجاج على انتهاك الولايات المتحدة للسيادة العراقية. هذا الموضوع لم ينتهِ بشكل طبيعي، أي أن الأمريكيين لم يكونوا مسؤولين عن اغتيال شهداء 3  يناير/كانون الثاني، ولم يقروا بأن ذلك كان خطأ فادحاً وانتهاكاً صارخاً لسيادة بلد. كما أنهم لم يعدوا بعدم تكرار مثل هذا العمل الاجرامي. لذلك، تظل مطالب إيران والعراق من الولايات المتحدة بشأن هذه القضية قوية سياسياً وأمنياً، وإلى أن يتم حل هذه القضايا بطريقة مبدئية ووفقاً للأعراف الدولية، فمن الطبيعي أن تتبع المجموعات المختلفة في العراق ما يلي: قرار البرلمان وهذه العملية السياسية مستمرة بهدف تصفية الحسابات مع واشنطن.

وعن دور الشهيد سليماني في العراق، قال زارعي: كان الدور الرئيسي للشهيد سليماني هو تمكين الشعب العراقي من الدفاع عن نفسه، في اليوم الذي تفجّرت فيه قوى داعش الارهابي في العراق أو في اليوم الذي احتل فيه الأمريكيون العراق، لم تكن هناك قوة ضدهم تقاومهم. احتل الأمريكيون العراق خلال 19 يوماً فقط. دولة بهذا الحجم مع مثل هذا العدد الكبير من السكان وتاريخ طويل لقوات الجيش، تمكنوا من الاستيلاء عليها في 19 يوما. في ضوء ذلك، قام الشهيد سليماني  بتجهيز العراقيين بجيش إذا أراد الأمريكيون القيام بعمل عام 2003 مرة أخرى اليوم، فسيتعين عليهم القتال لمدة 3 إلى 4 سنوات على الأقل لتحقيق أي انجاز في العراق، وأعتقد أنهم ان ارادوا فعل ذلك، لن يكون ممكنا لهم إطلاقا، لن يكونوا قادرين على احتلال العراق عسكريا مرة أخرى. هذا ما فعله الشهيد سليماني للعراقيين، والعراق في مأمن من وجهة النظر العسكرية والأمنية، ويمكنه الدفاع عن نفسه ضد أي تهديد.


نور نيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك