معرف الأخبار : 81019
تاريخ الإفراج : 11/9/2021 12:50:07 PM
التقدم السريع لـ"أنصار الله" في مأرب وخيارات واشنطن والرياض

التقدم السريع لـ"أنصار الله" في مأرب وخيارات واشنطن والرياض

يواصل أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية إحراز تقدم في القتال ضد العناصر الموالية لتحالف العدوان السعودي في محافظة مأرب.

وتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من السيطرة على قاعدة "أم ريش" العسكرية بمحافظة مأرب. وكانت هذه القاعدة العسكرية آخر قاعدة للقوات السعودية في جنوب مأرب. وبهذا الإنجاز المهم، يمكن للقوات اليمنية الآن التقدم نحو منطقة "صافر"، حيث توجد العديد من حقول النفط والغاز اليمنية. وتشير تقارير ميدانية إلى أن المقاومة اليمنية باتت أقرب من أي وقت مضى للسيطرة على مرتفعات "ملعا" الاستراتيجية. وتجري حاليا اشتباكات عنيفة على هذه الجبهة وقد حقق أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدما ملموسا نحو تلك المرتفعات. ولقد أفادت بعض وسائل الإعلام أن العد التنازلي قد بدأ لتحرير تلك المرتفعات الاستراتيجية.

بالإضافة إلى إعداد الجيش اليمني واللجان الشعبية لفتح مدينة مأرب، فإن حكومة صنعاء للإنقاذ الوطني بذلت جهودا خلال الفترة الماضية بالاستعانة بمبادرة السيد "عبد الملك الحوثي" زعيم حركة أنصار الله اليمنية، لفتح مدينة مأرب دون إراقة الدماء. وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، بأن زعماء قبائل مأرب قاموا الأيام الماضية بزيارة العاصمة صنعاء. وفي الوقت نفسه، توقفت قوات المرتزقة التابعة للسعودية في مأرب عن القتال، واعلنوا انضمامهم إلى أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية. وفي هذا الصدد، دخل 1500 مقاتل تابعين لتحالف العدوان السعودي العاصمة اليمنية صنعاء واعلنوا عن انفصالهم عن حكومة "منصور هادي" المستقيلة. وحول هذا السياق، كتب نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني اليمني، "حسين العزي"، على تويتر، "عاد قرابة 1500 جندي من أبناء مأرب الأحباء إلى صنعاء. نكرم وصول هؤلاء الأحباء بكرامة ونقول لهم مرحبا بكم في عاصمتكم وبين عائلاتكم ومناطقكم".

ومن ناحية أخرى، عاد العقيد "يحيى محسن دردخ" وهو مسؤول أمني من مأرب مع عدد من رجاله إلى صنعاء وأعلنوا انسحابهم من القوات التابعة لحكومة "منصور هادي" المستقيلة. وعاد أيضا، الأسبوع الماضي، عشرات الأفراد من القوات والضباط التابعين للحكومة المستقيلة إلى صنعاء بعد انفصالها عن تحالف العدوان السعودي، معلنين ولاءهم للجيش واللجان الشعبية. وتسارعت عملية تحول زعماء العشائر والمليشيات والضباط التابعين لحكومة "منصور هادي" المستقيلة إلى الجيش اليمني واللجان الشعبية بعد أن دعا المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية "يحيى سريع" الأسبوع الماضي عناصر تحالف العدوان السعودي في مأرب إلى إلقاء أسلحتهم والاستفادة من العفو والدخول الى صنعاء.

الأمر بإطلاق سراح أسرى مدينة "العبدية" من قبل زعيم جماعة "أنصار الله"
التقى السيد "عبد الملك بدر الدين الحوثي"، يوم الخميس الماضي، بوفد من قبائل مديرية العبدية وعدد من مديريات مأرب وشبوة المحررة مؤخرا. وخلال اللقاء، وجه السيد "عبدالملك الحوثي" بإطلاق أسرى مديرية العبدية بمحافظة مأرب. وحث الحكومة والسلطة المحلية بمحافظتي مأرب وشبوة على الاهتمام بالمواطنين في المديريات المحررة.. داعيا أبناء مديرية العبدية وكل المناطق المحررة لصلح عام في قضايا الثأر والتعاون مع الدولة لتثبيت الأمن والاستقرار. ومن جانبه، اوضح رئيس اللجنة الوطنية للأسرى "عبد القادر المرتضى"، أن عدد الأسرى من أبناء مديرية العبدية 52 أسيرا. ومن جانبها باشرت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بالإفراج عن جميع الأسرى من أبناء مديرية العبدية بمحافظة مأرب وعددهم 52 أسيرا ترجمة لتوجيه قائد الثورة السيد "عبدالملك بدرالدين الحوثي" بالعفو العام.
وقد توجه الأسرى المفرج عنهم بالشكر والعرفان للسيد "عبدالملك بدرالدين الحوثي" على هذه المبادرة الأخوية والتعامل الراقي مع مختلف الأسرى.. داعين من لا زالوا يقاتلون في صف تحالف العدوان إلى تحكيم العقل والعودة إلى وطنهم وأهاليهم. كما ثمن مشائخ ووجهاء العبدية هذه المبادرة الحكيمة من السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي .. معتبرين المبادرة جميلا كبيرا لن تنساه قبائل العبدية وسنقابل هذا الوفاء بوفاء. وفي الـ17 من تشرين الاول/أكتوبر الماضي أعلنت القوات المسلحة تطهير مديرية العبدية في محافظة مأرب ضمن المرحلة الأولى من عملية "ربيع النصر" والتي أدت إلى تحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين في محافظة شبوة ومديريتي حريب والعبدية في محافظة مأرب بمساحة تقدر بأكثر من 3200 كيلو متر مربع.

أهمية تحرير مأرب

إذا تمكنت قوات "أنصار الله" من السيطرة الكاملة على محافظة مأرب، فإن مرتزقة الرئيس اليمني المستقيل سيفقدون العديد من قواعدهم الأخيرة في المحافظات الوسطى والشمالية. وهذا الانتصار بالنظر إلى الثقل الاستراتيجي لمحافظة مأرب، يمكن أن يمهد الطريق لانتصارات أخرى لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على المرتزقة المعتدين. كما أن التحرير الكامل لمحافظة مأرب يمكن أن يضع خيار المفاوضات والتسويات السياسية على أجندة قوات تحالف العدوان السعودي، ويمكنهم إعادة النظر في حساباتهم. إن تحرير مأرب يعني تقوية كافة حدود المناطق الشمالية من البلاد. وفي غضون ذلك، يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي أيضًا على مناطق شبوة وحضرموت والمهرة وأبين وأرخبيل سقطرى. وهذا يضعف قوة "منصور هادي" ويضعف قواته المتمركزة في هذه المناطق.
وبالإضافة إلى ذلك، وبحسب الثقل الاقتصادي لمحافظة مأرب، فإن سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على هذه المحافظة، على الرغم من أنه لا يمكن أن يكون لها دخل اقتصادي كبير على المدى القصير، لكنها ستوفر جزءًا من موارد البلاد من النفط والغاز. وفي هذه الحالة، سيمكن لليمنيين استخدام عائدات هذه المحافظة الغنية بالنفط لصالح الناس على المدى الطويل، وبتحرير مأرب، سيمكن لـ"أنصار الله" تفعيل محطة توليد الكهرباء في المحافظة وتزويد محافظات صنعاء وبعض المدن الأخرى في البلاد بالكهرباء.

اشتداد التحركات الأميركية عشية تحرير مدينة مأرب من قبل قوات حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية
وفي غضون ذلك، ازدادت التعبئة الأميركية بعد تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية، وبذلوا قصارى جهدهم لمنع تحرير مدينة مأرب من قبل قوات "أنصار الله" اليمنية. ومع سيطرة "أنصار الله" على جميع المناطق الست جنوب مأرب، ازدادت مخاوف المملكة العربية السعودية وحلفائها الأميركيين والبريطانيين بسبب قرب سقوط مأرب. وفي المقابل، يصر تحالف العدوان السعودي أيضًا على الاستمرار في حرب استنزاف وذلك لانه لا يريد قبول الهزيمة. ولهذا تحاول المملكة العربية السعودية للتدخل مباشرة مع الولايات المتحدة في هذه المعركة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

خيارات أميركية وسعودية لمنع تقدم "أنصار الله" في مأرب

وفي مواجهة هذا التقدم، قد تلجأ الولايات المتحدة والسعودية إلى خيارات متعددة، بما في ذلك التدخل المباشر بالسلاح الجوي الأميركي لمنع الجيش اليمني واللجان الشعبية من التقدم في مأرب. وهنا تجدر الإشارة، أنه إذا قامت واشنطن بهذه الخطوة، فإنها ستعرض قواعدها العسكرية في السعودية لخطر الصواريخ اليمنية. ويبدو أن صفقة لوقف الهجوم على مأرب مقابل رفع الحصار هي مبادرة سعودية ضعيفة للغاية وأكثر من حيلة يحاول من خلالها التحالف المعتدي تغيير ترتيباته العسكرية في مأرب. وتدرك صنعاء هذه الخطة ولا تقبلها وتطالب بالرفع الكامل للحصار عن مأرب. ويعيش المرتزقة في محافظة مأرب شمال شرقي صنعاء أياماً سوداء وكئيبة؛ بفعل الهزائم التي تلاحقهم من منطقة إلى أُخرى، وآخرها ما حدث في عملية "ربيع الانتصار" من تحرير مديريات هامة جنوب مدينة مأرب. ويعد تحرير المديريات الواقعة جنوبي مأرب ضربة قاصمة للعدوان الذي ظل يراهن عليها طيلة السنوات الماضية، وحولها إلى أوكار للتنظيمات التكفيرية الإجرامية، ومنطلقاً لتنفيذ كل الخطط الإجرامية لقوى العدوان الأميركي السعودي.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك