معرف الأخبار : 106536
تاريخ الإفراج : 9/7/2022 11:32:08 AM
الديمقراطية البريطانية المشوّهة وحكم الأقلية المُهترءة والمرفهة

خاص نورنيوز..

الديمقراطية البريطانية المشوّهة وحكم الأقلية المُهترءة والمرفهة

طوال نصف القرن الماضي في المملكة المتحدة تم انتخاب أكثر من نصف القادة البريطانيين بالطريقة المنتقدة التي تحصل في بريطانيا في اليوم الراهن.

نورنيوز- فيما أعلن بوريس جونسون إستقالته من رئاسة وزراء بريطانيا، وفيما وفقا لقانون البلاد لم تجر انتخابات وطنية، تم اختيار "ليز تراس" من بين أعضاء حزبه.

رغم أن رئيس الوزراء بيده إتخاذ قرارات لجميع المواطنين البريطانيين، إلاّ أنه في الحقيقة يُنتخب من قبل عدد قليل من الأعضاء الرسميين في الحزب الحاكم.

ويبلغ عدد أعضاء حزب المحافظين في بريطانيا اليوم، حوالي 160.000 عضو في الحزب السياسي الحاكم، ذلك على الرغم من تسجيل 47 مليون شخص للتصويت في الانتخابات الوطنية الأخيرة.

هذا الطراز من الديمقراطية المشوهة في بريطانيا، والذي يقتصر أيضا على الأفق الضيق للملكية المتوارثة، تعرض لانتقادات هذا العام أكثر من أي وقت مضى من قبل الجيل الواعي والجديد في هذا البلد.

في الواقع يتم تجاهل مشاركة الشعب في تقرير المصير، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية والعرق والدين والجنس، عبر الآلية المعقدة للديمقراطية البريطانية، حيث أن الدعاوى حول عدم عدالة هذا المسار في السابق، على الرغم من تسجيلها، لم تسفر عن محاربة التقليديين القدامى. وطوال نصف القرن الماضي تم انتخاب أكثر من نصف القادة البريطانيين بالطريقة المنتقدة في اليوم الراهن.

رغم كل ذلك، نرى حكام هذا البلد، يؤكدون بشكل مستمر على ضرورة أقصى مشاركة للمواطنين في الآليات السياسية، ويتهمون الدول التي تنتهك هذه المبادئ بـمناهضة الحرية وانتهاك حقوق الإنسان.

بريطانيا التي تزعم دعم قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، لا ترغب أبدا في الاستجابة لمطالب مواطنيها في هذا السياق، إذ كيف يمكن للندن أن تقرّ بوجهة النظر المهتمة لأقلية ثلاثة أعشار في المائة من سكانها، بينما تكتب لدول أخرى "نسخة من الديمقراطية وحق تقرير المصير بانتخابات حرة"؟

وتكشف النتيجة العملية لـ "ديمقراطية 160 ألف شخص" في أداء رجال الدولة البريطانيين لسنوات، وهو ما تجلّى كثيرا في الأشهر الأخيرة، بينما الشعب البريطاني "يدفع ثمن الدعم الكامل للحرب بدلاً من الحوار في أوكرانيا.

علاوة على كل ماسلف، تظهر الوثائق أنه في ذات الوقت، تم إيداع "مليارات الدولارات" في جيوب الرأسماليين على شكل صانعي أسلحة وما يسمونه موردي الطاقة، وجمعوا ثروة ضخمة من ذلك الأمر.

في ذات الوقت، يبدو أن التضخم المتفاقم وأزمة الغذاء والطاقة جعلت الحياة صعبة بالنسبة لملايين المواطنين البريطانيين، وإكتفت الحكومة بالقول لهم: ليس لديكم خيار سوى تحمل الأثمان، وهو ما يكشف عن حالة طيش في إتخاذ القرار في رأس السلطة.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك