رسائل مناورات مُسيّرات الجيش الإيراني

وتكثّفت خلال الأعوام الأخيرة "التمرينات العسكرية" و"إستعراضات القوّة" التي تجريها القوات المسلحة في البلاد سواء أكان الجيش أم الحرس، إجراءات لا تأتي من قبيل المصادفة أو من دون تخطيط مُسبق، إنما في سياق "السياسة الدفاعية القصوى" التي تنتهجها القوات المسلحة بهدف ردع الأعداء وإحباط مخططاتهم وكبح أطماعهم وإجتثاث حتى أي فكرة تراودهم بأن يشنوا أي عمل عدائي ضد البلاد، كما أن للمناورات رسائل اخرى عدّة تعزّز إقتدار البلاد.

وعن توقيت المناورات لابد لنا من التأكيد على أنها تأتي بالتزامن مع ما يتم تسريبه في الاعلام الغربي حول سعي امريكا تضمين مفاوضات رفع الحظر الامريكي عن ايران، موضوع القوة العسكرية لايران، فإذا بمناورات جاءت كردّ عملي على كل من يفكر بإدراج قوة الردع الايرانية في مفاوضات فيينا او اي مفاوضات اخرى.

السلاح المستخدم في مناورات الجيش، وهو الطائرات المُسيّرة الحربية، يعتبر اكبر خطر استراتيجي يواجهه الكيان الصهيوني، بإعتراف الخبراء العسكريين الاسرائيليين، فهي من اكثر انواع الطائرات تطورا وفعالية في العالم.

*رسائل المناورات

من رسائل مناورات الجيش، هي ان ايران لا تفاوض احدا على قدراتها العسكرية التي حصّنتها امام أعتى واشرس قوى طغيان في المنطقة والعالم فحسب، بل انها لا تربط تعزيز هذه القوة وتطويرها، مع اي حدث آخر حتى لو كان هذا الحدث مفاوضات فيينا، فهذه القوة هي التي دفعت قوة ارهابية متوحشة مثل امريكا للجلوس الى طاولة المفاوضات، وتتخلى عن خيارها العسكري الذي كان سبب كل الدمار الذي أُلحِق بالعالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم.

وتجري هذه المناورات بمشاركة 150 طائرة مسيرة من مختلف الانواع والطرازات وتغطي كامل الاراضي الايرانية من الخليج الفارسي وبحر عمان وصولا الى شرق البلاد وغربها وشمالها ووسطها. وتستمر هذه المناورات الضخمة لمدة يومين.

وكان المساعد التنسيقي لقائد الجيش الاميرال "حبيب الله سياري، اعلن أنه يجري اختبار مسيرات حديثة تم انتاجها في وزارة الدفاع بالتعاون مع الشركات المعرفية ، خلال هذه المناورات.

وتختبر المناورات الدقة والقوة التسليحية ونسبة استمرار التحليق، وقدرات أنظمة التوجيه والتحكم والقدرات القتالية لهذه المسيرات.

*نقل التجارب الى الكوادر الشبابية

وشدد قائد المناورات المشتركة للجيش 1401 بدون طيار على أن نقل التجارب الى الكوادر الشبابية، والتدريب وزيادة الاستعداد القتالي للتعامل مع التهديدات كأهداف أخرى لهذه المناورات، وقال: ان هذه المناورات المشتركة للمسيرات على مستوى القوات الاربع للجيش ومقر الدفاع الجوي المشترك ستجري لأول مرة، حيث أنها تجري في مياه الخليج الفارسي وبحر عمان من الجنوب الى الشرق والغرب والشمال ووسط البلاد. وأكد الاميرال سياري، أن عدد المسيّرات الذي يشارك في المناورات انما هو جزء يسير من قوة المسيرات التي بحوزة القوات الاربعة للجيش الايراني التي تقوم بتنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة والقتال المختلفة.

واعتبر اقتدار وتفويض المسؤوليات للشبان المبدعين من الخصوصيات الاخرى لهذه المناورة حيث يقوم هؤلاء الشبان المبدعون بدافع الحب والشعور بالمسؤولية في صنع مختلف انواع المسيرات ومنظومات الاتصالات وانواع الاسلحة، اذ كانت قوة ادارتهم وقيادتهم في هذه المناورات واضحة للعيان.

وتعتبر الطائرات المسيرة الحربية الايرانية من اكثر انواع هذه الطائرات تطورا وفعالية في العالم باعتراف الصديق والعدو، وقد اعتبر احد الخبراء العسكريين الصهاينة قبل ايام ان الطائرات المسيرة الايرانية تشكل اكبر خطر استراتيجي يواجهه كيانه المحتل. وفي الآونة الاخيرة ترددت انباء في وسائل الاعلام الغربية وعلى لسان مسؤولين اميركيين ايضا بان روسيا التي تعتبر من أقوى الدول في مجال الصناعات العسكرية تعتزم شراء طائرات حربية مسيرة من الجمهورية الاسلامية الايرانية.

من جانب آخر، أعلن قائد قوات الدفاع الجوي في الجيش العميد "علي رضا صباحي فرد" أنه سيتم قريبا ازاحة الستار عن الانجازات الحديثة لهذه القوات. جاء ذلك خلال زيارته التي قام بها صباحي فرد الاربعاء لمقر الدفاع الجوي المركزي في اصفهان حيث تفقد القدرة القتالية والاستعداد العملياتي في هذه المنطقة الدفاعية والمجموعات التي تعمل تحت قيادة المقر المذكور. وشدّد هذا المسؤول العسكري على أن المعدات والمنظومات الدفاعية في الجيش تراقب بكل دقة كل التحركات التي يقوم بها الاعداء على بعد آلاف الكيلومترات وأبعد من الحدود الايرانية وترصدها بقوة حيث أنها سترد الصاع صاعين لكل من تسوّل له نفسه التفكير بالاعتداء على شبر واحد من ارض الوطن.