معرف الأخبار : 102161
تاريخ الإفراج : 8/2/2022 8:24:08 PM
الردّ على خطوة واشنطن الإستعراضية.. خطوة مقابل خطوة

الردّ على خطوة واشنطن الإستعراضية.. خطوة مقابل خطوة

ردّا على إدمان البيت الأبيض للعقوبات واستخدامها كأداة ضد الجمهورية الإسلامية، لا سيما الإجراء الأمريكي الأخير الذي فرضت على إثره الولايات المتحدة يوم الاثنين عقوبات على شركات صينية وشركات أخرى قالت إنها ساعدت في بيع منتجات نفطية وبتروكيماوية إيرانية بعشرات الملايين من الدولارات لشرق آسيا.

واستمرار سياسة الضغوط الامريكية لإستجرار تنازلات من طهران في المفاوضات النووية، لاقت ردوداً مناسبة في كل مرّة كانت تصعّد فيها واشنطن، حيث لم تكد وزارة الخزانة الأمريكية تعلن مؤخراً فرض عقوباتها الجائرة على البلاد حتى سارعت الجمهورية الإسلامية للردّ على هذه الخطوة بإتخاذ إجراء جديد في مجال تطوير الأنشطة النووية السلمية.

حيث نُصبت أجهزة الطرد المركزي التي بدأت عملية ضخ الغاز فيها، أمس، في قاعات منشأة نطنز القابعة تحت الأرض، وذلك في ظلّ حماية أمنية جيدة من وجهة نظر دفاعية.

*خطوة مقابل خطوة

وأعلن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية، مساء أمس: عن إصدار الأمر ببدء تشغيل المئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة، والتي تتكون من أجهزة متطورة من نوع IR6 و IR1.

وأكمل المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية: ان هذه الخطوة تأتي في سياق تنفيذ قانون المبادرة الاستراتيجية لالغاء الحظر وصون مصالح ايران والوصول الى الحد الادنى من حجم التخصيب الذي تحتاجه البلاد وهو 190 الف سو (وحدة فصل).

وتم ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي التي بدأ تشغيلها بعد إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبدأت مراحل ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي من النوعين IR1 و IR6 ، والتي تم تركيبها سابقا في مجمع الشهيد أحمدي روشن النووي في منشأة نطنز بعد أن جُهزت للتشغيل. 

* إجراء غير منطقي

وتعليقاً على العقوبات الجديدة وردّ الجمهورية الإسلامية، قال وزير الخارجية "حسين أمير عبداللهيان": إن قيام وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بضخ الغاز في المئات من أجهزة الطرد المركزي من الأجيال المتطورة هو ردنا على الحظر الأمريكي الجديد.

وأكمل عبداللهيان، الثلاثاء، في تصريح صحفي على هامش الدورة السابعة من مراسم منح جائزة حقوق الإنسان الإسلامية في طهران: إن الحظر الأمريكي الجديد إجراء غير منطقي وخطوة استعراضية لا تأثير لها، معتبرا أنه لا يمكن لواشنطن أن تحصل على تنازلات منا على طاولة المفاوضات عبر مواصلة فرض الحظر. وأكد: إننا أهل للتفاوض ودعاة للمنطق ولكن لن نرضخ للإجراءات الأمريكية.

وصرح: إن قيام وكالة الطاقة الذرية بضخ الغاز في المئات من أجهزة الطرد المركزي من الأجيال المتطورة هو ردنا على الحظر الأمريكي الجديد، مشيرا إلى فشل سياسة فرض الضغوط القصوى لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. كما أشار مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "جوزيف بوريل" إلى فشل واشنطن في انتهاج هذه السياسة.

*خطوة في غير محلّها

وفي إشارة الى التوقيت السيّئ للخطوة الأمريكية، قال وزير الخارجية: بينما كنا نستعد لمرحلة جديدة من المفاوضات، قدم الجانب الأمريكي خلال الأسابيع الماضية، اقتراحا مفاجئا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف كسب النقاط على طاولة المفاوضات.

وأضاف: إن الاقتراح الأمريكي بإصدار قرار ضد إيران تزامن مع قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بإرسال رسائل عبر وسطاء مفادها أن لبلاده نوايا حسنة وجادة في العودة إلى الاتفاق، وقدمنا ​​إجابتنا الحاسمة للجانب الأمريكي.

وأشار إلى قيام مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "جوزيف بوريل" بإعداد مسودة تتضمن مواقف الأطراف المشاركة في مفاوضات إلغاء الحظر من قبل وطرحها تحت عنوان "مقترح منسق الاتحاد الأوروبي" على كافة الأطراف؛ مضيفا: إن هذا المقترح دخل حيّز الدراسة في عواصم الدول المتفاوضة.

وكان قد اكد المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني، ان رد الجمهورية الاسلامية على اصرار البيت الابيض على مواصلة سياسة فرض الحظر سيكون حازما وفوريا، وقال: سنتخذ جميع الاجراءات اللازمة لإحباط آثار الحظر السلبية المحتملة.

وأوضح: ان اجراءات الحظر هذه كشفت بوضوح الطبيعة المخادعة والتعزية الصورية التي قدمها الممثل الأمريكي الخاص في الشأن الإيراني في الوقت الذي تكبد فيه الشعب الإيراني الكثير من الضحايا والخسائر المالية بسبب الفيضانات.

*تنسيق أوروبي أمريكي

يأتي هذا أيضاً في ظلّ تنسيق وتناغم أوروبي أمريكي يكشّف بوضوح مؤخراً لتكثيف الضغوط ضد الجمهورية الإسلامية، فبالتوازي مع الإجراء الامريكي، أعربت كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، عما اسمته "أسفها لعدم استغلال إيران الفرصة حتى الآن، رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، من أجل العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة" في وقت تعتبر اميركا وبريطانيا الدولتين التي انسحبت احداهما من الاتفاق النووي مع ايران، والاخرى ملتزمة مؤازرة بالكامل للخطوات الاميركية.

وحث بيان هذه الدول متجاهلاً مواصلة سياسة الضغوط الأمريكية، إيران على "العودة إلى التنفيذ الكامل للخطة، وقرار مجلس الأمن رقم 2231، والتعاون بشكل عاجل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل المسائل المتعلقة بالمواد والأنشطة النووية المحتملة غير المعلنة في إيران" وذلك على الرغم من تعاون ايران الى اقصى الحدود مع الوكالة الدولية التي لا تلتزم بالمهنية في تصرفاتها وتقاريرها.

ويأتي هذا البيان الاميركي البريطاني الفرنسي في الوقت الذي تعتبر هذه الدول من كبار المنتجين والمخزنين للاسلحة النووية والمُلوحّين باستخدامها، فيما استخدمت الولايات المتحدة الاسلحة النووية ضد المدنيين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية.

فيما يؤكد المسؤولون الايرانيون ان انتاج الاسلحة النووية ليس مدرجا على جدول الاعمال التزما بفتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية الذي حرم مثل هذا الامر.

وفي وقت سابق من يوم الإثنين المنصرم، اعلن مساعد رئيس الجمهورية الايرانية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد اسلامي، بان إيران لديها القدرة التقنية لصنع القنبلة الذرية، لكن مثل هذا البرنامج ليس مدرجا على جدول الأعمال.


نورنيوز/وكالات
الكلمات الدالة
خطوةتصعيدالإستعراضية
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك