معرف الأخبار : 102129
تاريخ الإفراج : 8/2/2022 12:41:17 PM
رهان واشنطن الفاشل سلفاً بشأن خطوة بيلوسي

رهان واشنطن الفاشل سلفاً بشأن خطوة بيلوسي

دون شك، سيظل لدى القادة الأمريكيين سيناريو دعم الحلفاء الإقليميين لمواجهة قوة الصين على رأس أجندتهم، ولكن على أي حال، لابد من توثيق تراجع بيلوسي عن زيارتها إلى تايبيه الصينية على أنه فشلًا آخر في السجل العالمي لأمريكا والديمقراطيين.

نورنيوز- أرغمت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي، التي أعلنت سابقاً عن عزمها إجراء زيارة غير مخطط لها إلى تايبيه الصينية (تايوان)، على إلغائها بعد رد الفعل السلبي لدول شرق آسيا.

ومن المثير للاهتمام؛ وفي البيان الذي نشر قبل زيارة نانسي بيلوسي لم يرد ذكر تايبيه الصينية في برنامج اللقاءات!

أكدت أمريكا، التي لطالما اعتبرت الصين أنها أكبر تهديد لها، مرارًا وتكرارًا على دعم تايبيه الصينية كعنصر للضغط على بكين، ويمكن أيضا تقييم تصرف بيلوسي في نفس الاتجاه.

من ناحية أخرى؛ تأتي زيارة بيلوسي إلى تايبيه الصينية على خلفية الانتخابات المقبلة في امريكا، خصوصاً في ظل تفاقم المشكلات الاقتصادية، وعودة كورونا، والعنصرية المنهجية، وعدم القدرة على حل قضايا السياسة الخارجية، و التراجع الحاد في شعبية "جو بايدن" وهو ما يكشف عن الوضع الهش الذي يمرّ به الديمقراطيين.

تشير شواهد كثيرة إلى أن سلوك الأمريكيين في مجال السياسة الخارجية هو في الواقع وسيلة لصرف الرأي العام عن المشاكل الداخلية وجذب الأصوات في الإنتخابات، كما استخدم بوش الابن ذلك في حرب العراق وأوباما في حرب ليبيا.

رغم ذلك، يبدو أنه بسبب فشل سياسة صنع الأزمات في أوكرانيا وفشل جولة بايدن إلى غرب آسيا، فقد ترك الديمقراطيون استعراض السلطة ضد العدو للذراع الأخرى، وهي بيلوسي رئيسة مجلس النواب.

يمكن أن يكون دخول بيلوسي إلى هذه الساحة أيضًا علامة على اشتداد الخلافات بين الديمقراطيين. حيث تجري هاتان المجموعتان في نفس الوقت الذي يتم فيه نشر استطلاعات الرأي التي تظهر ضعف موقف بايدن بين الديمقراطيين، ويتم سماع همسات مشاركة بيلوسي في الانتخابات الرئاسية.

أصبح خلق الخلافات والانقسامات بين الهيكل الحاكم للولايات المتحدة أكثر وضوحًا عندما لم يدعم جو بايدن زيارة بيلوسي في مكالمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ولم تدعم المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير زيارة رئيسة مجلس النواب إلى تايبيه الصينية، وقالت: زيارات نانسي بيلوسي لا علاقة لها بالرئيس!

لكن الصين، ردا على هذا العمل، أجرت مناورة عسكرية بالقرب من هذه الجزيرة حملت رسائل مهمة لأمريكا.

وسبق أن أجرى الجيش الصيني تدريبات منذ يوم الجمعة في الجزء الغربي من مضيق هاينان الذي يفصل مقاطعة قوانغدونغ عن جزيرة هاينان، وكذلك بالقرب من جزيرة تقع جنوب هذه المنطقة.

تعزيز التكامل الإقليمي هو بُعد آخر لسياسة الصين في مواجهة التوترات الأمريكية والتحذير منها، علاوة على المباحثات والتنسيق المكثف بين المسؤولين الصينيين والروس، وكذلك المحادثة الهاتفية التي أجراها شي جين بينغ مع آية الله رئيسي، والتي تركزت على التعزيز الشامل للعلاقات الاستراتيجية ومواجهة الأحادية الأمريكية.

وقد أدى مجموع هذه الإجراءات في النهاية بالقادة الأمريكيين إلى استنتاج أنه لا خيار أمامهم سوى الانسحاب من استفزاز تايوان ، وبالتالي ينبغي النظر في بيان بيلوسي بشأن إلغاء الزيارة إلى هذه الجزيرة في هذا الاتجاه.

ما نريد قوله، هو أنه سيظل لدى القادة الأمريكيين سيناريو دعم الحلفاء الإقليميين لمواجهة قوة الصين على رأس أجندتهم ، ولكن على أي حال، ولكن على أي حال، لابد من اعتبار تراجع بيلوسي عن زيارتها إلى تايبيه الصينية  فشلًا آخر في السجل العالمي لأمريكا والديمقراطيين.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك