معرف الأخبار : 101707
تاريخ الإفراج : 7/21/2022 2:49:52 PM
العلاقات بين طهران وموسكو وأنقرة.. نموذج للتعاون الإقليمي

العلاقات بين طهران وموسكو وأنقرة.. نموذج للتعاون الإقليمي

في وقت ترزخ فيه كل من طهران وموسكو وأنقرة بطريقة ما تحت الضغط الناجم عن السياسات الأحادية الأمريكية والسلوك العدائي الغربي، سيكون تطوير التقارب في الأبعاد السياسية والاقتصادية بمثابة الجدار الذي ستصطدم فيه نوايا الغرب الهدّامة تجاه المنطقة، وستنعكس إيجابا على الأمن والسلم الإقليمي والعالمي.

نورنيوز- تكمن أهمية زيارة الرئيسين التركي والروسي لطهران في بعدين إثنين أولهما علاقات طهران الثنائية مع كل من موسكو وأنقرة، ثانياً، نظراً للقدرات المشتركة للدول الثلاث ودورها في تقارب العلاقات الثلاثية والدولية وتعزيزها.

من خلال السعي الدؤوب لاستراتيجية تطوير العلاقات الشاملة مع الدول الجارة، تمكنت الحكومة الايرانية الثالثة عشرة من إضفاء إنجازات وقدرات كبيرة في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والدفاع والثقافة على حقيبة العلاقات الخارجية للجمهورية الإسلامية والتي باتت ممتلئة بالمنجزات الدبلوماسية في الآونة الأخيرة.

فالعلاقات مع كل من تركيا وروسيا، باعتبارهما جارتين قويتين لهما تاريخ طويل من العلاقات مع إيران، لها أهمية خاصة في العلاقات الخارجية الإيرانية، ومردّ ذلك لأسباب مختلفة.

في موقف تتعرض فيه طهران وموسكو وأنقرة إلى حد ما لضغوط من السياسات الأحادية الأمريكية والسلوك العدائي للغرب، تطور التقارب في الأبعاد السياسية والاقتصادية بسبب الدور والموقف الفريد للدول الثلاث في مجال الطاقة والنقل والعبور، علاوة على أن الموقع الجيوسياسي والجيو-اقتصادي للبلدان الثلاثة حتّم عليها مسار التقارب لما له من دور في التحكم بالمعادلات الإقليمية والدولية التي تخوض منعرجات خطيرة ووعرة.

بحسب إحصائيات رسمية، نما حجم التجارة بين إيران وهاتين الدولتين بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، نمو يشير الى رغبة الدول الثلاث في اتخاذ خطوة في الاتجاه الجديد للتعاون الاقتصادي.                                                  

وبحسب الإحصائيات التي أعلنها المندوب التجاري لروسيا في إيران، بلغ حجم التداول المالي والتجاري بين روسيا وإيران لعام 2021، 4.035 مليار دولار بزيادة 81.7٪، كما أن هذه الإحصائية بالتأكيد قابلة للزيادة إلى أكثر من 10 مليارات دولار، ويمكن أن تكون زيارة بوتين لطهران نقطة تحول في هذا الاتجاه أيضاً.

في حين بلغت صادرات إيران إلى تركيا منذ حتى ربيع هذا العام ثلاثة ملايين و 70 ألف طن من البضائع بقيمة مليار و 737 مليون دولار، بنمو نسبته 363٪ في الوزن و 192٪ في القيمة، مقارنة بربيع العام السابق.

يعلم كل خبير بشؤون المنطقة أن البلدان الثلاثة (ايران وروسيا وتركيا) لديها جميع القدرات اللازمة لتحقيق خطة النقل الجوي والبري والسكك الحديدية في علاقات ثلاثية متماسكة ومتنامية، بل وحتى تصبح طريق عبور إقليمي وعالمي، وتقارب وجهات النظر في تحقيق هذا الأمر المهم، بما في ذلك في مجال نقل البضائع والطاقة، يمكن أن تكون ذات فائدة للدول الثلاث.

حيث استُكمل مؤخراً ممر شمال-جنوب، والذي لم يبق منه سوى جزء صغير، وتشاور إيران مع دول منطقة القوقاز لإكماله، وهذا الممر هو الأساس لقفزة جادة في اقتصاد المنطقة عامة وايران خاصة، خصوصاً أن ايران تشكّل المحور الرئيسي لهذا الممر بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.

في ضوء هذه المتغيرات، ونظرا للقواسم السياسية المشتركة بين الدول الثلاث فيما يتعلق بضرورة كبح عملية التدخل الغربي في المنطقة، والتي لم تسفر حتى الآن عن أي نتائج سوى الترويج للإرهاب وخلق الخلافات والانقسامات بين دول المنطقة، علاوة على خلق انعدام الأمن والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، يحوز التعاون الأمني أيضاً على أهمية خاصة بالنسبة للبلدان الثلاثة.

وتجسدت أمثلة التقارب بشكل واضح بين ايران وروسيا وتركيا عقب قمّة أستانا التي انطلقت عام 2016 بمبادرة الدول الثلاث لتخفيف التوترات في سوريا، واستمر هذا التعاون حتى القمّة السابعة التي جمعت قادتها في طهران.

يظلّ أن نقول، أن قمّة مسار أستانا في طهران بحضور قادة تركيا وروسيا، مع إظهار جدية إيران في متابعة الدبلوماسية الإقليمية، يمكن يمكن أن يغدو نموذجا ناجعا لتقريب وجهات نظر دول الجوار من بعضها البعض.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك