معرف الأخبار : 65633
تاريخ الإفراج : 4/15/2021 1:36:13 AM
الارتقاء بمستوى الصراع لكسب نقاط في عملية لم تعد تسمى "التفاوض"!

خاص نورنيوز..

الارتقاء بمستوى الصراع لكسب نقاط في عملية لم تعد تسمى "التفاوض"!

نسبت وسائل الاعلام الصهيونية والغربية العمل التخريبي الذي استهدف، يوم الأحد المنصرم (11 أبريل/نيسان)، منشأة نطنز النووية في أصفهان وتسبب بحدوث عطل في شبكة الكهرباء الداخلية بإحدى صالات المنشأة، الى الكيان الصهيوني.

كان قد أفصح رئيس الوزراء الصهيوني مرارا وتكرارا أن تل أبيب ستستخدم كل الوسائل المتاحة لديها، لضرب القدرات النووية الإيرانية، والتي يزعم أنها ستمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وعقب العمل التخريبي في نطنز، ردّد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، تصريحات نتنياهو في لقاء عبر الاتصال المرئي مع نظيره الصهيوني، قائلاً: "أؤكد لكم أن إيران لن تمتلك أبدًا قنبلة نووية".

من الواضح جدًا أن تصرفات الكيان الصهيوني وأوروبا والولايات المتحدة تجاه إيران لا يمكن فصلها عن بعضها، لأن السلوك العملي لأطراف هذا المثلث على مدى الأربعين عاما الماضية يُظهر بوضوح أن لديهم ذات الرؤية في مواقفهم تجاه إيران، خاصة على المستوى الاستراتيجي.

وقوع ثلاث حوادث، من بينها هجوم على سفينة تجارية إيرانية في البحر الأحمر، وتخريب إرهابي في منشأة نطنز للتخصيب، وعقوبات الاتحاد الأوروبي على كبار القادة العسكريين الإيرانيين والمسؤولين السياسيين، وسط المفاوضات النووية في فيينا التي من المقرر أن تكون "بديلاً عن الصراع والحرب"، خير دليل على "الاستراتيجية المتوافقة" التي تنتهجها كل من اوروبا وأمريكا والكيان الصهيوني تجاه ايران، كما أن هذه الحملة الشعواء على ايران تفرض على المتابع العديد من التساؤلات "حول سبب هذا السلوك في هذا الوقت بالتحديد".

السلوك المنافق للأوروبيين في الفترة التي أعقبت خروج ترامب من الاتفاق النووي في العام 2016، وإعادة صياغة هذا السلوك بعد وصول بايدن إلى السلطة بطريقة أخرى، إلى جانب الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الترويكا الأوروبية في إصدار قرار مناهض لإيران في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفرض عقوبات على المسؤولين العسكريين والسياسيين الإيرانيين في أوروبا، لا يترك مجالاً للشك بوجود "سوء نيّة" تضمرها الدول الأوروبية تجاه ايران.

بعد خروج ترامب من الاتفاق النووي، وما أعقبه من فرض عقوبات جائرة غير مسبوقة على إيران، بذل الأوروبيون قصارى جهدهم لاستفزاز الجمهورية الإسلامية لتردّ على هذه الأعمال العدائية. في هذا الاتجاه، وبعد اعتماد استراتيجية "المقاومة النشطة" من قبل إيران للتعويض عن حقوقها المفقودة، استخدمت أوروبا مجموعة من "الأدوات المتاحة لها" لوقف الاستراتيجية المقاومة التي أعلنتها الجمهورية الإسلامية، وذلك عبر زيادة الضغوط القصوى.

بعد وصول بايدن إلى دفّة الحكم، أصبحت أوروبا عاملاً رئيسيا في عرقلة إحياء الاتفاق النووي، من خلال إثارة ملفات لا تمت للاتفاق الأصلي بأي صلة.

في خضم عملية التفاوض، وبينما يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على مسؤولي الجمهورية الإسلامية، التزم قادة الدول الاوروبية الصمت، على حدّ تعبير وزير الخارجية الايراني، حيال "جريمة الحرب الصهيونية".

يكشف سلوك الأوروبيين هذا أنهم في تنسيق كامل مع الصهاينة الذين يحاولون إضعاف إيران وتخلية يديها في هذه العملية بضرب منشأة نطنز النووية وسط المفاوضات.

الإجراءات المتخذة لتنسيق وتحديد الدور بين امريكا وأوروبا والكيان الصهيوني تتعارض بشكل واضح مع سياسة جو بايدن بالـ"عودة إلى الدبلوماسية"، وتدل على أنه استبدل سياسة ترامب المتمثلة في "الضغوط القصوى" بسياسة "أقصى حدّ من الخداع "، معلنا بداية عرض موارب جديد متمثّل باتباع "عمليات تخريبية "كما في السابق ويديره بالتوازي مع" طلب التفاوض".

إن الجمع بين هذه الإجراءات يدعم العقلية القائلة، بأن الغربيين لا يرون في التفاوض وسيلة للتسوية إنما سلاح لضرب إيران، وأن وظيفة التفاوض بالنسبة لهم هي بالضبط مثل فرض أقصى العقوبات لشلّ مسار تقدّم الجمهورية الإسلامية.

لكن في مواجهة نهج ونوايا أمريكا وأوروبا، فإن موقف الجمهورية الإسلامية الايرانية حاسم وقوي للغاية، ولن تؤدي مثل هذه السلوكيات إلى تدهورها.

طهران منحت واشنطن فرصة محدودة للغاية للتعويض عن سوابقها برفع جميع العقوبات الدائمة وغير الدائمة ضد إيران تحت أي تسمية كانت وفي أي وقت فرضت فيه.

وأعلنت إيران بوضوح أن ستعدل عن تقليص التزاماتها وتعود إلى الوضع السابق بالوفاء بالتزاماتها فقط بعد التحقق من رفع العقوبات في الوقت المناسب.

إن تحرك إيران الأخير لبدء عملية التخصيب بنسبة 60 في المائة التي أعقبت حادثة نطنز، والإجراءات التي سيتم الكشف عنها قريبا، كان من المفترض أن تجعل أمريكا وأوروبا على دراية بأن ردّ طهران على أي خداع وضغط، سيكون باتخاذ إجراء حاسم ومتقدّم.

علاوة على ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تدرك حقيقة أنه إذا لم تتصرف بأسرع ما يمكن لسحب الضوء الاخضر الذي أعطته للكيان الصهيوني ومنع استمرار وحشيته، فإن الردّ الحاسم من قبل الشعب الإيراني سيدفعهما على الندم.

لن يكون لاستمرار المخاتلة والضغط والتسويف الغربي أي تأثير سوى تقدّم إيران في سياسة "المقاومة النووية النشطة" وتعزيز القدرات الوطنية للجمهورية الاسلامية.

إن التفاوض، إذا لم يلبِ مطالب إيران القانونية في فترة وجيزة، لا يمكن اعتباره وسيلة للتعويض عن "الحقوق الضائعة" للشعب الإيراني، وبطبيعة الحال لن يكون هناك مبرر لاستمراره.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك